د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: العُمْر ... ولحظات العُمْر

الجمعة، 18 أكتوبر 2019 08:50 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: العُمْر ... ولحظات العُمْر داليا مجدى عبد الغنى
بقلم د. داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرًا ما تسأل شخصًا، هل تحب فلان؟ فتكون إجابته كالآتي: إنه عِشْرة عمر، في حين أنك لو سألته ذات السؤال عن شخص آخر، ستكون إجابته سريعة، وتلقائية، وهي نعم، بالطبع أحبه بشدة.
 
والسؤال الآن، أيهما أقوى، الحب أم العِشْرة؟ أظن أنه سؤال صعب إلى حدٍ ما، فالعِشْرة لها احترامها وقُدْسيتها فهي دليل على الوفاء والإخلاص، واحترام سنين العُمْر، فلو أغفلناها، سنغفل معها أيام عمرنا، وكأننا نتبرأ منه، فهل يمكن لإنسان أن يتبرأ من عمره.
 
أما الحب، فهو مشاعر لا إرادية تتحكم في الإنسان، وتقوده نحو شخص آخر، فلا يجد نفسه إلا معه، ولا يشعر بالسعادة إلا وهو بجواره، ولا يستمتع بالحياة إلا وهو رفيق دربه وحياته، فهو تآلف نفسي، يجمع بين شخصين، يوحدهما في كل شيء، فكل منهما يجد في الآخر ضالته، ويكون على أتم الاستعداد للاستغناء عن كل شيء حتى يفوز بمن يحب.
 
والحقيقة، أنا اختصرت معنى العِشْرة ومعنى الحب؛ لأن الكلام عنهما يحتاج إلى سلسلة مقالات، وليس مقال واحد، ولكنني حاولت أن أُوضح المعنى المُجمل لكل منهما، وقد قرأت مقولة تقول: "البعض تعيش معه عُمْرًا بأكمله، ولا تذكر منه لحظة، والبعض تعيش معه لحظة تظل تذكرها طول العُمْر ".
 
فالبعض الأول هم أصحاب العِشْرة؛ لأنك تعيش معهم عُمْرك بأكمله، وقد تذكرهم، وربما لا تجد لحظة عشتها معهم، تعيش بداخلك، ولكنك ستظل تتذكر أنه عُمْرك الذي عشته معهم، لذا سيظل احترام العِشْرة بداخلك، فأنت تحترم في عِشْرتهم عُمْرك وزمانك، أما البعض الآخر فهو الحب، الذي قد تكون لحظاته قليلة، ولكنك تظل تذكرها طيلة عُمْرك، فأنت تحب فيهم إنسانيتك، التي وجدتها بجوارهم، وأحلامك التي تحققت بين أيديهم.
 
والآن، على كل إنسان يقرأ هذا المقال أن يجيب على السؤال، أيهما أقوى، العِشْرة أم الحب؟ أو بمعنى أدق، أيهما أقوى، العُمْر أم بعض لحظات العُمْر ؟ أما أنا، فسأحتفظ بإجابتي لنفسي؛ حتى لا أؤثر على آراء القُرَّاء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف

سؤال صعب

الحب يتغير  و العشرة ننساها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة