سقطت مدينة القدس فى يد بريطانيا 1917 ، واستطاع الجنرال ألينبى أن يحتل المدينة المقدسة، لكن ذلك لم يحدث فجأة، كانت هناك كواليس مخيبة بطلتها الدولة العثمانية.
فى زمن الحرب العالمية لأولى (1914- 1918 ) طلبت ألمانيا من تركيا حليفتها فى الحرب الدخول إلى مصر انطلاقا من فلسطين وذلك لشغل الإنجليز وإبعادهم عن مضيق الدرنديل ( يقع فى تركيا الآن) وبالفعل انطلقت حملة تركية في يناير 1915، لكن تمركز الإنجليز خلف قناة السويس ودفاعاتهم القوية ألحقت بالأتراك هزيمة ثقيلة خلفت 1300 قتيلا.
الأتراك لم يكتفوا بهذه الهزيمة، بل أعدوا عدتهم مرة ثانية، وتحركوا تحت قيادة القائد الألمانى ألميرلاى فون كرس بك، وذلك فى أبريل 1916، وللمرة الثانية لاقت القوات هزيمة كبيرة على يد المدفعية الإنجليزية، وخسر الأتراك ألف قتيل وأسر ثلاثة آلاف من جندهم، وكانت هذه الهزيمة التالية سببا وجيها لتشجع الإنجليز على بدء الهجوم وإصدار الأوامر باحتلال فلسطين.
حين علم الأتراك والألمان بنية البريطانيين بالزحف صوب فلسطين، قرروا المواجهة وبدأت أولى معارك فلسطين يوم 27 مارس 1917، والثانية في 19 أبريل من العام نفسه حين هاجم الإنجليز غزة، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في الهجومين مما اضطرهم إلى الانسحاب.
في تلك الأثناء، كان الجنرال ألنبي قد تولى القيادة خلفا للجنرال موري، فقام بإصلاحات كبيرة في بنية الجيش البريطاني في مصر، في المقابل، عقد الأتراك مجلس حرب بقيادة القائد العام أنور باشا، وقادة جيوش القفقاس والجيش الثاني والرابع بقيادة جمال باشا والسادس وغيرهم، ولم ينته هذا المجلس إلى قرار حاسم.
حقق الإنجليز انتصارات واضحة وبدأ الإنجليز في زحفهم صوب القدس، فاحتلوا بسهولة بئر السبع يوم 31 أكتوبر 1917، وفي 17 نوفمبر العام ذاته احتلوا غزة، ثم انطلقوا صوب يافا والرملة واحتلوهما بسهولة أيضا، بعد ذلك قرر الجنرال ألنبي الزحف صوب القدس، التى دخلها فى شهر ديسمبر من عام 1917.