وسط حراك مستعر، تمر به المنطقة العربية، شبيه ببراكين مدمرة، تقذف حممها لتحرق الأخضر واليابس، تجد على الضفة المواجهة، الكيان الصهيونى، ينعم بكل الأمن والاستقرار، والتقدم والازدهار!!
نعم، إسرائيل تعيش أزهى عصور الاستقرار والأمن والأمان، منذ تأسيسها، والسبب أن العرب متفرغون لهدم أوطانهم، بأيديهم، فتحولوا من أعداء لإسرائيل، إلى مخربين ومدمرين لبلادهم.. من سوريا لليبيا واليمن والسودان والصومال والجزائر والعراق ثم لبنان، ولا نعلم من القادم، وأى سيناريو كانت تحلم به تل أبيب يوما، أن تجد أعداءها ينقرضون من فوق الخريطة الجغرافية بأيديهم، بينما هى تجلس على الآرائك تشاهد بإعجاب يصل إلى حد الانبهار ما يصنعه العرب فى بلادهم!!
ما أروع أن تجد عدوك يدمر نفسه بنفسه، ويزيح عن كاهلك عناء قتاله واستنزاف جهدك، وإرهاق عقلك، بحثا عن خطط الانتقام منه، وخطط تأمين نفسك من شر!!
ويسأل سائل: ما هو السر وراء انفجار البراكين المدمرة، الذى بدأ بتونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن والجزائر والسودان والعراق ولبنان، بينما تنعم إسرائيل العدو الأول للعرب والمسلمين بالأمن والاستقرار؟ الإجابة مرة بطعم الحنظل، لأنه ببساطة لا يوجد فى إسرائيل «جماعة إخوان» تتخذ من الدين الإسلامى ستارا، تتخفى خلفه، وتتاجر به لتحقيق أهداف خبيثة، بينما تنتشر هذه الجماعة الحقيرة فى كل ربوع الوطن العربى والإسلامى، ودستورها الذى دشنه المقبور حسن البنا سنة 1928 هو هدم الأوطان العربية والإسلامية، تحت شعار «الجهاد» بينما تركوا إسرائيل العدو الأول والأخير للإسلام والمسلمين تنعم بالرخاء.
وللأسف الشديد، أن التيارات المدنية المدعية أنها تناضل من أجل الحرية والديمقراطية، تعمل جاهدة لمساعدة هذه الجماعة الخائنة، وتذلل من أمامهما كافة العقبات للسيطرة على الشارع والسلطات!!
الإخوان وأبناؤها، داعش والقاعدة وجبهة النصرة، يرفعون شعار «من يعيش فى إسرائيل فهو آمن.. بينما القتل والتخريب والدمار لبلاد الإسلام فقط، وتكفير ومحاربة الجيوش المسلمة، التى تنطق بالشهادة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وقتل أبناء المسلمين، وتدمير ممتلكاتهم، وتخريب منشآتهم، واغتصاب نسائهم، وبيع بناتهم فى سوق النخاسة، والتنكيل بأطفالهم وشيوخهم.
هذه الجماعات والتنظيمات التكفيرية أشد خطرا على الدين الإسلامى، من ألد أعدائه، فقد ارتكبوا كل الموبقات، وضربوا بكل قوة وعنف فى العمود الفقرى للعقيدة، وهو السماحة، والرحمة، والاعتدال، والأمن والأمان، وصدروا باسمه العنف والخوف والترويع والإرهاب.
ولم يتوقف الأمر عند عبث الجماعات والتنظيمات الإرهابية بكل قوة لتدمير بلاد الإسلام، بشكل عام ومحاولة زعزعة الاستقرار فى الدول العربية، على وجه الخصوص، ولكن كان على الضفة المقابلة لنهر الخيانة كهنة ثورة يناير، وتنظيم التشكيك والتسخيف، والفرحين فى مذابح الساجدين فى المساجد والكنائس، من المواطنين المدنيين، لسن سكاكينهم للإجهاز على مؤسسات الدولة، واتهامها بالتقصير، ويبدأون فى تقطيع أجساد خصومهم السياسيين، دون أى خجل أو حياء وشرف.
هؤلاء الذين يتخذون من مواقع التواصل الاجتماعى، وشاشات قطر وتركيا، منصات لإطلاق قذائفهم الغادرة ضد مصر، وسوريا وليبيا والجزائر والعراق والسودان والصومال، وضد الذين يدافعون عن وطنهم ومؤسساته، نسألهم: هل راضون عن أنفسكم وأنتم تشاهدون انهيار الدول العربية والإسلامية، بينما إسرائيل تنعم بالأمن والأمان والتقدم والازدهار؟
قولوها وبصوت صارخ، إن إسرائيل آمنة ومستقرة، لأن ليس على أراضيها «جماعة إخوان مسلمين» أو متعاطفون معها من الحركات الفوضوية والباحثون عن السلطة والنفوذ حتى ولو على جثة الوطن!!
ملحوظة مهمة:
هذا المقال كتبته ومنشور فى هذه المساحة يوم الأحد 14 إبريل 2019 .. ونظرا لاستمرار نفس الأحداث قررت إعادة نشره، للتذكير والتأمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة