دشن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمس الخميس كنيسة السيدة العذراء والقديس يوحنا الإنجيلى بمدينة أنتورب البلجيكية بعدما أعلن إنها مهداة من الكنيسة الكاثوليكية هناك مقدما الشكر لأسقف الكاثوليك ببلجيكا.
أما العام الماضى، فإن الكنيسة القبطية أعلنت عن تسلم كنيسة جديدة فى برايتون بإنجلترا بعدما اشترتها من طائفة أخرى، وهو نفس الأمر الذى حدث أثناء زيارة البابا لألمانيا هذا العام إذ تسلم كنيسة من الطائفة الكاثوليكية فى مدينة دوسردولف الألمانية كهدية من الكاثوليك هناك.
وفى عام 2017، زار البابا تواضروس النمسا ليشهد تبرع الكنيسة الكاثوليكية فى النمسا، بكنيسة العذراء المتنصرة فى فيينا، وهى كنيسة قديمة من المعالم السياحية بالعاصمة النمساوية، أثرية يرجع تاريخها إلى عام 1870 بعدما تبرع بها كريستوف شونبرن، رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بالنمسا، الذى تربطه علاقات صداقة بالكنيسة القبطية فى النمسا، وكذلك بالبابا تواضروس الثانى ويحرص دومًا على التواصل معه.
الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة أوضح لـ"اليوم السابع"، الطريقة التى يتم بها شراء الكنائس فى المهجر، قائلا: إن أعداد رعايا الكنائس الغربية والمؤمنين تقل عدديًا، الأمر الذى يجعل كلفة مصاريف الكهرباء والتدفئة وتشغيل الكنيسة عبئا على الطائفة التابعة لها، خاصة وإن كانت أعداد من يصلون فيها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، الأمر الذى يدفع تلك الطوائف للتفكير فى تأجير الكنيسة أو بيعها، وهنا تقرر الكنيسة القبطية شراء تلك الكنائس أو تأجيرها خاصة وأن الطوائف المسيحية تعرض أرقامًا زهيدة تستطيع الكنيسة القبطية تسديدها سواء بتبرعات أقباط المهجر أو من خلال أقساط يسددها هؤلاء أيضًا.
يوضح الأنبا مرقس إن أعداد أقباط المهجر فى ازدياد دائمًا فقد نشأت أجيالًا من المهاجرين تبقى الكنيسة القبطية هى أهم روابطهم بالوطن الأم، ومن ثم يحرص البابا تواضروس على التوسع فى بناء الكنائس فى الخارج سيرًا على نهج البابا شنودة الذى توسعت الكنيسة فى عهده ووصلت إلى 62 دولة حول العالم.
يقول الأنبا مرقس، إن معظم كنائس وأديرة الأقباط فى الخارج البالغ عددها حوالى 600 كنيسة و120 ديرا قد تم شراء أو تأجير أكثر من 80% منهم خاصة فى ظل وجود قوانين صارمة وتعقيدات أمام عملية بناء الكنائس الجديدة فى الخارج، فى الوقت الذى يسهل فيه تغيير طائفة الكنيسة وإحلال الطقس القبطى محل طقوس الكنائس الأخرى عن طريق وضع أيقونات قبطية وتغيير شكل مذبح الكنيسة إن أمكن ذلك والصلاة فيها بلغة الدولة المقامة فيها واللغة العربية وتعيين قساوسة أقباط مصريين للخدمة فيها تحت رعاية الآباء الأساقفة فى المهجر.
يروى الأنبا مرقس قصة كنيسة كانت ترغب الكنيسة القبطية فى بنائها في استراليا، فاستطلعت السلطات الأسترالية آراء كافة سكان المنطقة فرفضت عائلة يهودية بناء كنيسة في هذا المكان فتعطل قرار إنشاء الكنيسة ما يقرب من خمس سنوات بعدما نجح القساوسة وأقباط المهجر فى إقناعهم بذلك، بعد زيارات متبادلة وجهود للوساطة.
أما الأديرة، يؤكد أسقف شبرا الخيمة إن أوضاعها لا تختلف كثيرًا عن الكنائس، تبيع الطوائف المسيحية أديرة مهجورة من الرهبان وخالية من الخدمة للكنيسة القبطية وقد تتبرع بها أيضًا فى أحيان كثيرة، ضاربًا المثل بدير الأنبا موسى الأسود فى ولاية تكساس الذى زاره البابا تواضروس من ثلاثة أعوام، وكان عبارة عن ساحة خالية تبرعت به الكنيسة الكاثوليكية شريطة تعميره بالرهبان واستمرار الصلوات فيه.