صور.. "اليوم السابع" فى رحلة بحث جديدة داخل إحدى قلاع الصناعة الوطنية.. شركة قها للصناعات الكيماوية تنتج 120 ألف بطارية سنويا.. 8 مراحل للتصنيع بنسبة مصرية 90%.. ودراسة مستقبلية لتصنيع البطاريات الكهربائية

فى رحلة البحث والتنقيب داخل قلاع الصناعة الوطنية المصرية، كان لنا حظ هذا الأسبوع، للقيام بجولة داخل أحد شركات الإنتاج الحربى، وهى شركة قها للصناعات الكيماوية، أو ما يعرف بـ"مصنع 270 حربى"، التى تعد إحدى قلاع الصناعة التابعة لوزارة الإنتاج الحربى، وهى شركة رائدة فى تصنيع المنتجات الكيميائية.

 

تم افتتاح شركة قها للصناعات الكيماوية فى 22 مايو 1956، على مساحة 88 فداناً، وتختص الشركة بإنتاج المنتجات الدفاعية المطلوبة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى بعض المنتجات المدنية، حيث حصلت على شهادات الأيزو نظراً لتميز منتجاتها والتزامها بمعايير الجودة، ومنها شهادات الأيزو9001 فى مجال تصميم وتجميع وتركيب وخدمة ما بعد البيع لمحطات تنقية المياه، وشهادة الايزو 9002 فى مجال تصنيع وانتاج وخدمة ما بعد البيع لعدادات المياه، وشهادة الايزو 9002 فى مجال تصنيع وإنتاج وخدمة ما بعد البيع للبطاريات الجافة.

 

كما تساهم الشركة فى تنفيذ العديد من مشروعات محطات، معالجة المياه السطحية، ومعالجة مياه الصرف الصحى، ومعالجة المياه الجوفية، وتحلية مياه البحر لجعلها صالحة لإعادة الاستخدام طبقاً للأكواد والقوانين وبالمواصفات القياسية، وغيرها من المنتجات المدنية مثل ورنيش تلميع الأحذية وعدادات المياه الميكانيكية .

 

وخلال جولتنا فى الشركة، اخترنا أحدث ما تعمل فيه الشركة، وهو مجال البطاريات الجافة بأنواعها، والبطاريات السائلة المستخدمة فى الأغراض الصناعية للسنترالات ومحطات الأقمار الصناعية، وكذلك المستخدمة لوسائل الرفع المختلفة.

 

يقول المهندس  وليد رسمى، رئيس مجلس إدارة شركة قها للصناعات الكيماوية، أن  شركة "قها" تنتج البطاريات الجافة بأنواعها والبطاريات السائلة المستخدمة فى الأغراض الصناعية للسنترالات ومحطات الأقمار الصناعية وكذلك المستخدمة لوسائل الرفع المختلفة، كما تقدم الشركة خدمة ما بعد البيع للبطارية موزعة علي جميع أنحاء الجمهورية، حيث أن الشركة لديها خبراء مدربون على أحدث التقنيات الأوروبية لحل جميع مشاكل البطاريات، مشيرا إلى أن هذه البطاريات تناسب جميع أنواع محركات السيارات، وتم مراعاة التصميم المتطور ليلائم طبيعة الأجواء المصرية، حيث يتم استخدام أجود أنواع سبائك الرصاص فى التصنيع، كما يتم إستخدام ألواح الرصاص المقاومه للتأكل، وشبك منتج وفقا لأحدث التكنولوجيا الأوروبية، وتتميز البطارية بأنها صديقة للبيئة.

 

ويضيف رئيس مجلس إدارة شركة قها للصناعات الكيماوية، أن خط إنتاج البطاريات الجافة الخاصة بالسيارات المختلفة، يعد أحدث خطوط الإنتاج لدى الشركة، والذى يعد خطوة أولى فى مجال دعم الصناعة المحلية من البطاريات كمنتج أساسى فى صناعة السيارات، وقامت باطلاق اسم للمنتج فى السوق المصرى، كما أن البطارية الجديدة تتمتع بضمان 12 شهر من تاريخ الاستخدام.

 

المهندس وليد رسمى، رئيس مجلس إدارة شركة قها للصناعات الكيماوية، اصطحبنا فى جولة داخل خط إنتاج البطاريات الجافة الخاصة بالسيارت المختلفة، لنتعرف أكثر على خطوات التصنيع والمميزات الخاصة بالبطارية، حيث يؤكد أن فكرة إنشاء خط تصنيع بطاريات السيارات جاءت للمساهمة فى زيادة الإنتاج المحلى وتقليل الاستيراد من البطاريات وتوفير العملات الحرة لتعزيز الاقتصاد القومى، وبدأ الإنتاج الفعلى للخط فى  يناير 2018، مشيرا إلى أن الخط ينتج البطاريات الحامضية للسيارات والمعدات ومولدات الكهرباء، بقدره من 32 أمبير إلى 200 أمبير، ويمثل جزءً صغيراً من احتياجات السوق المصرى، لافتاً إلى أن هناك فجوة بين احتياجات السوق المصرى والمنتج من قبل المصانع المختلفة لذلك يكون هناك توجه للاستيراد، لذلك تهدف الشركة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للخط خلال الفترة القادمة لتلبية زيادة الطلب على المنتج فى الأسواق.

 

يمر التصنيع داخل شركة قها للصناعات الكيماوية، بثمانية مراحل للتصنيع تتمثل فى  صب الشبك وعلى التوازى معها مرحلة الأوكسيد، يليها مرحلة لصق العجينة، ثم عملية التجفيف، وتأتى بعد ذلك مرحلة التجميع الأولى، ثم مرحلة الشحن، وصولاً للتجميع النهائى ومرحلة اختبارات الجودة"، وهى مراحل تضم كل منها العديد من الماكينات الحديثة والمتطورة، بالإضافة لعمالة بشرية مدربة على أعلى مستوى، بهدف الوصول لمنتج آمن ودقيق، ويستطيع المنافسة فى الأسواق المحلية والعربية والإفريقية بعد ذلك، وتلك المراحل تقام فى ورش الشركة، فى أماكن تم ضبطها طبقا لمعايير البيئة والأمن الصناعى، للحفاظ على العاملين، وكذلك عدم تأثر المنتج بأى مدخلات خارجية.

 

يقول المهندس وليد رسمى، أن الهدف من صناعة البطاريات بأنواعها داخل الإنتاج الحربى، هو منافسة المستورد من البطاريات الجافة والحامضية فى السوق المصرى، مع مراعاة ضمان الجودة والسعر المنافس والعمر الإفتراضى للبطارية، مشيراً إلى أن الشركة كان لديها تحديين فى بداية التصنيع  لتحقيق الجودة المطلوبة والسعر المنافس فى السوق، وبما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتى من التصنيع، مؤكدا على أن البطارية الجديدة حققت نجاحاً ومبيعاً داخل السوق المصرى، وهناك آمال كبيرة للوصول إلى التصدير فى الخطة القادمة.

 

وكشف المهندس وليد رسمى، أن خطط  إنتشار البطارية بدأت بالفعل، فقد تم التعاقد مع وزارة الداخلية ووزارة السياحة ومصر للطيران وهيئة قناة السويس لتوريد احتياجاتهم خلال الفترة القادمة، كما  أن منتجات الشركة متواجدة فى أكثر من عشرة محافظات حتى الآن.

 

وحول الخطط المستقبلية يقول"وليد رسمى"، فإنه وفقاً لخطة هذا العام تعمل الشركة حالياً على زيادة أحواض الشحن فى المصنع، لزيادة طاقة الشحن بهدف زيادة الطاقة الانتاجية، مشيراً إلى أن متوسط شحن البطارية الجافة يصل إلى (20) ساعة فى بداية الإنتاج، وتختلف على حسب المقاس وتصل إلى (55) ساعة، موضحاً أن خط الإنتاج يتكون من (24) ماكينة، مؤكدا على أن شركة قها للصناعات الكيماوية هو المصنع الوحيد فى القطاع العام والحكومى الذى ينتج البطاريات.

 

وكشف "وليد رسمى"، أن البطاريات موجودة فى جميع منافذ بيع الإنتاج الحربي فى المحافظات، مشيراً إلى أن المواد الخام يتم تصنيعها محلياً، لافتاً إلى أن نسبة التصنيع المحلى فى البطارية تصل إلى 90%، ويتم استيراد العلبة فقط وندرس حالياً تصنيعها فى مصر بدل من استيرادها من الخارج لتوفير العملات الحرة، وتستهدف الشركة الوصول لنسبة تصنيع محلى 100%.

 

ومخطط الشركة للعام القادم هو إعادة التدوير للبطاريات المستخدمة، مؤكداً أن المصنع يعمل بدرجة نقاء للرصاص تصل إلى 99.99%، وبخصوص تصنيع البطاريات الكهرباء قال أن هناك مشروع يتم دراسته حالياً، ويتم إعداد دراسة جدوى بشأن تصنيع السيارات الكهربائية بالكامل، ونسبة تصنيع مناسبة بالتعاون مع الشركات العالمية التى تعمل فى هذا المجال.

 

تبلغ الطاقة الإنتاجية للخط  120 ألف بطارية فى السنة، بمتوسط 10 آلاف بطارية فى الشهر، بوردية عمل واحدة، وتقوم الشركة بتصنيع جميع أنواع البطاريات الخاصة، حسب الطلب وطبقاً لمواصفات العميل.