شهد العالم فى مثل هذا الوقت من عام 1956، اختطاف طائرة مغربية كانت تقل زعماء الثورة الجزائرية وهم أحمد بن بلة وخمسة من رفاقه.
حيث شهد العام بداية اتصالات ومفاوضات بين جبهة التحرير الجزائرية والحكومة الفرنسية، وقد جرت في مصر ويوغسلافيا وإيطاليا.
وبعد حوالي 8 أشهر، تم التوصل إلى صيغة اتفاق مع ممثلي الجبهة خيضر واليزيد. فقرر القادة اطلاع جيران الجزائر المغرب وتونس بالنتائج.
وفي شهر أكتوبر، سافر أحمد بن بلة الى مصر وأخبر مضيفه جمال عبد الناصر باعتزامه السفر إلى مدريد للاجتماع مع القادة الجزائريين الآخرين، فرد عليه عبد الناصر «مدريد مش الرباط» ورددها 3 مرات وكأنه يحذر بن بلة.
وعند وصول بن بلة إلى مدريد وجد أن زملاءه قد انتقلوا إلى الرباط بدعوة من الملك محمد الخامس على أن ينتقلوا من هناك بمعيته إلى اجتماع مع بورقيبة في تونس.
وفي طريقهم إلى تونس على متن طائرة مغربية Air Atlas، أقدم طيران الجيش الفرنسي في 22 أكتوبر 1956 على اختطاف الطائرة في أول عملية قرصنة جوية في التاريخ.
واعتقل أحمد بن بلة رفقة محمد بوضياف وحسين آيت أحمد ومحمد خيضر وهم القيادات التاريخية للثورة الجزائرية، والصحفي مصطفى لأشرف بالجزائر، وبذلك أفشل الجيش الفرنسي المفاوضات بين جبهة التحرير وحكومة فرنسا بوساطة تونسية-مغربية.
كما حقق رئيس الأركان الفرنسي مع القادة المختطفين وحاول إجراء مفاوضات جديدة بين الجيش الفرنسي وبينهم إلا أنهم رفضوا.
و سجن المختطفون في البداية في مركز الشرطة في الجزائر لمدة أسبوع قبل أن يتم نقلهم إلى سجن «La Santé» في جزيرة أكس (Aix) وكانت فترة السنتين ونصف بهذا السجن صعبة جدا، ثم إلى قلعة تيركان Truquant في مارس 1959 بقرار من ديغول ثم أولنوا Aulnoy إلى غاية 18 مارس 1962.
و اعتبر ديجول المختطفين سجناء عسكريين وطوال فترة السجن، كان مسموحا فقط للمحامين بزيارتهم.
ومن ردود الفعل على العملية، وقوع أحداث غضب ضد الفرنسيين عقب العملية في المغرب وتونس والجزائر كردة فعل على الاختطاف.
كما صدر بيان عقب اجتماع 25 دولة من أفريقيا وآسيا في الأمم المتحدة عبروا فيه عن استيائهم لاعتقال الزعماء الجزائريين وطالبوا بعرض مشكلة الجزائر على الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الثانية خلال نفس السنة 1956.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة