التزوير بات من الكوابيس التى يراها أصحاب دور النشر على أرض الواقع، ففى الوقت الذى يقدم فيه على إصدار كتاب جديد لأحد الكتاب، وبعد مروره بعدة مراحل من الجهد الكبير، يأتى مزور بكل سهولة ليقوم بتصوير الكتاب بسعر منخفض، ضاربا عرض الحائط بصناعة النشر الكبرى سواء فى مصر أو الوطن العربى، وفى ضوء متابعتنا تواصلنا مع بعض دور النشر لطرح أفكار لمواجهة تلك الظاهرة.
قال الناشر محمد عبد المنعم، صاحب دار سما للنشر والتوزيع، إن مواجهة التزوير تأتى من تشريع قانون يعاقب بعقوبة رادعة للغاية، حتى لا يعود المزور إلى فعلته مرة أخرى، بالإضافة إلى الرقابة الصارمة من قبل الدولة على سوق الكتاب.
وأوضح صاحب دار سما للنشر والتوزيع، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المزور قوم ببيع الكتاب بسعر مخفض للغاية، نظرًا لعدم دفعه للضرائب المطلوبة للدولة، ولا يوجد لدية حقوق للمؤلف، كما يفعل الناشر الحقيقى للكتاب، ولهذا يتحمل الناشر كل ما سبق، حتى يخرج الكتاب للنور.
وأضاف الناشر محمد عبد المنعم، كما أن المزور لا يهتم بجودة الكتاب التى يجب أن تصل للقراء، فهو يقوم بتصويرة فقط لاغير، بطريقة غير شرعية، ويجب ان تتصدى لها جميع مؤسسات الدولة.
ومن جانبه قال الناشر حمدى محمد منصور، صاحب دار الصحفى للنشر والتوزيع، التزوير صداع فى رأس أصحاب دور النشر، ولكن يجب فى البداية أن نوضح أن أعمال التزوير لا تقل عن جرائم القتل، لأن ما يقوم به المزور أو أصحاب مطابع تحت السلم هو قتل للإبداع والثقافة سواء فى مصر أو الوطن العربى، فمن هنا يجب معاقبة المزور بعقوبة رداعه حتى لا يقدم على هذا الفعل مرة أخرى.
وأوضح صاحب دار الصحفى للنشر والتوزيع، إن المزور لا يعرض الناشر فقط للخسارة الفادحة، بل يعرض بلده أيضا، حيث إنه يقوم على تدمير صناعة النشر، التى من خلالها يعمل بها آلاف البشر، إلى جانب العوائد التى تدخل البلد من قبل الضرائب التى يدفعها الناشر، وبأعمال التزوير من الممكن أن يتوقف الناشر عن دوره فى نشر الكتب الجديدة وبالتالى تتوقف الصناعة وتخسر الدولة أحد مواردها، فى الوقت الذى يجب أن نقف فيه وقفة رجل واحد تجاه الدولة للمساعدة على تنميتها وتقدمها إلى الأمام.
وقالت سماح الجمال، مدير دار النخبة للنشر والتوزيع، إنه يجب أن ينظر لسعر الكتاب من قبل الناشر وعدم طرحه بسعر مرتفع حتى يتناسب من جميع القراء، على جانب تخفيض نسبة المكتبات التى تحصل عليها من الناشر مقابل عرض إصدارتها، مما يتيح للكاتب تخفيض سعر الكتاب.
وأضافت مديرة دار النخبة، كما يجب أن يكون هناك قانون صارم بعقوبة رادعة لكل من يزور الكتب، إلى جانب الرقابة من قبل الدولة على أصحاب المطابع وتجار الورق، وعدم التلاعب فى سعر الورق لكل منهم حسب رغبتهم فالورق سلعة مثل أى سلعة فى الدولة يجب فرض رقابة صارمة عليها.
وأشارت سماح الجمال، كما أنه يجب أن يقوم الناشر بالتبليغ حال اكتشاف كتبه المزورة عند أحد البائعين، ومتابعتها إلى أن يصدر فيها حكم، وأن عدم متابعة تلك القضايا تتيح الفرصة لكل مزور الاستمرار فى أعمال التزوير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة