التعليم فى الكبر، كالنقش على الحجر، مقولة لم يلتفت إليها العمدة السابق لقرية الناصرية، التابعة لمدينة قها بالقليوبية، حيث قرر تحدى الظروف المحيطة به، والحصول على شهادة دراسية، بعد أن بلغ الثمانين عاما، لاستعادة منصب العمودية الذى احتفظت به عائلته عشرات السنين، وشغله هو لمدة 20 سنة، بعد أن أجبره القانون على تركه، لاشتراطه أن يكون المرشح لمنصب العمدة حاصلا على مؤهل متوسط.
"محمد فوزى" العمدة السابق لقرية الناصرية تحدث عن تجربته الفريدة، واعتزامه أن يكون نموذجا لشباب القرية، للإرادة والعزيمة، وتحدى الظروف، فقال إن منصب العمدة كان محصورا بين أفراد عائلته، حيث توارث أجداده المنصب، حتى وصل إليه، وظل يشغله لمدة 20 سنة، بعد أن شغل منصب شيخ القرية لمدة سنتين.
وأضاف الحاج "محمد فوزى" أن التعليم قديما كان غير منتشرا بالقرىة، وهو ما منعه من الالتحاق بالمدرسة، إلا أنه تعلم القراءة والكتابة بكتاب القرية، وأجادهما بشكل كبير، وخلال السنوات التى شغل بها منصب عمدة قرية الناصرية، ساهم فى حل خلافات كثيرة بين الأهالى، من خلال الجلسات العرفية، وظل محافظا على إرث العائلة، حتى فوجئ العام الماضى، خلال تقدمه بأوراق تجديد فترة توليه منصبه، إلى مديرية أمن القليوبية، بصدور قانون ينص على أن من يشغل المنصب، لابد أن يكون حاصلا على مؤهل متوسط، وهو الأمر الذى لا ينطبق عليه، وعلى العديد من عمد القرى.
يتابع "فوزى" أنه اضطر لترك منصب العمودية، بسبب الشرط الذى يراه مجحفا لحقه، إلا أنه لم يستسلم للأمر الواقع، وقرر قبول التحدى، من خلال التقدم للحصول على شهادة محو الأمية، ثم التحق عقب ذلك بالصف الأول الإعدادى، وتمكن من اجتيازه والنجاح به، وهو الان يستعد للدراسة بالصف الثانى الإعدادى.
وقال "فوزى" إن الرئيس عبد الفتاح السيسى وقع على قانون رقم 154 لسنة 2018 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 58 لسنة 1978 فى شأن العمد والمشايخ، ونص التعديل على أن يكون المتقدم لمنصب العمدة حاصلا على شهادة إتمام التعليم الأساسى على الأقل، وهو الامر الذى ينطبق عليه، مطالبا باستعادة منصبه مرة أخرى.
الحاج فوزى العمدة السابق
وأكد "فوزى" أنه بالرغم من بلوغ عمره الثمانين عاما، إلا أنه أعلن تحديه لنفسه، وقرر أن يستكمل تعليمه، حتى الحصول على الشهادة الجامعية، والالتحاق بكلية الحقوق، أو الزراعة، أو التجارة، وسيواصل التعلم حتى اخر أيام حياته، مضيفا أنه يرغب ويتمنى أن يكون قدوة للشباب والأطفال، ونموذجا للاحتذاء به، حتى لو لم يتمكن من استعادة منصب العمودية مرة أخرى.
العمدة السابق
يذكر أن التعديلات الخاصة بقانون العمد والمشايخ رقم 58 لسنة 1978، نصت على شروط وضوابط الترشح لمنصب العمدة، وهى، أن يكون مصريا، وأن يكون حسن السمعة، وغير محروم من مباشرة حقوقه السياسية أو موقوف حقه فيها، وألا يكون قد سبق فصله بحكم أو قرار تأديبى نهائى، وأن يكون مقيما إقامة فعلية بدائرة القرية المرشح لها، وألا يقل سنه يوم فتح باب الترشح عن 35 سنة ميلادية، وأن يكون العمدة حاصلا على مؤهل دراسى متوسط على الأقل، وأن يكون للعمدة دخل ثابت مثل المرتبات والعقارات المملوكة له لا يقل عن 1500 جنيه شهريا من مجموع أوعية الدخل، وأن يكون العمدة أو الشيخ لائقا طبيا من واقع تقرير طبى معتمد متضمنا إجراء فحص الكشف عن تعاطى الكحوليات والمخدرات صادر من القوميسيون الطبى التابع له محل إقامته، وأن يكون المرشح قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها.
عمدة قرية الناصرية السابق
وفى شهر يونيو العام الماضى، وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانون رقم 154 لسنة 2018 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 58 لسنة 1978 في شأن العمد والمشايخ، ونص التعديل على ألا يقل السن يوم فتح باب الترشح عن 30 سنة ميلادية وأن يكون حاصلا على شهادة إتمام التعليم الأساسي على الأقل ، وبالنسبة للشيخ أن يجيد القراءة والكتابة ، ويجوز لوزير الداخلية استثناء بعض المحافظات أو المناطق الحدودية لطبيعتها من الخضوع لأحكام هذا القانون أو بعض منه بقرار يصدر منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة