عمليات دموية واختراقات لحقوق الإنسان وجرائم حرب ترتكبها تركيا يوما تلو الأخر بحق الشعب السورى الذى عانى من العدوان التركى مؤخراً، وهو ما ولد ردود أفعال مختلفة من قبل مسئولى وقادة الدول وخاصة بعد استخدام رجب طيب أردوغان أسلحة كيماوية محرمة دوليا فى هجماته العسكرية على الشمال السورى، في انتهاك صارخ للقانون والمواثيق الدولية ما ينذر بكارثة إنسانية ومجازر حقيقية وبشكل كبير.
ومن جانبه ندد نائب بحزب الرابطة الإيطالى، أنجيلو تشوكا، بالعدوان التركى على سوريا من خلال إلقاءه بالشوكولاته التركية على الأرض في قاعة البرلمان الأوروبي، تنديدا بالعملية العسكرية.
ونهض أنجيلو تشوكا من مقعده وألقى علبة شوكولاته تركية على الأرض، هاتفا "لا لتركيا"، أثناء نقاش برلمانى فى جلسة بمدينة ستراسبورج.
ومن جهة أخرى ندد وزير خارجية جمهورية فنزويلا البوليفارية خورخى أرياسا، بالتدخل التركى فى سوريا، مدينا العنف المفرط الذى تستخدمه بحجج ليس لها أساس، وأكد دعم بلاده الكامل لسوريا فى تصديها للإرهاب، وإدانته التامة للتدخل الخارجى بالشؤون الداخلية السورية.
ولم تكتفى العديد من دول العالم بالإدانة، فقد أعلنت النرويج أحد أعضاء حلف الأطلسي بتعليق مبيعات الأسلحة إلى تركيا، كما تم عقد جلسة سرية في مجلس الأمن لمناقشة العملية التركية شمال سوريا.
وفي واشنطن تصاعدت الضغوط الداخلية والخارجية على تركيا، وانعكست الحملة العسكرية على سمعة الرئيس التركي أوردوغان وتعرض لهجوم واسع من قبل الطبقة السياسية فى واشنطن.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه أمام ثلاثة خيارات، وهي التوسط بين تركيا والأكراد أو ضرب تركيا ماليا عبر العقوبات أو إرسال آلاف القوات الأمريكية لمواجهة الغزو التركي.
ومن جهتها دعت الأمم المتحدة لفتح تحقيق دولى فى استخدام تركيا الفسفور الأبيض والنابالم الحارق فى توجيه ضربات للشمال السورى، كما دعا البرلمان الأوربى بكامل أعضائه لمحاسبة فورية لأنقرةعلى هذه الجريمة البشعة.
وكانت صحيفة الجارديان، قد نشرت تقريرا بعنوان "الأمم المتحدة تحقق في مزاعم استخدام الفوسفور الأبيض في هجمات في سوريا، فقد أعلنت الأمم المتحدة جمع إفادات حول ما تردد عن مزاعم "بأن تركيا استخدمت الفوسفور الأبيض الأسبوع الجارى فى هجمات استهدفت أطفالا فى شمالى سوريا".
ويضيف أن "المنظمة الدولية لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية أشارت من جانبها إلى أنها على دراية بالوضع شمالي سوريا وتقوم بجمع الأدلة فيما يتصل بمزاعم استخدام أسلحة كيماوية".
ويشير تقرير للصليب الأحمر التقرير إلى أن "الهلال الأحمر الكردي تحدث عن وجود 6 إصابات بين المدنيين والعسكريين يعانون حروقا شديدة نتيجة تعرضهم لسلاح غير معروف، وأنه يقيم الموقف مع جهات دولية أخرى".
من جانبه، قال الصليب الأحمر الكردى فى بيان إن ستة مرضى من المدنيين والعسكريين تم نقلهم على المستشفى فى الحشكة بحروق من أسلحة غير معروفة، وأنها تعمل لمعرفة ما تم استخدامه.
وأيضا نشرت صحيفة التايمز البريطانية، تقريرا لها رصدت نتائج استخدام الأسلحة الكيماوية وأكد التقرير أن الحروق التى ظهرت على جسد صبى يصرخ من شدة الألم والذى نقل إلى المستشفى السورى الكردى فى تل تمر كانت كافية لإضعاف حتى أشد الطواقم الطبية إلى حد إصابتهم بالخرس.
ومع ذلك، فإن الجروح الرهيبة التى لحقت بجلد محمد حميد محمد البالغ من العمر 13 عامًا وتوغلت بعمق فى جسده، تشير إلى أن إصاباته نجمت عن شىء أسوأ بكثير من الانفجار وحده.
وذكرت الصحيفة أن حالة الصبى تم إضافتها إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التى ترجح استخدام تركيا، العضو فى حلف شمال الأطلنطى (ناتو)، الفسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد فى هجومها الذى استمر ثمانية أيام على شمال سوريا.
وخلال الأيام الأخيرة صعدت تركيا من هجماتها على مدينة رأس العين التى يسيطر عليها الأكراد حتى أعلن نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس الليلة الماضية اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 120 ساعة.
وفى الوقت نفسه اتهمت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا القوات التركية باستخدام أسلحة محرمة دوليا في هجومها على مدينة رأس العين الحدودية، حيث تخوض معارك عنيفة ضد قوات سوريا الديموقراطية منذ أكثر من أسبوع، وأكدت فى بيان لها أن استخدام هذه الاسلحة ينذر بكارثة إنسانية بحق الأطفال .
وتقدمت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها الخميس داخل رأس العين وباتت تسيطر على نحو نصف مساحتها، بعد أسبوع من مقاومة شرسة لقوات سوريا الديموقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري.
ومنذ بدء هجومها، حقّقت القوات التركية تقدماً سريعاً، وباتت تسيطر على شريط حدودي يمتد على طول نحو 120 كيلومتراً من رأس العين شرقا الى تل ابيض غربا، ما يعتبر هدف المرحلة الأولى من الهجوم التركي، وفق محللين.