سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 أكتوبر 1968.. إبراهيم الرفاعى يقود من الأردن «سرا» عملية ضرب مدينة «بيسان» بالتعاون مع حركة فتح الفلسطينية

الأحد، 27 أكتوبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 أكتوبر 1968.. إبراهيم الرفاعى يقود من الأردن «سرا» عملية ضرب مدينة «بيسان» بالتعاون مع حركة فتح الفلسطينية إبراهيم الرفاعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرضت مدينة بورتوفيق إلى الاعتداءات الإسرائيلية أكثر من مرة، وجاءت هذه الاعتداءات السافرة ضمن عمليات ضرب المدنيين التى لجأت إليها «إسرائيل» فى محاولة منها للرد على بطولات الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف التى خاضتها مصر بعد نكسة 5 يونية 1967، وكبدت إسرائيل خسائر فادحة.
 
أمام تكرار إسرائيل للاعتداءات السافرة ضد المدنيين، قررت مصر الرد من نفس جنس العمل.. كان البطل «إبراهيم الرفاعى» قائد «المجموعة 39 قتال» هو قائد هذا الرد، وذلك فى عملية «بيسان» يوم 27 أكتوبر- مثل هذا اليوم-1968 ويكشف أسرارها الكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه «المجموعة 39 قتال»..يذكر الشافعى، أن الرد قام على اختيار أحد المدن التى يسكنها يهود إسرائيليون لضربها مثلما تفعل إسرائيل مع بورفؤاد وغيرها، ووقع الاختيار على مدينة «بيسان» لكن اختيارها جاء بعد معاينة أجراها الرفاعى، وبتعاون من منظمة التحرير الفلسطينية التى لم تكن تركت السلاح كوسيلة مقاومة للاحتلال الإسرائيلى.
 
تعد «يسان» من أقدم المدن الفلسطينية، إلا أنها صارت يهودية السكان بعد نكبة عام 1948، وخلدتها فيروز فى أغنية حزينة رائعة: «كانت لنا زمان/ بيارة جميلة وضيعة ظليلة/ ينام فى أفيائها نيسان/ضيعتنا كانت اسمها بيسان/ خذونى إلى بيسان/ إلى ضيعتى الشتائية/هناك يشبع الحنان على الحفافى الرمادية/ خذونى إلى الظهيرات إلى غفوة عند بابى/ هناك مدت علات أعانق صمت التراب/ أذكر بيسان يا ملعب الطفولة أفيائك الخجولة/ وكل شىء كان باب وشباكان/ كان بيتنا فى بيسان/ خدونى مع الحساسين إلى الظلال التى تبكى/ رفوف من العائدين على حنين لها تحكى/ خذونى إلى بيسان».
 
ذهب «الرفاعى» إلى العاصمة الأردنية عمان يوم 24 أكتوبر1968، واصطحب معه الرائد عصام الدالى، وقابلا هناك الرائد إبراهيم الدخاخنى الضابط فى السفارة المصرية، حسبما يذكر الشافعى، مضيفا أنه فى صباح اليوم التالى «25 أكتوبر» قابلوا «أبو سامى»، قائد القطاع الشمالى فى منظمة فتح الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات، وتحركوا إلى مدينة «إربد» الأردنية لاستطلاع منطقة بحيرة طبرية، حيث توجد مستعمرات «سمنح وأشدود يعقوب» ومدينة طبرية، وكشف الاستطلاع أن هذه المستعمرات صغيرة عدا مدينة طبرية فهى أكبر مدن العدو على بحيرة طبرية، فتم صرف النظر عن هذه المنطقة تماما.
 
اتجه «الرفاعى» ومن معه صباح 26 أكتوبر لاستطلاع مدينة بيسان فى القطاع الشمالى فوجدها مناسبة تماما للعملية، فحدد خطة ضربها بتقسيم مجموعتين، الأولى يقودها «الرفاعى» شخصيا ومعه عصام الدالى والملازم جمال من منظمة فتح، وعدد أربعة فدائيين ومعهم المهندس نبيل والمهندس حسين الجمال من مصنع 333 الحربى، ومع هذه المجموعة ثمانية صواريخ 240 مم، وتقوم بالضرب فى منطقة شرق خربة الشيخ محمد شمال شرق جسر الشيخ حسين وتبعد عن بيسان 9 كيلومترات ونصف كيلو.
 
أما المجموعة الثانية فقادها الملازم توفيق من منظمة فتح، ومعه ثمانية فدائيين معهم 15 صاروخا 130مم، ومهمتهم قصف مستمعرة»حرمونيم»بخمسة صواريخ،وقصف مدينة بيسان بعشرة صواريخ تنطلق من منطقة غرب تل الأربعين بمسافة كيلومتر واحد.
 
كان الجزء الثانى من الخطة هو الاتفاق على أن يبدأ القصف فى الساعة السادسة والنصف مساء عن طريق المجموعة الثانية، بينما تبدأ المجموعة الأولى القصف فى السادسة وأربعين دقيقة على أن تتواصل المجموعتان من خلال جهاز لاسلكى فى السادسة والنصف، وتحركت المجموعتان من «إربد» فى الرابعة والنصف مساء «27 أكتوبر 1968»، ووصلت إلى منطقة «تل أبوالحرث» الساعة الخامسة والنصف، لتنفصل المجموعتان كل منهما إلى المنطقة المحددة لها.
 
تعذر الاتصال بين المجموعتين كما كان متفقا لعدم عمل جهاز اللاسلكى، وفى الساعة السابعة وخمسة وثلاثين دقيقة قصفت المجموعة الثانية مستعمرة «حرمونيوم» ومدينة «بيسان»، وفى السابعة وأربعين دقيقة ردت قوات العدو بالهاونات والرشاشات الثقيلة على «تل الأربعين».. فى نفس التوقيت قصفت المجموعة الأولى بقيادة الرفاعى «بيسان» بالصواريخ 240 مم فتوقف قصف العدو على تل الأربعين، وفى الثامنة مساء بدأت قوات العدو قصف مواقع المدفعية الأردنية، وحاولت قصف مدينة إربد من هضبة الجولان لكن الدانات سقطت خارج المدينة، وردت القوات الأردنية والعراقية بقصف معاكس.
 
يؤكد الشافعى، أن الرفاعى والدالى خرجا من إربد فى الساعة التاسعة والنصف ومعهما «أبوسامى» فى سيارة لمنظمة فتح وتوجهوا إلى درعا فى سوريا، ومنها إلى دمشق ووصلوها الساعة الواحدة صباحا، وبعد الراحة لساعات قابلوا «أبوعلى» أحد كبار قادة فتح، وفى الساعة 12 ظهرا قابلوا السفير المصرى فى دمشق، وفى الثالثة عصرا تحركوا إلى بيروت ومنها إلى دمشق مرة أخرى وذلك للتمويه، وعادوا إلى القاهرة يوم 29 أكتوبر 1968، وحسب الشافعى: «أصيب العدو الصهيونى بصدمة عنيفة جراء عملية قصف بيسان، وذلك بعد تكبيده خسائر فادحة بين سكان المدينة بين قتيل وجريح، كما تم تدمير العديد من المنشآت وتم حصر تسع حرائق بالعين المجردة».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة