قضى أهالى شمال سيناء من مختلف الأعمار سهرة هذه الليلة على جانبى مجرى السيل الذى اخترق وسط المدينة عبر المجرى المخصص له قادما من أعالى جبال وسط سيناء وصولا للبحر المتوسط.
اصطحب عدد من الأهالى أطفالهم فى مجموعات واتخذوا أماكنهم على الجانبين فى وضع الجلوس والوقوف وهم يشاهدون سير مياه السيل بقوتها تجرف أمامها زراعات الخضروات المنتشرة فى مجراه، معتبرين أنها لحظات تاريخية حرص البعض على توثيقها بالصور والفيديو بهواتفهم المحمولة فى حين خاطر بعض الشباب وهبطوا لمجرى الوادى وهم يغرفون المياه ويلتقطون معها صور السيلفى.
وبدورهم اعتبر أصحاب المقاهى المنتشرة على جانبى مجرى وادى العريش أنها فرصة العمر لهم واستقبلوا القادمين للاحتفال بوصول السيل ومشاهدته.
وقال محمد حماد من الأهالى، إنه يسكن ضاحية السلام، وبمجرد سماعه أن السيل قادم سارع لانتظاره على الجانب الشرقى من مساره وكانت لحظات تاريخية أن شاهد سير المياه وهى تجرف المزارع البسيطة، وكان منظرا مؤثرا حيث فرار قطعان من الكلاب الضالة أمام السيل الذى بدأ بسيطا ثم ارتفع تدريجبا.
وأضاف سامى حسين أحد المزراعين فى مجرى وداى العريش، أنهم فوجئوا بالسيل قبل وصوله بنحو 30 دقيقة وسارع كما سارع غيره بسرعة ابعاد شبكات رى وماتور سحب مياه ومعدات زراعية من المكان لينجوا من جرفها، أما الزراعات التى كان يزرعها فهى الجرجير والبصل وخضروات منوعة كانت مصدر رزق له يوميا يحقق منها دخل مابين 50 إلى 150 جنيها، وهى فى موقع مجرى السيل بنطاق أراضى توارثته عائلته، التى اعتادت على مفاجأت السيل أكثر من مرة .
وتابع الحديث سالم عبدربه ، أحد سكان عزبة عاطف السادات الواقعة على جانب مجرى الوادى، أنه فى عام 2010 عندما وصل السيل للمكان غرق منزله، وهذه المرة السيل سار عبر مجراه المخصص بعد عمل جوانب مبطنة وكبارى علويه ولكن هذا لم يمنع قلقلهم من فيضانه من الجانبين وأنهم فى وضع انتظار وتحسب لأى طارئ.
وقال سامى عبدالعزيز، من أهالى وسط مدينة العريش، أنه اصطحب أطفاله وزوجته وحرص على الجلوس فى انتظار وصول السيل والانتظار طوال الليل لمشاهدة تدفقه.
فيما قال أحمد عبدالموجود، "قضينا ليلة كأننا على النيل، حيث امتلأ مجرى الوداى بالمياه والناس على الجانبين كان المنظر خلابا وممتعا لنا هنا فى العريش، وهذا يجعلنا مع المسئولين نفكر جديا فى كيفية أن يبقى هذا المكان دائما فيه ماء بهذا المشهد البديع.
وأجمع عددا من الأهالى استغرابهم من عدم إصدار محافظة شمال سيناء أى بيانات رسمية قبل وصول السيل لمدينة العريش ومفاجئة الأهالى بوصوله والبدء فى تناقل أخبار تحركات للمسئولين بعد وصول السيل بنحو ساعة .
وجابت سيارات مرفق إسعاف شمال سيناء جوانب مجرى السيل، كما انتشرت دوريات الشرطة، وشهدت حركة المرور عبر الكبارى التى تعلوا مجرى وادى العريش وتربط شرق مدينة العريش بغربها انسياب طبيعى لها بدون أى زحام .
وفى تصريح رسمى قال علاء عطوة مدير العلاقات العامة والإعلام بمحافظة شمال سيناء، إن منسوب مياه السيل فى أول وصولها لمدينة العريش قدرت بإرتفاع من 30 إلى 40 سم.
وأعلن مجلس مدينة العريش فى بيان له انعقاد الاجتماع التنفيذى الثانى برئاسة رئيس المدينة وحضور سكرتير عام مجلس المدينة ومديرى إدارات المجلس ورؤساء قطاعات الاحياء ومديرى عموم مديريات مدينة العريش ، فيما اعلنت مديرية الصحة رفع حالة الطوارئ بالمستشفيات .
سهرة مع السيل
يتابعون السيل ويثقون
شاب يخاطر للاقتراب من مياه السيل
اعداد كبيرة من المتابعين
اهالى العريش يشاهدون السيل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة