بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى بدأت وسائل الإعلام العربية والعالمية فى تناقل معلومات حول الأطراف التى قدمت معلومات حول مكان اختباء زعيم التنظيم الإرهابى فى داخل سوريا.
تساءل مراقبون حول الشخصية التى يمكن أن تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية مبلغ الـ25 مليون دولار التى رصدتها واشنطن لأى شخص يدلى بكان تواجد البغدادى، وذلك بعد تمكن الولايات المتحدة من الوصول إليه بعد تحديد مكان تواجده عبر المصادر التى تتعاون مع أجهزة الاستخبارات العراقية المتواجدة على الأرض.
كشف محمد على ساجت، عديل أبو بكر البغدادى، والمعتقل لدى المخابرات العراقية، العديد من اللحظات الأخيرة فى حياته، حيث كان زعيم داعش لم يكن يتوقع أنه سيقتل، خصوصًا أنه يتخذ إجراءات أمنية صارمة لحمايته، والذى ساعد فى كشف عن المكان الذى كان يختبئ فيه فى نفق تحت الأرض، وسبق وأن فقد 25 مليون دولار فى صحراء الأنبار العراقية.
قال عديل أبو بكر البغدادى فى لقاء له مع قناة العربية إن هناك عددا من القيادات العربية المقربة من زعيم تنظيم داعش وكانوا برفقته دائما ومنهم أبو الحسن المهاجر والحاج تيسر وأبو صباح وأبو براء وأبو نوح، مشيرا إلى أن البغدادى كان مريض بالسكرى والضغط وكان يرتدى دائما حزاما ناسفا.
وأوضح "ساجت" أن زعيم داعش الإرهابى لم يكن صائما فى شهر رمضان، كما طالب من رجاله بعدم الصوم أيضا، موضحا أنهم بقوا تحت الأرض 9 أيام بإحدى الإنفاق وكان برفقته إحدى زوجاته، مشيرا إلى قتل الكثير من ناقلى البريد للبغدادى فى طلعات جوية.
وأشار إلى أن القوات العراقية كانت قريبة من أبو بكر البغدادى، حيث مرت فى إحدى المرات فى السرادب الذى يختفى فيها تحت الأرض، لافتا إلى أن آخر مرة التقى بها البغدادى كانت فى منطقة قريبة على الحدود السورية العراقية، وكان وضعيتها الأمنية جيدة جدًا.
وأوضح أن البغدادى كان يتخفى تحت الأرض وكانت يُنصب فوقه أحد الخيام، بينما كان أبو البراء رفيقه يرعى بالأغنام حيث كان دوره توفير الطعام والشرب، حيث كان يبدون بأن معيشتهم طبيعية.
وكشف المعتقل لدى المخابرات العراقية، محمد علي ساجت، عديل زعيم تنظيم داعش المقتول والمرافق الشخصى له، عن دوره فى التوصل إلى مكان اختباء زعيم تنظيم داعش الإرهابى الذى خصصت واشنطن مبلغ 25 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات عن مكان اختبائه.
إلى ذلك، أوضح مصدران أمنيان عراقيان أن فرق المخابرات العراقية حققت، خلال مطاردتها الطويلة لزعيم داعش الإرهابى، انفراجة في فبراير 2018 بعد أن قدم لهم أحد كبار مساعدى البغدادى معلومات عن كيفية إفلاته من القبض عليه لسنوات عديدة.
وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين العراقيين، بحسب ما أفادت رويترز اليوم الاثنين، إن البغدادى كان يجرى أحياناً محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضراوات لتجنب اكتشافها.
وفي هذا السياق، قال أحد مسؤولي الأمن العراقيين "قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة فى العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادى والأماكن التى كان يختبئ فيها". وأضاف لرويترز "أعطانا العيثاوي تفاصيل عن خمسة رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سوريا والمواقع المختلفة التي استخدموها".
وعلى الرغم من أن الطريق إلى سقوط البغدادى كان مليئاً بإحباطات أجهزة المخابرات الغربية والعربية، إلا أن كماً هائلاً من الأدلة حول أماكن تواجد رجل فرض سلطته بالترهيب عبر مساحات كبيرة من سوريا والعراق، وأمر رجاله بتنفيذ عمليات إعدام جماعية وقطع رؤوس، جمع على مدى أشهر طويلة.
وفي وقت لاحق، كلف البغدادى العيثاوى بأدوار رئيسية مثل تقديم التعليمات الدينية، واختيار قادة داعش.
لكن بعد انهيار التنظيم إلى حد كبير عام 2017 فى العراق، فر العيثاوي إلى سوريا مع زوجته السورية.
وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان إن نقطة تحول أخرى حدثت فى وقت سابق من هذا العام خلال عملية مشتركة ألقت خلالها المخابرات الأمريكية والعراقية القبض على كبار قادة داعش، بما فى ذلك أربعة عراقيين وسورى.
كما أوضح أحد المسؤولين العراقيين، الذى تربطه صلات وثيقة بأجهزة أمنية متعددة قائلاً "قدموا لنا جميع المواقع التى كانوا يجتمعون فيها مع البغدادى داخل سوريا وقررنا التنسيق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لنشر المزيد من المصادر داخل هذه المناطق".