"أسرة لا حول لها ولا قوة، وأطفال بلا حيلة لهم وشافع، وشارع مظلم يحتوى تلك البراءة من قسوة الأيام"، كلمات قصيرة تصف جريمة اليوم والتى شهدها حى السلام بالقاهرة.
جريمة قتل، لكنها لم تكن باليد بل كانت بالقسوة ونزع الرحمة ن من قلب الطفلة الصغيرة، التى وجدت بالشارع الدفىء والأمان أكثر من أحضان البشر، إلى أن لقت مصرعها وحيدة شريدة تقسو عليها حراراة الشمس، وبرودة الشتاء، لتصعد روحها إلى خالقها لتشكى له مما قتلها بكلمةً وإشارة.
دفعت"سماح" ثمن قسوة قلب زوجة أبيها، بعد أن تفننت فى تعذيبها بعد وفاة والدها، لتجبرها على التسول والاستحواذ على الإيراد اليومى.
الطفلة التى لم تتخطى 12 عاماً، عانت كثيراً من سوء المعاملة، والتعذيب المبالغ فيه على يد زوجة أبيها، إلى أن فاض بها الكيل، وقررت ترك المنزل لتذهب إلى الشارع ليكون لها مأوى وسبيل.
عثر الأهالى على جثة "سماح" بجوار صندوق القمامة بمدينة السلام، ليتم إبلاغ قسم الشرطة الذى بدوره أبلغ نيابة السلام لتتحقيق بالواقعة.
نيابة السلام، كشفت أن الجثة تعود إلى طفلة تدعى " سماح" وتبلغ من العمر 12 عاماً، وأنها كانت تعيش مع زوجة أبيها، قبل ترك المنزل لتسكن بالشارع.
واستدعت النيابة، زوجة الأب لمعرفة أسباب هروب الطفلة للشارع، والتى أكدت أن زوجها بعد وفاته ترك لها 3 أطفال بينهما الطفلة المتوفية، إلا أنها وبعد فترة قصيرة تركت المنزل وفرت هاربة.
كما استمعت النيابة لأقوال الشهود على وفاة الطفلة، للوقوف على حقيقة الواقعة، وأكدت "ر.م" شاهدة على وفاة الطفلة المجنى عليها، أنها شاهدت الطفلة قبل فترة تقوم بالتسول ومسح السيارات والمقاهى، للحصول على أموال من أصحابها،للعيش بها، ومن ثم تقوم بالبيات ليلاً خلف الملاهى المتواجدة بالمنطقة.
وأضافت الشاهدة، أن ابنتها من سن الطفلة المجنى عليها، مما أدى للحديث بينهما، أكدت فيه الطفلة المجنى عليها، أن والدتها متوفية منذ فترة، وأن والدها تزوج من أخرى، لكنه توفى منذ سنة بحادث طريق، وأنها عاشت مع وجة أبيها بعد وفاة والدها، إلا أنها وبعد وفاة والدها تعدت عليها بالضرب والتعذيب، وإجبارها على التسول لتعود يوميا بما جمعته لتنفق عليها وعلى أطفالها، مما جعلها تترك المنزل للعيش بالشارع بعد ما رأته من تعذيب وقسوة.
وأكملت الشاهدة، إن فى الفترة الأخيرة تدهورت حالة الطفلة نتيجة سوء التغذية، والإهمال الذى عانت منه، إلى أن وجدنها جثة هامدة.
كان قسم شرطة السلام ثان، تلقى بلاغًا من أحد الأهالي في منطقة جمال عبدالناصر، التابعة لدائرة القسم، بالعثور على جثة طفلة، فانتقلت قوة أمنية لمكان الحادث، وتبين وفاة الطفلة، فتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل البلاغ إلى النيابة العامة لتتولى النيابة التحقيقات.
وأمرت النيابة بدفن جثة الطفلة عقب الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية الذي أثبت أن وفاتها طبيعية وناتجة عن سوء حالتها الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة