عملت أمريكا، بكل جد، على أن ترسخ فى أذهاننا صورتها "شرطى العالم" لكنها ليست الشرطى الأمين الذى يحفظ الأمن والحقوق، إنها الشرطى المخيف، الذى لا ينهى شيئا بصورة مكتملة، بل يترك دائما ثغرة تسمح للاحتمالات الكثيرة ولبث مزيد من الخوف فى الجميع، ومن ذلك طريقتها فى القضاء على رؤوس التطرف فى منطقة الشرق الأوسط وآخرهم أبو بكر البغدادى، زعيم التنظيم الإرهابى داعش.
منذ أيام خرج علينا الرئيس الأمريكى ترامب، بجلالة قدره كى يخبرنا بمقتبل البغدادى، ذلك المجهول الذى جاء وأفسد فى الأرض ثم رحل، دون أن نعلم حقيقته، فاسم أبو بكر "كنية" والبغدادى "نسب" لا يدلان حقيقة على شيء واضح، المهم أن أمريكا قالت لنا إنها قتلت البغدادى، ولو شئنا الدقة قالت إنه انتحر، وأنها تخلصت مما تبقى من الرفات بأن ألقت بها فى البحر.
ألقوه فى البحر، مثلما فعلوا مع جثمان "أسامة بن لادن" منذ سنوات ليست بعيدة، فى عهد الرئيس الأمريكى السابق براك أوباما.
بالطبع لا أريد أن أشكك فى مقتل ذلك البغدادي، فهو يستحق ما هو أكثر من الموت، إن وجد، لكن لا أحبذ طريقة لعب الأمريكان على شعوب العالم، بأن يظل هناك جزءا غير محسوم فى الأمر.
من حق الشعوب التى شعرت بالخوف من أمثال أبى بكر البغدادي، أن ترى جثمانه، دليل فنائه، وانتهائه إلى الأبد، وحتى نتجنب فكرة أن يظن البعض أنها مجرد لعبة أمريكية على العالمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة