مع تصاعد الأزمة السياسية فى لبنان، وامتداد الاحتجاجات فى شوارع بيروت، بدأ قطاع السياحة اللبنانى يعانى من فقد السياح العرب والأجانب، وسط توقعات بخسائر مادية كبيرة للقطاع الفندقى خلال موسم الكريسماس المقبل والذى يٌميز لبنان، الأمر الذى أدى إلى تبخر الحلم اللبنانى بتحقيق طفرة سياحية وبلوغ مليوني سائح وإيرادات تتجاوز 7 مليارات دولار بنهاية 2019.
نزيف قطاع السياحة اللبنانى عاد بعد أن شهد تعافيا جزئيا منذ بداية العام، فى ظل تحقيقه ارتفاعا خلال النصف الأول من العام، وبلغ عدد السياح عام 2018 وفق وزارة السياحة اللبنانية نحو مليون و950 ألفا، وهو ثاني أفضل رقم بعد عام 2010 قبل الحرب في سوريا وانعكاسها سلبا على لبنان، حين وصل عدد السياح إلى مليونين و162 ألفا.
وتأتى تلك الانتكاسة السياحية بعد أن شهدت لبنان انتعاشه كبيرة فى حركة السياحة والسفر خلال النصف الأول من العام 2019، حيث حققت حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ارتفاعاً لافتاً، وقارب عدد الركاب 4 ملايين، وبزيادة فاقت 4% عن الفترة ذاتها من 2018، ووفقا لوزارة السياحة اللبنانية بلغت نسبة الحجوزات في فنادق لبنان فى الفترة ذاتها نسبة الـ80%، بينما وصلت في بعض المناطق إلى 100%.
وكان المجلس العالمي للسفر والسياحة قد أكد فى تقرير له، أن المساهمة الإجمالية لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي في لبنان بلغت إلى 19.1% (حوالي 10.4مليار دولار) خلال العام 2018.
أما جهة سوق العمل، فقد بلغ إجمالي عدد الوظائف في قطاع السفر والسياحة حوالي 394 ألف وظيفة في العام 2018، أي ما يشكل نسبة 18% من سوق العمل اللبناني، كذلك أظهر التقرير أن إجمالي الإنفاق داخل لبنان من قبل السياح قد وصل إلى 8.4 مليار دولار، أي ما يشكل 57.7% من مجموع صادرات السلع والخدمات اللبنانية.
توقع التقرير أن يصل عدد السياح الوافدين إلى لبنان إلى مليوني زائر في العام 2019، كما قال أنه سيكون هناك زيادة في الوظائف المتعلقة بقطاع السياحة والسفر في البلاد إلى 501 ألف مع حلول العام 2029.