تعرضت محافظات مصر الأسبوع الماضى لموجة من الأمطار والسيول، التى تم الاستعداد لها بشكل جيد، حيث استقبلت منشآت الحماية من السيول التى تم تنفيذها فى محافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء، نحو 25 مليون متر مكعب. تم تخزين 11.3 مليون متر مكعب منها، وباقى المياه ذهب جزء منها إلى البحر وتشربت الأرض الجزء الآخر، وذلك بفضل منظومة الحماية التى نفذتها وزارة الموارد المائية والرى والتى بلغت 95 سدا و25 بحيرة و515 خزان أرضى، بسعة تخزينية 82 مليون متر مكعب و663 ألف متر، بتكلفة بلغت مليار و32 مليون جنيه فى 4 محافظات.
أوضح المهندس سيد سركيس رئيس قطاع المياه الجوفية، بوزارة الرى، أنه تم تشكيل لجنة من مهندسى الإدارة العامة للمياه الجوفية بشمال سيناء، ومن معهد الموارد المائية للمرور على منشآت الحماية بشمال سيناء، وذلك لتقييم سدود الحماية بالادارة وكميات المياه التى خلفتها أمطار يومى 25 و26 أكتوبر الجارى.
وقدمت اللجنة تقريراً أوضحت فيه بحيرة سد الروافعة بوسط سيناء امتلأت عن آخرها بالمياه بسعة تخزينية 5.3 م3، وفاضت مياه الأمطار من مفيض السد إلى مجرى وادى العريش بطول 50 كيلو فى الاتجاه لمدينة العريش، الأمر الذى قررت معه اللجنة العودة لمتابعة سير المياه فى وادى العريش وإخطار الجهات المعنية باتخاذ اللازم وبالفعل وصلت المياه الى مدينة العريش ومر نحو 10 ملايين متر مكعب من المياه فى مجرى وادى العريش الذى تم حمايته وتهذيبه عام 2010 فى اتجاه المصب للبحر وأن الأمور مستقرة تماماً بوادى العريش.
وأضاف التقرير أنه تم حصاد مليون متر مكعب من مياه السيول فى بحيرة سد الكرم الذى يقع بمنطقة المغارة وسط سيناء، موضحاً أنه عبارة عن سد خرسانى تخزينى سعته التخزينية 1.9 مليون متر مكعب بارتفاع 15 متر وبلغ ارتفاع كمية المياه التى تم تخزينها فيه حوالى 7.5 متر بالأمس وانخفض المنسوب اليوم ليصل إلى 6 أمتار، مشيرا إلى أن السد بحالة جيدة.
وأشار التقرير إلى أن منشأت الحماية من السيول حجزت فى وادى وتير الذى يعتبر من أنشط الأودية بمحافظة جنوب سيناء حجزت 5 ملايين متر مكعب من مياه الأمطار، مؤكداً أن جميع السدود والبحيرات فى محافظة جنوب سيناء مهيأة تماما لاستقبال موسم السيول هذا العام.
وقال سركيس أنه جارى الاستعداد لتنفيذ المرحلة الثانية لحماية طابا وكذلك حماية منطقة الترابين بمدينة نوبيع وايضا حماية مدينة طور سيناء وحماية رأس سدر، باجمالى مبالغ تقدر بحوالى 600 مليون جنيه تقريبا على عامين ماليين، وذلك بتنفيذ مجموعة من السدود والبحيرات الصناعيه والحواجز والقنوات.
وأوضح سركيس أن الأعمال التى سوف يتم تنفيذها بمدينة الطور بجنوب سيناء سوف تحمى جميع المنشآت بالمدينة وخطوط البترول والكهرباء والطريق الجديد شرم الشيخ النفق وجامعة الملك سليمان بمدينة الطور والمنطقة الصناعية وإسكان الشباب واراضى ومنازل التجمعات التنموية بطور سيناء.
أوضحت وزارة الرى أن البحيرات والسدود التخزينية تسهم فى شحن الخزان الجوفي من خلال ما يتسرب من هذه المياه إلى باطن الأرض، حيث يتم استخدام هذه المياه لاحقاً فى العديد من الاستخدامات من خلال حفر عدد من الآبار السطحية، مشيرة إلى أن المشروعات التى تم تنفيذها ساهمت فى احتواء تأثير السيول على أودية وتير، حيث عملت البحيرات الصناعية على استيعاب كميات السيول الواردة للوادى ليبلغ حجم الكميات الواردة لهذه البحيرات نحو 5 ملايين متر مكعب تقريباً، ليحمى بذلك طريق (نويبع - النقب) الدولى الممتد عبر مسار وادى وتير.
أضافت الوزارة أن أعمال الحماية بمحافظة البحر الأحمر تضمنت انشاء 17 سد و11 بحيرة صناعية بسعة تخزينية 28.425 مليون متر مكعب، و بتكلفة 452. 295 مليون جنيه، كما تم تنفيذ 8 سدود و 15 خزانا أرضيا فى شمال سيناء بتكلفة 42.104 مليون جنيه، و فى مرسى مطروح تم انشاء 7 سدود و485 خزانا أرضيا بتكلفة 57.295 مليون جنيه، وفى جنوب سيناء تم إنشاء 63 سدا، و14 بحيرة و15 خزانا أرضيا ، بسعة تخزينية 47.66 مليون متر مكعب، بتكلفة 580 مليون جنيه و434 ألفا.
يذكر أن وزارة الموارد المائية والرى، وضعت استراتيجية للتعامل مع ملف السيول ترتكز على محورين هامين، أولهم التقليل من المخاطر التى تصاحب هذه الظاهرة من آثار تدميرية للبنية التحتية والمنشآت والقرى السياحية وغيرها من المرافق والنقاط الاسترتيجية من محطات غاز وكهرباء وذلك من خلال تنفيذ أعمال صناعية تتنوع ما بين سدود إعاقة وحوائط توجيه ومعابر أيرلندية لتوجيه مياه السيول إلى المجارى المائية والخلجان، وثانيهما تعظيم الاستفادة من هذه الظاهرة الطبيعية من خلال استقطاب ما يمكن استقطابه من مياه الأمطار المسببة للسيول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة