محمد ميدا صاحب الـ60 عاما من أقدم عازفى وصانعى السمسمية فى مدينة الإسماعيلية عشق هذه الآلة الساحرة التى توارث عشقها عن الآباء والأجداد مثل معظم مواطنى منطقة القناة، لكنة توج عشقه بتعلم صناعة هذه الآلة وإصلاح ما أفسدته أيدى العازفين، وخاصة أنه لا يوجد مصنع أو ورشة يقوم بتصنيع هذه الآلة، فكان هو المصنع البديل من خلال منزلة بمنطقة المحطة الجديدة، ونال ميدا شهرة واسعة فى هذا المجال حتى أن عددا كبيرا من السياح العرب والأجانب كانوا يقصدون منزلة أما لشراء الآلة أو للتعرف على مراحل صناعتها.
وبدأ الحلم يكبر لدى ميدا فطرق أبواب المسئولين فى محافظة الإسماعيلية لمنحة قطعة أرض أو محل ليقيم علية ورشة صغيرة لصناعة السمسمية وتعليم الأجيال الحديثة من الشباب حتى لا تنقرض هذه الآلة، وظل 15 عاما متواصلة يبحث عن مكان ولكنة لم يوفق لان معظم المسئولين الذين طرق أبوابهم ميدا اعتبروا أنه يريد أن يقيم مشروعا ربحيا لكن فى الحقيقة هى خدمة مجانية لشباب المدينة العاشقين لتراث فن السمسمية.
ومنذ أيام بسيطة تحقق حلم ميدا بافتتاح معرض السمسمية بوسط مدينة الإسماعيلية فى محيط منطقة الهلال الأحمر.
معرض لآلة السمسمية
يقول ميدا لـ"اليوم السابع" حصلت على موافقة محافظ الإسماعيلية بتخصيص مكان لإقامة أول معرض لآلة السمسية عزف وبيع وتصليح فى منطقة القناة بهدف الحفاظ عليها من الاندثار ومحاولة التوثيق والبقاء لفن منطقة القناة إضافة إلى حفظ كل ما يخص الآلة من كتب وآلات وأدوات وتعليم خصوصا وان العديد من الأبحاث تجرى على الآلة وبالفعل بدأ المعرض يحقق أهدافه بطلب بعض الشباب ومنهم الفتيات تعلم عزف السمسمية.
صناعة مصرية
وأوضح ميدا أن آلة السمسمية صناعة مصرية تماما دخلت مدن القناة فى الأربعينات وتصنع من الخشب "البلطى أو الزان" أما الأوتار فهى أسلاك دقيقة متوفرة بالسوق وقديما كانت تصنع الأوتار من الشعر والوبر والقاعدة المثبت عليها السلك من الصاج المجلفن أو النحاس الأسعار ليست ثابتة تعتمد على صناعة الآلة وتبدأ من 200 جنيه إلى 5000 جنيه وتزيد الأسعار حسب الطلب وشكل المنتج، وهناك أشكال مختلفة مثلث ومربع ومستطيل وعلى هيئة سمكة ودائرية وكمثرية، وتحتاج الصناعة إلى مهارة خاصة.
حالة خاصة
ويشير ميدا إلى أن آلة السمسمية ظلت معشوقة أهالى مدن القناة، والتى كانت ومازالت تمثل حالة خاصة ومؤشرا حقيقيا لأفراح وأحزان أهالى القناة، منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن، شاهد على البطولات شرق قناة السويس، والانتصار العظيم فى السادس من اكتوبر، وأيضا هزيمة يونيو 67 والتهجير، كل هذا وآلة السمسمية حاضرة توثق كل شيء من خلال الأغانى الشعبية التى أنتجتها زائفة الفنان القديم على شاطئ قناة السويس، ومع مرور الزمن أصبح هناك خطر على وجود هذا الفن الشعبى، ليس فقط غياب الحفظة بالموت أو الشيخوخة، وضياع التراث الشفاهى دون حفظ حتى الآن، لكن الآلة نفسها بدأت فى الانقراض، ولم يعد من يقوم بتصنيعها، ولم تهتم المؤسسات الثقافية بإنشاء مصنع أو ورشة كبيرة لتصنيع آلة السمسمية.
بداية الحلم
ويؤكد محمد ميدا على أن حكاية عشقه للسمسمية بدأت عندما كان عمرى 12 عاما وكنا من ضمن المهجرين بمدينة الزقازيق، فشاهدت فرق السمسمية التى كانت تجوب محافظات التهجير تقيم حفلات فى هذه المحافظات لأبناء الإسماعيلية ومدن القناة، فبدأت فكرة الحصول على آلة والتى كنت أقوم بتصنيعها من خشب صناديق الصابون التى كانت الحكومة توزعها على المهاجرين، وبعد العودة إلى الإسماعيلية وفى عام 1976، حصلت على آلة لأول مرة فى حياتى من أحد أصدقائى بـ جنيه وعملت فى فرقة الأمل مع الفنان الراحل حسين مكى وهو أول من كون فرقة لفنون السمسمية بالإسماعيلية، وعملت مع الفنان عبدة العثمللى وهو من الفنانين الرواد فى هذا الفن والفنان مرسى بركة من أشهر مطربى السمسمية فى الإسماعيلية وشقيقة أحمد زتونة، كما شاركت مع الفنان الراحل حسن سعد والد الملحن المشهور وليد سعد وأنتجنا 15 شريط كاسيت سمسمية، كان يتهافت الأهالى على اقتناء هذه الشرائط فى ذلك الوقت، وتطورت الأغانى إلى عدة مراحل الأغانى القديمة وأغانى المقاومة الشعبية وأغانى الحرب، ثم أغانى الانتصار والعبور والبناء بعد عودة أهالى القناة إلى محافظاتهم.
صناعة آلة السمسمية
ويضيف محمد ميدا أنه خلال السنوات الماضية وحتى الآن لا يوجد من يقوم بصناعة آلة السمسمية، كان الاعتماد على إصلاح الآلات القديمة، فقررت صناعة آلة جديدة بأشكال مختلفة، فبدأت بتطوير الآلة القديمة " وهى عبارة عن آلة مصنوعة من طبق صاج ملفوف بجلد ماعز وبها خمسة أوتار، التغيير كان من خلال القاعدة من الصاج إلى مثلث خشبى أو مربع أو سداسى وزيادة عدد الأوتار من 5 أوتار إلى 6 ثم 8 أوتار وحتى 14 وتر من السلك للحصول على جميع الألحان لكن الأساس هو السلم الخماسى.
دعم وتوثيق
يطالب ميدا بدعم وتمويل وتوثيق السمسمية من خلال فيلم وثائقى وتخليد الأغانى المتوارثة عبر الأجيال إضافة إلى تكريم وتقدير عازفى السمسمية خصوصا وإنها خير ممثل لمصر فى المحافل القومية والدولية، مشيرا إلى انه يعزف السمسمية يوميا داخل المعرض لاستقطاب الشباب لتعريفهم بالفن وتراث محافظتهم.
الفنان محمد ميدا أثناء صناعة السمسمية
ميدا مع أنواع مختلفة من السمسمية
آلة السمسمية أثناء صناعتها
أشكال مختلفة للآلة
أقدم صانع سمسمية بالإسماعيلية
الفنان محمد ميدا
معرض آلة السمسمية
أنواع مختلفة لآلة السمسمية بالمعرض
ميدا يشير إلى صور فنانى السمسمية
السمسمية
أنواع مختلفة من السمسمية
ميدا مع السمسمية
أحد الأشكال للسمسمية
السمسمية القديمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة