فى ذكرى رحيله..

رامبرانت فى يومياته: أنا أؤمن بالحرية وأنالها دائما والسيد الوحيد هو عملى

الجمعة، 04 أكتوبر 2019 11:00 م
 رامبرانت فى يومياته: أنا أؤمن بالحرية وأنالها دائما والسيد الوحيد هو عملى رامبرانت
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ولد الفنان العالمى رامبرانت في مدينة ليدن بـ هولندا فى عام 1606، وأصبح بعد ذلك أحد أبرز الفنانين التشكيليين فى العالم.
 
وبجانب كونه مبدعا فقد كان يعشق شراء الفن، والمطبوعات النادرة، وهذا ما دفع المحكمة لاتخاذ تدابير لتجنب إفلاسه تقوم على بيع معظم مقتنياته من لوحاته ومجموعة كبيرة من الآثار التى كان يملكها.
 
وعاش رامبرانت حياة صعبة  فى معظم الأحيان بسبب تراجع حالته المادية، حتى توفى 4 أكتوبر 1668 فى أمستردام، ودفن فى مقبرة فقيرة مجهولة.
 
وننقل بعضًا من يوميات رامبرانت التى ترجمها ياسين طه حافظ، وصدرت عن دار نشر المدى:
 

يوم أول

كم فخورون، نحن الهولنديين، وكم نتباهى باستقلالنا وسط المقاطعات المتحدة، وكم نعتقد بأننا نعتمد على أنفسنا، وأننا لا ننحنى إلا لله، لا لأحد سواه، لا للإنجليز ولا للفرنسيين، ولا لأي الأساطين.
 
لقد قاتلنا وألقينا أنفسنا عند أقدام الإمبرايالية الإسبانية، عانينيا وقدمنا شهداء ثم خضعنا لنير الدين فى روما، لماذا نحن والحمد لله ليس لنا حتى ملك بل جمهورية فى بحر من الملكيات.
 
أنا أؤمن بالحرية ودائما ما أنالها، فما الذى أتلقاه منهم، لي يقينياتي ومخاوفى واحتياجاتي لي جبني وكسلى ورخاوة هذا اللحم البشري علي، لي تبجحاتي العالية، وتذمراتي وتطرفي وما أزال بعواطفي وأحلامي وفورات أحاسيسي التي أثور ضدها أحيانا وأحيانا أستسلم لها، نعم، أنا هكذا.
السيد الوحيد الذى أحمده هو عملي، سأخدمه وأجهد من أجله حتى أسقط لن أطلب راحة لأني لا أزال حتى الآن لا أشعر بأني أعمل جيدا كما أريد.
 

يوم آخر

لم أعمل بجد أكثر مما عملت هذا اليوم، ولا أحسن ولا أكثر تواصلا ولا شعرت بقناعة أكثر مما شعرت اليوم.
قالت "كورنيليا" إني أبدو سعيدا جدا، كما لو أني لقيت ملاكا.
 
يوم ثالث
رأيت اليوم زنجيين فوق القناة. يتزحلقان، يشبهان ضربات قلمي على هذه الورقة، ومثلها حذيران، لكنهما يبدوان حازمين بالرغم من عصبيتهما وتحديق الأنظار، ضحكا كثيرا يظهران لسانيهما الحمراوين، لكن ظل وجهاهما حزينين وشديدي الرصانة.
 
لم يعودا عبدين مثل إخوانهما، يبدو أنهما خادمان عند أحد اللوردات، فهما أكثر ترفا وإن بعدا عن وطنهما وقسى عليهما البرد.
 
رضيا أن يجلسا أمامي للرسم على أن أتفق وسيدهما لذا سأرسل هندريكشه لتؤمن ذلك أو أرسل تيتوس إن كانت مشغولة جدا.
شخصيا، غير مبال بأن أتفاهم مع النبالة هذه الأيام فقط عندما يدفعان لي إذا طلبوا مني عملا، طلباتهم فخمة دائما وإن كان وراءها تعب.
 

يوم رابع

راقبت صبيا يرسم كلبا بعصا على التراب، أثار عجبي، دائما يثير ذلك عجبي، العالم كله يصنع صورا، الصينيون، اليابانيون، الفرس، ليس أقل منا نحن الأوربيون، لماذا، حتى إني رأيت مستنسخات لصور على غرار التي كانت في بيرو قبل أن يحرق الجزويت كل ما وجدوه تقريبا بدعوى أن ذلك من الإلحاد. شخصيا لا أمتلك أيا منها لكني أمتلك بعضا من الرسومات الشرقية اللطيفة.
 
حين انطلقت إلى الخارج، أفعمت دهشة من أؤلئك الذين سلكوا الطريق قبلي والذين أقتفي الآن آثارهم. لو أن لي قسما من الراحة أعدت الإنتاج والطباعة، أو كانت لي، إن كنت محظوطا، النسخ الأصلية نفسها. كم أتذكر الآن جيدا رأس رافائيل، ذلك الذى رأيته في صالة البيع، وكذا البورتريت التى رسمها تيتيان والتى امتلكها ألفونسو لابيز واليهودي الساكن هنا. 
 
بعد هذا، وإن كنت لم أر أيا من أعمال كارافجيو العظيمية على أن أثني عليه لاستخدامه الضوء والظل وأثني على رجاله ونسائه الذين لا يشبهون الآلهة الحجرية أو مادة الأحلام أو المعتقدات، لكن لهم الجلد الحقيقى والعضل والقوة والضعف أيضا، علي ألا أنسى رجال الشمال دورر صاحب المهارة التى تخجل الكثير من الرسامين الآخرين، كراناك، هولباين وفلمنجر، روبينز، فانديك وبروخل.
 
كيف اعتدت على الشراء حين نمت ثروتي؟ هنا ينبثق في الذهن أعظم كتاب لرسوم أندريه مارتجنا الشخصية, أثمن الممتلكات.
وهنالك أعمال جميلة كثيرة وأشياء أخرى منوعات، أحب دائما النظر إلى الفن، لا لأرى العمل الفنى وحسب، لكن لألمسه، وهكذا، غالبا أشتريه، لكن علي الاعتراف الآن بأن مختاراتي قد مضت الآن لأسدد للدائنين إنها ضحية إسرافي واستداناتي ومضارباتي الحمقاء لقد سهل لي بايليف هارينج عبور حياتي كم جيدا أن أتذكر الآن اسمه، حين أعلنت المحكمة أنه يجب علي بيع ما أملكه، أردت وأنا فى سورة أسفي وغضبى أن أكسر الحاجز، وان أثير المدينة ليوقفوا سلب ممتلكاتي، لكن الحكمة وهندريكشه انتصرتا.   






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة