ما كشفته مؤسسة "ماعت"، حول الجمعيات الخيرية التى تستخدمها قطر للتغلغل فى المجتمع الأوروبى، فتح الحديث حول أنشطة الدوحة فى القارة العجوز لتمويل جماعة الإخوان الإرهابية، مستغلة فى ذلك نشاط العمل الخيرى وهو الظاهر فى مشروعاتها ولكن الباطن يتمثل فى نشر الفكر المتطرف وتوسيع نفوذ الجماعة فى أوروبا.
ويعود تاريخ المتسندات إلى بعد أحداث 25 يناير 2011، من بينها كان خطاب موجه من جمعية قطر الخيرية، إلى جمعية تدعى "ابن رشد"، تبلغها أنه تم تحويل مبلغ 88 مليون يورو إلى حساب الجمعية فى فرنسا لاستكمال أنشطتها فى الخارج.
ومن بين المستندات التى تكشف استخدام قطر للجمعيات الخيرية كسلاح لتغلغل وتمويل أنشطة الإخوان، خطاب أخر من عمر الأصفر رئيس جمعية "ابن رشد" ومقرها فرنسا، موجه إلى جمعية قطر الخيرية، يعود تاريخه إلى شهر ديسمبر 2015 يبلغهم فيه بأن الجمعية تسلمت مبلغ 925 ألف يورو على دفعتين من الجمعية القطرية.
ولمن لا يعلم، فجميعة "ابن رشد" فهى تتبعها مدرسة "ابن رشد"، خلف مسجد مدينة ليل الجنوبي، التابع لعمار لأسفار، وساهمت المؤسسة القطرية للأعمال الخيرية في شراء مبنى جديد سنة 2012، حيث دفعت ثلثي المبلغ اللازم لشرائه، وهدفها تنفيذ الأهداف القطرية ودعم النظام القطرى فى الخارج، واستيعاب الإخوان هناك.
ويوجد خطاب آخر يعود إلى يوليو 2014، تكشف فيه جمعية قطر الخيرية، أنها حولت مبلغ جديد بلغ 2 مليون يورو لحساب جمعية ابن رشد بفرنسا، ليكشف هذا الخطاب حجم التمويل الضخم من الدوحة تللك المراكز.
ومن بين المستندات أيضاً خطاب آخر موجه من جمعية قطر الخيرية وبالتحديد من أحمد عبد الله الملا ، مدير إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بالجمعية لجمعية "أمل يسان دولى"، بتحول مبلغ 339 ألف يورو للأخيرة.
ومن ضمن الخطابات، خطاب يكشف حجم التمويلات التى تضخها الدوحة لمراكز أوروبية من أجل محاولة استقطابها، حيث أن الخطاب وجهته جمعية قطر الخيرية إلى المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية لتحويل مبلغ 100 ألف يورو لصالح أنشطة المعهد الأوروبى.
خطاب آخر يرجع تاريخه إلى نوفمبر 2012، موجه من جمعية قطر الخيرية وبالتحديد من أحمد عبد الله الملا ، مدير إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بالجمعية، إلى جمعية مسلمى بواتييه بفرنسا بتحويل مبلغ 575 ألف ريال قطرى لتنفيذ مشروع المركز الإسلامى بلاط الشهداء الدفعة الثانية.
وضمن المستندات خطاب كشف علاقة اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، والذى يعد ذراع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، بجمعية قطر والتمويلات التى تضخها لمراكز إسلامية، من خلال الخطاب الذى وجهه أحمد جاب الله رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا فى 17 أبريل 2012 لجمعية قطر الخيرية اسماه "تزكية" قال فيها إن جميعة الإصلاح تعد جمعية إسلامية لها نشاط واسع فى مدينة ديسين بصواحى مدينة ليون وسط فرنسا وأنها من الجمعيات النشيطة التى تشرف فى مدينة ديسين على إدارة المركز، حيث تعد هذه التزكية بهدف تحويل مبالغ من جمعية قطر الخيرية لها.
وهناك خطاب يكشف رصد الأنشطة التى تقوم بها قطر مع عدد من المرتاكز فى أوروبا وحجم التمويل فيها، حيث ضخت 20338 يورو لتدشين وقف اسكندنافى فى السويد بمدينة مالمو، بنجانب ضخها 110763 لبناء مسجد فى مركز نورشوبينج الإسلامى فى السويد، بجانب ضخها 18906 يورو لبناء مركز إسلامى لأمانة الإيمان فى مدينة شفيلد ببريطانيا، ومساهمتها بـ19282 لاستكمال مسجد أبو بكر الصديق ببريطانيا، وضخها 103312 لبناء مركز إسلامى فى مدينة فينزبيرى بارك بلندن، وكذلك ضخها 104879 يورو لتدشين مرز الفرقان التعليمى ببريطانيا.
وفى وقت سابق كشف فيلم وثائقي صادر باللغة الألمانية استمرار قطر في تمويل التنظيمات المتطرفة في دول الاتحاد الأوروبي تحت غطاء مؤسسة قطر الخيرية والذي قدمت في هذا التمويل ملايين الدولارات.
وأوضح الوثائقي أن مؤسسة قطر الخيرية تمول 140 مشروعًا في أوروبا بقيمة تتجاوز نصف مليار ريال قطري، جاء نصيب الدول الأوربية الأولى الأكبر، ومن وحسب الفلم الوثائقي كان نصيب إيطاليا بـ47 مشروعًا تليها فرنسا بـ22 مشروعًا ثم ألمانيا بـ10 مشاريع وبريطانيا 6 مشاريع وإسبانيا 5 مشاريع، وبقية الشاريع وزعت في الدول الأوروبية الباقية.
وكشف الفيلم أن التمويل الذي تتلقاه جمعية قطر الخيرية يأتي بشكل مباشر من الأسرة الحاكمة القطرية من أبرزهم محمد بن حمد آل ثاني، وسعود جاسم أحمد آل ثاني، وخالد بن حمد بن عبد الله آل ثاني، وجاسم بن سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، بالإضافة إلى الديوان الأميري نفسه.
ويأتي نشاط مؤسسة قطر الخيرية الإرهابية عبر إنشاء مراكز إسلامية يشرف عليها جماعة الأخوان المسلمين في العواصم الأوروبية من بينها الدعم المقدم لمركز النور الإسلامي بمبلغ تجاوز 30 مليون ريال قطري بحسب رئيس المركز ناصر القاضي، الذي كشف ارتباط المركز بتنظيم الإخوان وأن قطر استخدمت اتحاد المنظمات الإسلامية كغطاء لمشاريع الدوحة الداعمة للتطرف في فرنسا.
وكشف الفيلم عن وثائق رسمية قطرية تضمنت حوالات بنكية لصالح مراكز إسلامية تتبع لتنظيم الإخوان في أوروبا، حيث تستغل مؤسسة قطر الخيرية، الحصانة الدبلوماسية لذراعها في أوروبا أحمد الحمادي لإيصال الدعم للتنظيمات المتطرفة والذي يستلمها بدوره من وزير داخلية قطر السابق “حمد بن ناصر آل ثاني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة