أسدل الستار على فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى والذى انطلقت فى الفترة من 19 حتى 27 سبتمبر، وشهد المهرجان العديد من الفعاليات وعروض الأفلام الهامة والندوات والورش التى أثرت النقاش السينمائى فى المهرجان وأكدت على أهميته عام بعد عام، وأن حصر الفعاليات فى السجادة الحمراء وأزياء النجوم اختزال لمجهود كبير وضخم يقف وراءه كتيبة كبيرة من الشباب والخبرات.
"اليوم السابع" التقى صناع مهرجان الجونة عمرو منسى الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لمهرجان الجونة السينمائى، والفنانة والمنتجة بشرى رئيس العمليات والمؤسس المشارك للمهرجان، وانتشال التميمى مدير المهرجان.
عمرو منسى.. الجونة حقق المعادلة الصعبة بدمج الشباب مع الخبرات من مختلف الجنسيات
قال عمرو منسى الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لمهرجان الجونة السينمائى أن المهرجان فى دورته الثالثة وصل إلى مرحلة كبيرة من النضج وهذا ليس مجرد كلام وإنما توصيف الصحافة والإعلام للمهرجان، خاصة وأنه يضم وجبة سينمائية متكاملة وليس فقط مجرد سجادة حمراء يسير عليها نجوم المهرجان، وأضاف منسى أن من أكثر ما يسعده هو أن الإعلام أصبح على دراية كاملة بحجم المجهود المبذول والذى يصل إلى أكثر من 8 أو 9 شهور قبل انطلاق المهرجان، حيث تتقسم المهام على أكثر من 12 قسم ما بين المركز الصحفى والعلاقات العامة والتسويق والتسكين والمواصلات، إلى جانب فريق البرمجة وغيرها من الأقسام التى تبدأ العمل فى وقت مبكر جدا وهى الأقسام التى تضم الكثير من الشباب الواعد الواعى الذى يريد تحقيق ذاته واثبات نفسه ويعتبرون المهرجان مشروعهم ويتحملون الكثير من الصعاب والضغط النفسى والعصبى والبدنى بالتأكيد.
وعن الاهتمام بالشباب والاعتماد عليهم بشكل كبير، قال منسى أن بلدنا بلد شابة وهناك قناعة بتمكين الشباب وإعطاء الفرصة لهم لتحقيق طموحهم وهو ما نقوم به داخل المهرجان فالشباب المهرجان أصبح منصة لهم وأفكارهم يتم تطبيقها ولا يفرض أحد رأيا عليهم بل نتناقش فى وجهات النظر، وبيننا تفاهم كبير خاصة أن أعمارنا متقاربة.
وأضاف منسى أن فريق عمل المهرجان مقسم بشكل جيد وكل واحد يعى دوره جيدا وهو سر النجاح والنتيجة الإيجابية التى نصل إليها فوجود السيد انتشال التميمى مدير المهرجان والفنانة بشرى والمدير الفنى المخرج أمير رمسيس وفريق البرمجة Nicole Guillemet ومحمد عاطف وتريزا وهذا الفريق الرائع يقومون بتقسيم أنفسهم وكل منهم فى طريق منهم من يجرى الاتفاقات ومنهم من يجلب الأفلام ويتعاقد مع الشركات ويخلقون شبكات تواصل، وهو ما لا يمكن أن تقوم به إذا لم يكن لديك كل هذه الخبرات التى تسهل المهمة وتنجزها فى وقت قصير، وهذه هى المعادلة التى يسير عليها مهرجان الجونة خبرات متعددة من جنسيات مختلفة مع خبرات مصرية وفريق من الشباب هم وراء كل هذا النجاح.
وأشار منسى إلى أن منصة الجونة السينمائى أصبحت متنفسا للسينمائيين فى مصر والوطن العربى خاصة وأن المهرجان جعل منها هدف يتمنى صناع السينما الوصول إليه لأنه يساعدهم ويدعمهم فى تقديم سينما حقيقة واعتبر المنصة من أكبر وأبرز إيجابيات مهرجان الجونة.
بشرى رزة: نواجه المشاكل والصعوبات بهدوء وسلاسة بعيداً عن التوتر
قالت الفنانة بشرى رزة رئيس العمليات والمؤسس المشارك للمهرجان أنها تعتبر الدورة الثالثة من المهرجان دورة جيدة ومثمرة بكل المقاييس، سواء فى حضور الفعاليات وامتلاء صالات عرض الأفلام، أو بحالة الشغف لدى محبى السينما تجاه الأعمال المعروضة، اضافة إلى التفاعل مع الندوات ومنصة الجونة السينمائية والتى ضمت العديد من الندوات والنقاشات الهامة عن صناعة السينما بشكل عام.
وعن مواجهة الصعاب فقالت بشرى "الحقيقة أن صعوبات مهرجان الجونة السينمائى تتمثل فى سقف التوقعات التى يسبق كل دورة جديدة، فالدورة الثالثة أنضج وحتى فى المشاكل والكوارث التى قابلتنا أصبحنا نتسم بالهدوء فى مواجهتها وتعاملنا معها بسهولة وسلاسة بعيداً عن التوتر ونكون على دراية بكيفية الخروج من هذه الأزمات سواء أننا مرننا بأشياء مشابهة سابقاً ولدينا الحل وهذا هو النضج والثبات الذى أتحدث".
أما عن التحديات فتقول بشرى: "التحدى دائماً يكون فى توقعات الآخرين، وليس فينا نحن فكل ما كنا نفكر فيه هو كيفية مقابلة التوقعات التى تأتى سواء من الجمهور أو الفنانين أو من له علاقة بالوسط الفنى بشكل عام، ونجد أنه من الممكن أن تكون هذه التوقعات غير واقعية أو بمعنى آخر "فضائية" وليس بها أى ترجمة حقيقة للواقع الذى نعيش فيه ولكن فى النهاية نحن قدمنا دورة من المهرجان مميزة بكل تفاصيلها الأساسية التى يقوم حولها أى مهرجان بالعالم، وذلك يعنى انتهاء حالة المراهقة الأولى من المهرجان والتى تواجه كل المهرجانات الجديدة"، وأضافت "سمعت أقاويل حول أن الدورة الثالثة ليست على نفس مستوى الدورتين السابقتين وذلك بعد حفل الافتتاح مباشرة، وهذه هى الانطباعات الخاطئة والتقييم المبكر الغير موضوعى، فلا يمكن تقييم أى دورة من أى مهرجان فى العالم قبل أن تنتهى ويسدل الستار فى حفل الختام، غير ذلك فهى أهواء وتقييمات غير موضوعية وتكون أجندات للهجوم على المهرجان بأى شكل من الأشكال".
وعن الأساس الذى يتم دعوة النجوم عليه قالت بشري" الدعوات عبارة عن قوائم بأسماء الضيوف ويحدث عليها تصويت ودعوات الفنانين والنجوم تأتى بعد الانتهاء تماماً من دعوات الأفلام وصناعها ودعوات منصة الجونة السينمائية، وهى المشاريع اللى تحضر حتى تلقى دعم، اضافة إلى أن الغرف الفندقية فى الغردقة محدودة جداً، فبالتلى دعوات الفنانين تاتى بعد كل ذلك بعدما يتبقى عدد قليل منها فتذهب إلى النجوم الذين يزينون السجادة الحمراء ويعطوا الفخر والشرف والبهجة للجمهور والناس فى المهرجان، وحتى مينا مسعود تعاملنا طوال فترة وجوده فى الجونة على أنه مواطن مصرى، والحقيقة هو أيضاً يحب أن يتعامل على هذا الأساس، لأنه معتز جداً بمصريته، واستغل الفرصة للإشادة بوالدته ووالده لأن لديهم من الوعى ما جعلهم يشجعوه على الحضور لبلده مصر بعد نجاحه الكبير جداً فى فيلم"Alaaddin"، وأن يكون داعم لمهرجان مصرى مثل الجونة فهذا أمر يستحق القدير".
وعن غياب رامى مالك قالت بشرى "تواصلنا مع رامى مالك منذ الدورة الأولى للمهرجان ولكنه اعتذر أول مرة بسبب استعداده لشخصيته فى فيلم Bohemian Rhapsody الذى نال عنه جائزة الأوسكار كأفضل ممثل، وفى الدورة الثانية اعتذر لانشغاله بتصوير الفيلم، أما هذا العام فهو يرتبط بتصوير دوره فى فيلم "جيمس بوند" ولم يستطع الحضور أيضاً، وليس حقيقى اننا تواصلنا مع مينا مسعود بعد اعتذار رامى مالك لأن تواصنا مع الطرفين ودائما ما نفتح وسائل الاتصال مع الكل".
أما عن أزمة التركيز على السجادة الحمراء فقط فقالت بشرى "هذه مشكلة كل الذى يركز مع الفساتين ويترك عروض الأفلام التى هى أساس المهرجان وأهميتها الثقافية والندوات والجسر الذى نبنيه بين الشعوب وبعضها، وكل ما ما نقوم به فى المهرجانات وفى الجونة يساعد الدبلوماسية المصرية فى كل مكان بالعالم بل يكون أسرع لأن الفن أسرع فى الوصول للكل فى العالم ولذلك أؤكد أن "الجونة السينمائى" مهرجان جاد جداً، وأنا أندهش من يتصديد ويهاجم الجمال والفساتين، وانتقاد أن الكراة يكون شكلها جميل، وأتسائل هل هم أعداء المرأة؟ أم مع الاخوان لان من يهاجم فهذا يعنى انه يريد النقيض، وعن نفسى أحب القفشات دى ومعنديش مشكلة خالص معاها ولا أتضايق منها نهائياً، فأنا حفلت على نفسى وسخرت من فستانى، لأنى ست كوميديانه أصلا وساخرة وتركيبتى هكا ومعتادة دائماً أسخر من نفسى، كما أنى واثقة فى نفسى وطالما مرتاحة فى ما أرتديه وأعرف جيداً أنه أخذ جهدا كبيراً فلا تفرق معى الآراء التى أحترمها طالما تقال فى حدود الذوق والأدب ولكنها لا تؤثر فى ولا تضايقنى، وسعدت بالفساتين التى أرتديتها طوال المهرجان".
انتشال التميمي: نجاح الدورات الماضية ساعدنا على التحرك بثقة أكبر
قال السيد انتشال التميمى مدير مهرجان الجونة السينمائى أن مهمة المهرجان فى الدورة الثالثة كانت مختلفة عن الدورات السابقة ففى الدورة الأولى تعكزنا على مبادرة المهندس نجيب ساويرس وعدم المهندس سميح ساويرس ووجود السيد عمرو منسى بعدما حققه فى مجال الاسكواش وبشرى كممثلة ومنتجة والمخرج أمير رمسيس وانا أيضا كواحد معروف كمبرمج للمهرجانات، واللجنة الاستشارية للمهرجان والتى ضمت العديد من الاسماء العريقة والكبيرة مثل المخرج يسرى نصر الله ويسرا وهند صبرى وفوريست ويتكر ومحمد ملص وهيام عباس وغيرها من الأسماء، وفى الدورة الثانية تعكزنا على نجاح الدورة الأولى والتى لاقت نجاح كبير جدا رغم أن الكل كان يتوقع أما نجاح أو فشل ولكن تفاجئ الجميع بعمل رصين ومتكامل لا يعتمد فقط على السجادة الحمراء والنجوم والذى هو ليس أمر سهلا فأن تستقطب اكتر من 120 نجم فهو أمر لم تستطع المهرجانات الاخرى الكبرى التى تملك ميزانية اضخم من الجونة ولها تاريخ أكبر بالتأكيد.
وأضاف التميمى "فعاليات الجونة كانت تسير بشكل منظم وانسيابى على متسوى حركة النقل وعلى مستوى الأفلام ومنصة الجونة والتى تدعم المشاريع الجديدة كل ذلك كان نوع من المفاجأة فكانت الدورة الثانية نجاحها مضاعف وصارخ، كل هذا ساعدنا لان نتوجه فى الدورة الثالثة للموزعين والمنتجين بثقة أكبر، وهو ما جعلنا نطلب 90 فيلما للمشاركة فى المهرجان فحصلنا على 84 فالكل أصبح يعرف أن هذا المهرجان مناسب لعرض أفلامهم وأصبح مهرجان الجونة هو الاكثر جذبا، بالطبع هناك مهرجانات متميزة مثل القاهرة ومراكش وغيرها ولهما تاريخ طويل، ولكن مهرجان الجونة فى 3 سنوات فقط أصبح هو الأكثر جذبا وأصبح استقطاب الأفلام بالنسبة له أسهل وهو ما جعل المهرجان يحصل على 5 افلام عربية من أصل 20 فيلم عربى، كل ذلك جعل المهرجان يعرف 95 بالمائة مما سيتم انتاجه أو سيظهر للعلن خلال العام، وبالتالى يكون لدينا فرصة للاختيار بشكل كبير من خلال المدير الفنى أمير رمسيس وفريق البرمجة نيكول ومحمد عاطف ورمان شولة مستشار المهرجان فى أسيا فنحن نعمل سويا لنذهب للمهرجانات العالمية ونلتقى بمخرجين ونذهب لمنصات السينما حول العالم وانا يوميا اتحدث مع 10 مخرجين حول العالم لمعرفة الجديد و50 مدير مهرجان لنتبادل المعلومات".
وأوضح انتشال التميمى أن المهرجان أصبح قادر على استقطاب المزيد من المساهمات من أجل منصة الجونة السينمائية وأصبح له سطوة وتأثير أدبى، مشيرا إلى أن تلك مرحلة مهمة وممتازة، أما عن المخاوف على المهرجان من إطلاق مهرجانات أخرى، فقال انتشال " نفس تلك المخاوف قيلت بعد تطور مهرجان القاهرة وعودته بشكل أقوى وبعد عودة مهرجان مراكش والذى كان متوقفا، والآن ينطلق مهرجان البحر الأحمر، وأنا لا أرى أى مخاوف اطلاقا طالما نسير بنفس النهج والفكر الذى بدأنا به، ووقتها لن يكون هناك مهرجان يستطيع أن يكون جاذبة اكثر من مهرجان الجونة، فمصر مركز صناعة السينما العربية والرقابة مهما كانت صعبة لكن هناك تسهيلات ولا أتصور أنه سيكون متاح لمهرجان البحر الأحمر التصرف بالحرية التى نتمتع بها فى مصر ولذلك فالمهرجان سيبقى بنفس الجاذبية إلا إذا ذهبت 10 بالمائة من الأفلام لمهرجانات أخرى ولكن هناك بحر من الأفلام، وكل ما كان هناك مهرجانات أكثر كلما أصبح هناك جمهور جديد وشغف أكثر فرئيس مهرجان البحر الأحمر صديق لنا ونحن نساعد مهرجان البحر الأحمر وهو يساعدنا وهناك علاقة تكامل وحالة التنافس تدفعنا لنكون على مزيد من اليقظة وحب العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة