ستظل حرب أكتوبر المجيدة راسخة فى قلوب وعقول الشعب المصرى ، لكونها حرب غيرت من شكل المنطقة بأسرها ، بعدما تمكنت قواتنا المسلحة المصرية من هزيمة اسطورة الجيش الإسرائيلى الذى كان يزعم بأنه "الجيش الذى لا يقهر" عقب احتلاله عدة أراضى عربية فى حرب 5 يونيو 1967 ،وتمكن الجيش المصرى من استعادة سيناء الغالية عقب معركة الكرامة.
وبمناسبة مرور 46 عاماً على معركة اكتوبر المجيدة ، أجرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية حواراً مع رئيس قسم التحقيقات بشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى "أمان" العميد دارور شالوم، حيث أن هذا القسم مسئولاً عن جمع المعلومات عن الدول العربية وفلترتها وتقديم تقرير مفصل وتقيم عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بها .
"شالوم" اعترف صراحة فى الحوار بأن الجيش الإسرائيلى تلقى هزيمة مدوية لم يستطع الإفاقة منها حتى اليوم ، قائلا:"حرب أكتوبر كانت ولا زالت الجرح الذى لا يزال ينزف بالنسبة للإسرائيليين"، لما كان لها من عواقب على الإسرائيليين مدنيين وعسكريين .
شالوم
وأضاف" شالوم" : حرب يوم الغفران "حرب 6 أكتوبر"، تذكر المخابرات العسكرية الإسرائيلية دائما بالخطأ الكبير الذى ارتكب فى تلك الحرب، وعدم استخدام الذكاء فى التعامل مع المعلومات الواردة عن الجبهة المصرية، والتى أدت فى النهاية إلى نشوب حرب أكتوبر، وخسارة سيناء.
وأكد "شالوم" أن حرب أكتوبر دائمًا فى أذهان العسكريين والمدنيين الإسرائيليين، مشيراً إلى أن الجيل الذى حارب ضد الجيش المصرى لم يكن أقل ذكاءً من هذا الجيل، بل كانوا مخطئين فى التعامل مع المعلومات.
وتابع رئيس قسم التحقيقات بشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى ، إن أهم الدروس التى تعلمها الجيش الإسرائيلى من حرب أكتوبر 1973 هو أن تظل دائما متيقظاً غير مستهزأ بقدرات الخصم ، فبعد حرب 5 يونيو 1967 ، ظن الكثيرون فى الجيش الإسرائيلى أنها النهاية.
رجل الحرب والسلام الزعيم محمد أنور السادات
وأشار "شالوم" إلى أن الجيش المصرى حقق مفاجأة بكل المقايس على المستوى الاستخباراتى ، ويكفى القول أن تل أبيب لم تفهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات ولم يجروا أبحاثاً عن شخصية الرجل، ولم يفهموا استراتيجيته العسكرية والاقتصادية للرجل الذى يتمتع بخبرة عسكرية من العيار الثقيل.
على جانب آخر، كشفت هيئة الإذاعة والبث التلفزيونى الإسرائيلى، فى تقرير تلفزيونى عن حرب أكتوبر 1973، النقاب عن أن الأجهزة الأمنية فى إسرائيلى كانت فى حالة تخبط شديد قبل اندلاع الحرب بأيام قليلة.
معلومات الموساد حول نشوب حرب اكتوبر
وقالت القناة إن جهاز الموساد الذى كان يترأسه حينها "ايلى زعيرا" كانت لديه معلومات دقيقة تشير إلى أن الجيش المصرى سيشن هجوماً على القوات الإسرائيلية فى سيناء يوم 6 أكتوبر 1973 فى تمام الساعة السادسة من بعد العصر، وقد قوبلت هذه المعلومات بحالة من السلبية التامة لكونها تتعارض مع المفاهيم الأمنية فى ذلك الوقت.
فى المقابل قدمت شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى "أمان" تقريراً مفصلاً عن وضع الجيش المصرى أكدت فيه لم تكن توجد أى تحذيرات تتعلق بنشوب حرب.
وأشارت القناة إلى أن هذا التخبط فى تحديد موعد الحرب كان السبب الرئيسى للهزيمة التى منيت بها القوات الإسرائيلية فى حرب أكتوبر عام 1973 .