أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من الشمال السورى ردود فعل واسعة، خاصة فى ظل استغلال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تلك الخطوة للتوغل فى الأراضى السورية وارتكاب جرائم جديدة تحت ستار ملاحقة الأكراد الذين يعتبرهم كياناً إرهابياً.
وفى تقرير لها اليوم، قالت شبكة سى إن إن الأمريكية إن ترامب كان ينتظر الظرف المناسب ليقدم على الانسحاب من سوريا، لقناعتها بأنها "مجرد رمال تأتى بالموت لرجاله"، وسبق أن أعلن مراراً أنه ما كان ليفوز إلا بأصوات المرحبين بوعود سحب الجيش الأمريكى من الحروب التى لا معنى لها.
واعتبرت الشبكة الأمريكية قرار ترامب بمثابة الثغرة التى يمكن أن تسمح بعودة وشيكة لتنظيم داعش الإرهابى من جهة، إلا أنها ستمكن الجيش السورى والرئيس بشار الأسد من استعادة دير الزور التى كانت خاضعة لسيطرة الأكراد من جهة أخرى، ما يحقق مكاسب للروس فى الوقت نفسه.
وتابعت سى إن إن فى تقريرها: "سرعة انسحاب ترامب من شمال سوريا، من المتوقع أن تقضي على أهدافه المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، فالانسحاب المفاجئ يمنح داعش فرصة لإعادة نشر قواته، حيث لم يبقى أمامهم غير القوات الكردية التى مضطرة حالياً لمواجهة التوغل التركى فى آن واحد".
وأعلن ترامب الاثنين الماضى القضاء على معظم قيادات تنظيم الخلافة الداعشى ناسبا الفضل لنفسه، فى الوقت الذى اتجهت فيه القوات السورية الكردية إلى الشمال لمواجهة الجيش التركى مما سيفتح المجال لداعش الارهابي لاستعادة قوته في المنطقة.
واعتبرت "سى إن إن" تجاوب ترامب السريع مع نظيره أردوغان، يخدم داعش ويصيب المنطقة الحدودية بقدر عالى من الارتباك .
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن القوات الكردية تحاول فى الوقت الحالى حماية معسكر "الحول" حيث يتواجد عدد من أعضاء التنظيم الداعشي بالإضافة لمحاولاتهم المستمرة في احتواء عشرات آلالاف من الناجين من التنظيم الإرهابى إلى جانب جهودهم لحماية منازلهم وعائلاتهم.
وتابعت الشبكة الأمريكية: "يعتبر قرار ترامب بمثابة هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولنظام بشار الأسد في سوريا، فقبل انضمام امريكا إلى التحالف ضد داعش كان أكراد سوريا على اتصال دائم بالمسئولين في دمشق وقد لاحظ الجيش الأمريكي انتشار خفيف للدوريات روسية تختبر الأجواء في المنطقة".
وبحسب ما جاء في التقرير فقد سعى النظام السوري منذ فترة طويله لاستعادة "دير الزور" المعقل السابق لداعش في شمال سوريا من سيطرة القوات الكردية، ومع مغادرة الجيش الأمريكي واختفاء الغطاء الجوي الذي كان متوافرا سيترك الخيار لدمشق وموسكو أن يتوصلوا لاتفاق سياسي مع القوات الكردية لمواجهة التوغل التركى.
وعن مستقبل تركيا بعد استغلالها للانسحاب الأمريكى، قالت التقرير إن قرار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان غير مدروس، وستكون له عواقب وخيمة وأن القوات التركية ستجد نفسها فى نهاية المطاف أسيرة لمليشيات إيرانية وقوات الجيش السورى وبعض المرتزقة الروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة