حالة من الغضب وردود الفعل الواسعة آثارها العدوان التركى على الشمال السورى، فى أعقاب الانسحاب الأمريكى من الأراضى السورية، حيث أجمع خبراء ومراقبون على أن تلك الخطوة ستكبد الجيش التركى خسائر فادحة من جهة، وتفتح الباب أمام تنظيم داعش لإعادة ترتيب صفوفه مرة أخرى بعدما انحسر تواجده خلال السنوات القليلة الماضية بفضل جهود القوات المسلحة السورية.
ورغم تحذيرات ترامب للجانب التركى من "ارتكاب أى أخطاء"، إلا أن جوزيف بوريل المرشح لمنصب الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، اتهم الرئيس الأمريكى بمنح نظيره التركى "ضوء أخضر" للقيام بهذا العدوان.
وقال "بوريل" إن قرار إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالسماح بتدخل تركى عسكرى فى شمال شرقى سوريا خطير، ويدفع بالمنطقة نحو المزيد من الاضطرابات، بحسب ما نشرته وكالة "نوفا" الإيطالية اليوم الثلاثاء.
وتابع "بوريل": "يجب على الاتحاد الأوروبى فرض نفسه بقوة والقول بوضوح أنه لن يتم حل المشاكل القائمة بمبادرة عسكرية تركية فى شمال سوريا"، مضيفا: "رأينا هذا الصباح ما حدث والوضع خطير للغاية، والولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للتدخل التركى الذى يشكل تهديدا لسلامة البلاد، وعلى أوروبا أن تواجه هذه المشكلة بجدية".
وفى الوقت الذى أكدت فيه كلاً من روسيا وإيران رفضهما التام للعدوان التركى على شمال سوريا، حذرت شبكة سى إن إن الأمريكية فى تقرير لها الثلاثاء من أن تلك العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش التركى ستمنح داعش فرصة لإعادة ترتيب الصفوف.
واعتبرت الشبكة الأمريكية قرار ترامب بمثابة الثغرة التى يمكن أن تسمح بعودة وشيكة لتنظيم داعش الإرهابى من جهة، إلا أنها ستمكن الجيش السورى والرئيس بشار الأسد من استعادة دير الزور التى كانت خاضعة لسيطرة الأكراد من جهة أخرى، ما يحقق مكاسب للروس فى الوقت نفسه.
وتابعت سى إن إن فى تقريرها: "سرعة انسحاب ترامب من شمال سوريا، من المتوقع أن تقضى على أهدافه المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، فالانسحاب المفاجئ يمنح داعش فرصة لإعادة نشر قواته، حيث لم يبق أمامهم غير القوات الكردية التى مضطرة حاليا لمواجهة التوغل التركى فى آن واحد".
وأعلن ترامب الاثنين الماضى القضاء على معظم قيادات تنظيم الخلافة الداعشى ناسبا الفضل لنفسه، فى الوقت الذى اتجهت فيه القوات السورية الكردية إلى الشمال لمواجهة الجيش التركى، مما سيفتح المجال لداعش الإرهابى لاستعادة قوته فى المنطقة.
واعتبرت "سى إن إن" تجاوب ترامب السريع مع نظيره أردوغان، يخدم داعش ويصيب المنطقة الحدودية بقدر عالى من الارتباك .
وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن القوات الكردية تحاول فى الوقت الحالى حماية معسكر "الحول" حيث يتواجد عدد من اعضاء التنظيم الداعشى، بالإضافة لمحاولاتهم المستمرة فى احتواء عشرات آلالاف من الناجين من التنظيم الإرهابى إلى جانب جهودهم لحماية منازلهم وعائلاتهم.
وتابعت: "يعتبر قرار ترامب بمثابة هدية للرئيس الروسى فلاديمير بوتين ولنظام بشار الأسد فى سوريا، فقبل انضمام امريكا إلى التحالف ضد داعش كان أكراد سوريا على اتصال دائم بالمسئولين فى دمشق وقد لاحظ الجيش الأمريكى انتشار خفيف للدوريات روسية تختبر الأجواء فى المنطقة".
وعن مستقبل تركيا بعد استغلالها للانسحاب الأمريكى، قالت التقرير، إن قرار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان غير مدروس، وستكون له عواقب وخيمة وأن القوات التركية ستجد نفسها فى نهاية المطاف أسيرة لمليشيات إيرانية وقوات الجيش السورى وبعض المرتزقة الروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة