كانت همزة الوصل بين منظمة سيناء العربية من المناضلين والقيادة فى القاهرة
حصلت على أوسمة ونوط الامتياز تقديرا لدورها الوطنى
توفت فى عام 2014 ولها من الأبناء 4 توفى منهم أثنين والثالث مريض والرابعة سيدة
زوج ابنة المناضلة السيناوية فرحانة: كانت تملك قلب اسد وتوفت وهى تحلم بحج بيت الله الحرام
نجح فيلم الممر فى رصد بطولات المصريين خلال الاحتلال الاسرائيلى لسيناء فى فترة ما قبل حرب 6 أكتوبر 1973 ، بشكل عام ، لكن بشكل خاص ، نجح الفيلم فى اظهار وكشف بطولات قبائل سيناء عامة ووطنيتهم وانتماءهم لمصر وللجيش المصرى ، ومن هؤلاء سلط الضوء على دور السيدات السيناويات اللاتى قدمن تضحيات وبطولات ضد الإحتلال الإسرائيلى.
ومع نجاح الفنانة الشابة أسماء أبو اليزيد فى دور فرحانة فى فيلم الممر، والذى يعكس دور السيناويات وتضحياتهم خلال فترة الإحتلال الإسرائيلى لسيناء ، يعكس حجم التضحيات الحقيقية والبطولات التى قدمتها السيدة السيناوية ومنهم القصة الحقيقية للمناضلة السيناوية فرحانة حسين سلامة الهشة ، التى لعبت دورا هاما ومحوريا فى مواجهة الإحتلال الإسرائيلى .
حسونة أبو خبيصة، زوج نجلة المناضلة السيناوية فرحانة حسين سلامة الهشة يكشف لليوم السابع جوانب من دور كان شاهد عليه لنضالها ضد الاحتلال الاسرائيلى، وهو النضال الذى برزت فى اداءة السيدات من قبائل بدو سيناء وبرز بشكل واضح فى فيلم "الممر".
وقال الستينى "حسونة" والذى كان يعمل موظفا سابق بمجلس مدينة الشيخ زويد، انه زوج ابنة البطلة فرحانة وكان فى فترة صباه مرافق لها عندما كان فى سن الرابعة عشر من عمره، حيث كان مساعدا لها فى نشاطها التجارى، وكانت تأتمنه على جانب من أسرارها حيث تتخذ التجارة واجهة لدورها البطولى وكان نشاطها وقت الاحتلال الإسرائيلي لسيناء انها تنسق عن طريق الصليب الاحمر فى التنقل بين سيناء الواقعة تحت الاحتلال و تعبر قناة السويس لنشاط التجارة فى مجال جلب بضائع خردوات وأقمشة وملابس من القاهرة لسيناء وفى الحقيقة هى فى طيات هذه البضائع تنقل مايصل للمناضلين .
واشار حسونة ان المناضلة فرحانة من قبيلة الرياشات وتوفت فى عام 2014 عن عمر يقترب من التسعين، ولها 4 ابناء بينهم 2 متوفين وهم سليمان وشوقى، وابن اخر وهو تركى يعانى حاليا ظروف صحية، وابنه وحيدة وهى عايدة زوجته.
وقال أن زوجها الراحل سليمان ابورياش كان يعمل فى مجال التجارة فى سيناء، مؤكدا أنها كانت شخصية قوية وصارمة وحازمة تحمل قلب أسد وأثناء فترة احتلال سيناء تم تكوين خلايا نضالية من أبناء سيناء ضد الاحتلال الإسرائيلى واطلق عليهم اسم "منظمة سيناء العربية" تم ترشيحها من الشيخ محمد حمدان الهشة، لتقوم بدور همزة الوصل بين هذه المجموعات والقيادة فى القاهرة.
أضاف أنها تم تدريبها اثناء وصولها للقاهرة تحت ساتر التجارة لتقوم بهذه المهمات ونجحت فى ذلك وبقوة عزيمة أدت هذا الدور وكانت ام وتاجرة تنقل البضائع للتجار فى سيناء نهارا وفى مواقع اخرى تلتقى افراد خلايا المقاومة بواسطة وسطاء يستلمون منها الرسائل والمرسل لهم من القيادة ويسلمونها مايريدون ارساله من رسائل مشفرة.
وأشار أن دورها كان مهم وهناك كثير من وقائع لايعلمونها ومنها كيف كانت تتحرك لتصل لمناطق صحراوية ولكنه كان يرى كيف بمهارة تجتاز الحواجز الخاصة بالتفتيش وهى تحمل ماهو كفيل ان يهلكها لو ضبطت به.
أضاف أنها بعد زوال الاحتلال كرمت بالحصول على أوسمة ونوط الامتياز، وكانت دائما تقول انها تركت إرث من تاريخ عندما يكشف يسمح بنشره سيشرف كل سيدات وعموم اهل سيناء.
وأشار زوج إبنة البطلة السيناوية إنه سبق وتناولت كثير من وسائل الإعلام جانب من دورها ولكن يبقى الكثير لم يكشف عنه كما إنها كانت حريصة كل الحرص على بقاء هيبتها والحفاظ على تقاليدها البدوى وكانت ترتدى ملابسها التقليدية وتغطى وجهها باللثام ، وكان زوجها من ابناء قبيلتها.
وأشار أنها توفت وهى تحلم بحجة بيت الله الحرام والآن يبقى الامل ان يرزق احد من ذويها بفرصة اداء الحجة عنها، اضافة لتخليد اسمها وذكرة بالتوثيق على المدارس والشوارع.
وقال زوج نجل المناضلة السيناوية أنه تزوجت من أبناء قبائل سيناء وأنها لم تكن كاشفة الوجه.
وكان أهالى قرية أبو طويلة بالشيخ زويد فى شمال سيناء شيعوا فى 11 اغسطس 2014 جثمان المجاهدة السيناوية "فرحانة الرياشية" إلى مثواها الأخير، بعد أن وافتها المنيه عن عمر يناهز 73 عاما .
وتعد فرحانه من ضمن عدد من السيدات البدويات اللاتى شاركن فى تنفيذ عمليات ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى أثناء فترة احتلال سيناء، وكانت مكلفة ضمن خلايا منظمة سيناء العربية بتنفيذ عمليات ونقل المعلومات والتواصل بين القيادة المسئولة وأعضاء الخلية .
وعقب زوال الاحتلال الإسرائيلى عن سيناء كرمها ضمن المجاهدين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومنحها وسام نجمة سيناء .
وعاشت المجاهدة السيناوية فى كنف أسرتها من قبيلة الرياشات بالشيخ زويد، وكانت تحلم أن تحج بيت الله الحرام، ولكنها لم تحقق هذا الحلم رغم وعود المسئولين إليها.
وفى تصريح له قال الشيخ عبد الله جهامة رئيس جمعية المجاهدين بسيناء ان المجاهدة فرحانة الرياشية قامت بادوار بطولية ، لدعم القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر من عام 73، حيث كانت تقوم برعي الأغنام بالقرب من المعسكرات ومستودعات الذخيرة التابعة للجيش الإسرائيلي وتقوم برصدها ورصد تحركات القوات الجيش الإسرائيلى.
وأشار جهامة إلى أن المعلومات التى كانت تجمعها المجاهدة فرحانة يتم نقلها للقيادات العسكرية التي تقوم بالتوجيه بقصف مخازن السلاح ومقرات القوات الإسرائيلية بناء على تلك المعلومات.
وتقديرا لجهودها فقد كرمها الرئيس الراحل أنور السادات ومنحها وسام نجمة سيناء، كما حصلت على عضوية المجاهدين بسيناء، ورحلت بعد مسيرة من العطاء الوطنى الصادق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة