"أنت مش محتاج تروح ايسلندا أو كندا عشان تعد النجوم".. لأن مصر فيها مناطق فريدة لرصد النجوم ومشاهدة عدد من الظواهر الطبيعية بالعين المجردة، بدأت تكتسب شهرة فى السنوات الآخيرة بين فئات ليست بالقليلة حول العالم، والتى تبحث عن أنماط سياحية غير مألوفة.
فسياحة تتبع النجوم والظواهر الطبيعية تمنحك إجازة للاسترخاء وسط نقاء الصحراء وإضاءات النجوم الخافتة، حيث مراقبة السماء ليلًا، وتعقب أجرامها، ومراقبة نجومها وكواكبها، بل وحتى النيازك العابرة، والشهب المتساقطة.
ومصر حباها الله بتميز فريد فى هذا النمط السياحى الذى لازال بكرا، حيث بها أماكن مختلفة فى صحاريها تمكنك من رؤية مجرة "درب التبانة" التى ينتمى لها كوكب الأرض، ومراقبة حركة النجوم والكواكب وسط الصحراء والطبيعة والحياة البدوية والشاى على الفحم، بعضها فى سيناء والآخر فى الصحراء الغربية، فى حين أقربها يستغرق من العاصمة مسافة ساعة ونصف حيث الفيوم من أهم المناطق.
وفى الصحراء الغربية أمامك خياران كلاهما يوفر لك رحلة لن تنساها، ففى واحة سيوة بعيدة عن صخب المدينة، تجد موقعا مميزا لازال يحافظ على تراثة القبلى ولغته السيوية، وفي سيوة يمكنك الاستمتاع بالنجوم على مزاجك الخاص، فقد تفضل تسلق الجبال، أو التخييم فى الصحراء، أو متابعة النجوم ليلا وأنت جالس تحت أشجار النخيل وأمام بحيرات الملح الشهيرة.
أما الصحراء البيضا والتى تبعد 45 كيلومترا من العاصمة إلى الشمال من واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، فهناك تجد أحد الظواهر الطبيعية التى ليس لها مثيل فى العالم، لما تحتويه من تشكيلات صخرية فريدة تتميز بلونها الأبيض الناصع، والتى تكونت نتيجة لعاصفة رملية عرضية فى المنطقة.
ويعتبر هذا الموقع مثالى لرحلات "الكامبينج". فتكوينات الصحراء الفريدة مع خلفية السماء ومشهد النجوم الليلى يتداخلون سويا فى صورة تضاهى الخيال، وهى ميزة إضافية لعشاق التصوير، وتختارها عادة الهيئة المصرية لعلوم الفلك لرصد النجوم.
أما سيناء فأينما ذهبت ستجد مكانا مناسبا لمشاهدة النجوم ليلا، ومن أفضل الأماكن نويبع وطابا ودهب وسانت كاترين، هناك ستجد الهواء النقى وصفاء الجو، ويمكنك فى تلك المناطق التمتع بالتخييم أمام البحر وجبال سيناء، كما يمكنك التمتع برياضة تلسق الجبال فى سانت كاترين والاستمتاع برؤية أحد أبدع المناظر الخلابة فى الطبيعة.
أما إذا كنت لا تمتلك وقتا للسفر، فخارج العاصمة بمسافة قصية قد تقطعها فى ساعة ونصف، يمكنك أن تقوم بالتخييم فى صحراء الفيوم، كنز السياحة المنسى، حيث توفر لك مسرحا جديدا على أرض مصر لمشاهدة الأجرام السماوية والنجوم فى منظر خلاب يطل على البحيرة السحرية الرائعة فى وسط الصحراء.
فبعيدا عن أن الوادى هو محمية طبيعية، وعثر به على 10 هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش فى تلك المنطقة قبل نحو 40 مليون سنة، حيث كانت جزءا من محيط كبير يشمل شمال إفريقيا، فهو أفضل مكان يتيح لك متابعة حركة النجوم والشهب بالعين المجردة، ورصد الأجرام السماوية المشهورة مثل كوكب الزهرة و وزحل بحلقاته الملونة و الكوكب الاحمر المريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة