- والدها كان يعمل بقسم شرطة العرب ببورسعيد وساعدها فى الانضمام لمعسكر الحرس الوطنى لتلقى التدريب قبل الانضمام لصفوف الفدائيين
-ساعدت والدها فى إخفاء مستندات مهمة تخص قسم الشرطة حتى لا يتمكن الإنجليز من الوصول إليها
"زينب الكفراوى".. اسم يأتى بأعلى قائمة المقاومة ضد العدوان الثلاثى على مصر، حيث سُجّلت في قوائم الفدائيين كأول سيدة تنضم إلى المقاومة الشعبية.
وتعتبر "الكفراوى" أيقونة المقاومة الشعبية النسائية ببورسعيد عام 1956، وتمتلك تاريخًا مشرفًا فى سجلات الفدائيين بمنطقة القناة بشكل عام، وبمحافظة بورسعيد بشكل خاص.
ولم تهب الفدائية البورسعيدية أصوات الرصاص ودوى الانفجارات، التى كانت تدوى فى سماء المحافظة، ولم تستجب لصافرات الإنذار المحذرة من الغارات التى يشنها العدوان الثلاثى، بل اجتازت الصعوبات حتى تستطيع إيصال الأسلحة للفدائيين ليواصلوا مقاومتهم، ووزعت المنشورات وجمعت التبرعات لتسليح الجيش.
وفى الغرفة 413، بمستشفى الزهور المركزى بمحافظة بورسعيد، تجلس الفدائية زينب الكفراوى، تتلقى العلاج، بعد أن خاضت رحلة علاج فى وقت سابق بالمستشفى العسكرى ببورسعيد، ومستشفى قناة السويس التخصصى، واختصت الفدائية البورسعيدية "اليوم السابع"، بحوار خاص وفتحت قلبها وتذكرت تفاصيل ما دار فى حرب العدوان الثلاثى، على الرغم مرضها وعمرها الذى تجاوز الـ78 عامًا، إلا أنها تتذكر ما دار من أحداث بدقة وتفاصيل عالية.
وقالت "الكفراوى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنها بدأت مشوارها فى النضال وهى فى الـ15 من عمرها، قبل العدوان الإنجليزى الفرنسى، فى العام 1954، حيث كانت تحصل على التدريب العسكرى فى معسكر الحرس العسكرى ببورسعيد، وعقب الانتهاء من تدريبها تتوجه إلى معهدها الدراسى، حيث كانت تدرس بمعهد للمعلمات ببورسعيد، وشاركت فى حملة لجمع التبرعات من المواطنين، لتسليح الجيش المصرى، لحماية الوطن من الاحتلال، تحت شعار "سلح جيش أوطانك واتبرع لسلاحه علشانى وعلشانك".
وأضافت "الكفراوى"، أن لوالدها الدور الأكبر فى نشأتها، وسعيها للعمل ضمن كتائب الفدائيين، حيث كان يعمل بقسم شرطة العرب ببورسعيد، وساعدها كثيرًا فى الانضمام لمعسكر الحرس الوطنى، لتلقى التدريب اللازم، قبل الانضمام لصفوف الفدائيين، لمشاركتهم عملياتهم الفدائية، كما ساعدت والدها فى إخفاء مستندات هامة تخص قسم الشرطة، حتى لا يتمكن الإنجليز من الوصول إليها، مشيرة إلى أنها تدربت على حمل السلاح قبل الحرب والعدوان، هى وزملائها الطالبات في مدرسة المعلمين، حيث كانت من الحرس الوطني في معهد المعلمات في مدينة بورسعيد، لذلك تم تدريبهن على السلاح.
وأكدت الفدائية البورسعيدية، "عندما بدأت الحرب، فوجئنا بالطيران يضرب بورسعيد بدون مقدمات ولم نكن نعلم ماذا يحدث"، مشيرة إلى أن شعب بورسعيد عانى كثيرًا أثناء الحصار الذى فرضه العدوان الثلاثى، وعانى المواطنون من عدم وجود طعام فى المحافظة، وتم فتح الجمرك للمواطنين وتم توزيع شكائر الدقيق، والبطاطس، والفول المدشوش على سكان المدنية من أجل المعيشة، مضيفة: "كنا محاصرين ولكننا لم نخف، وجاهدنا وحاربنا العدو دون ملل أو خوف".
وأشارت "الكفراوى" إلى أنها شاركت فى عدد من البطولات بمواجهة العدوان الثلاثى والاحتلال البريطانى الفرنسى للمدينة الباسلة، أبرزها المساعدة فى إخفاء الضابط البريطانى "مير هاوس"، ابن عمة ملكة بريطانيا، حيث لعبت دورًا هامًا فى عملية إخفائه، وساعدت الفدائيين، ومجموعة الفدائى الراحل "محمد حمد الله"، والذى كان قائدًا للمجموعة التى اختطفت الضابط الإنجليزى، وهى العملية التى كانت من أكبر العمليات التى نفذها الفدائيون "حسب وصفها".
وأوضحت "الكفراوى"، أنها شاركت كثيرًا فى أعمال المقاومة ضد الاحتلال، وتعرضت حياتها للخطر أكثر من مرة، وأنها بدأ نضالها بتوزيع المنشورات، لحث المواطنين على مقاومة الاحتلال بشتى الطرق الممكنة.
.وتروى "الكفراوى" أنها ذات مرة طالبها الفدائيون بإحضار بعض الأسلحة والقنابل من مخبأ سرى بعزبة النحاس، ولكن لصعوبة وصولهم للمخزن، حيث كان جنود الاحتلال يتمركزون بالقرب منه، بالإضافة لقيامهم بدوريات متحركة بالمنطقة باستمرار، إلا أنها قررت القيام بالمهمة، وأحضرت 10 قنابل، و4 رشاشات، وأخفتهم باستخدام عربة للأطفال، ومرتبة للطفل، وطفل رضيع "ابن اختها"، وأثناء توجهها للفدائيين، اعترضتها دورية بريطانية، إلا أن تماسكها وعدم رهبتها للدورية، كللت مهمتها بالنجاح، حتى قامت بتسليم الأسلحة للفدائيين.
وقالت "الكفراوى"، إن الاحتلال الإنجليزى استخدم النابالم الحارق ضد أبناء بورسعيد، واستخدم أساليب كثيرة فى الظلم والعدوان، وهو ما كان مُحفزًا للفدائيين وللشعب البورسعيدى، للتكاتف حتى تم القضاء على الاحتلال وجلاؤه وتحرير البلاد.
وتابعت الفدائية البورسعيدية "زينب الكفراوى"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كرمها على هامش فعاليات مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، والذى عُقد بمشاركة 1200 شاب وفتاة، من أبناء محافظات القناة وسيناء، وقبل الرئيس رأسها، تقديرًا لدورها الكبير فى مقاومة الاحتلال.
وأضافت الفدائية "زينب الكفراوى"، أن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، لم يتأخر فى علاجها أو متابعة حالتها الصحية على الإطلاق، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرة إلى أن محافظة بورسعيد تحملت تكاليف علاجها لفترة طويلة داخل مستشفيات المحافظة، كذلك أثناء علاجها بمستشفى قناة السويس التخصصى، كما قام محافظ بورسعيد بمنحها رحلة حج من قبل، مقدمة الشكر للقيادات السياسية على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومحافظ بورسعيد الذين اهتموا بحالتها الصحية.
وأكدت "الكفراوي"، "زى ما ربنا أكرمنا بالنصر فى 56، أكرمنا أيضَا بالرئيس السيسى، الذى لم يطلب الحكم ولكن منحه الله له، ليقود مصر إلى الاستقرار والنهضة، والحمد لله مصر تبدل حالها وأصبحت فى ازدهار وبها اقتصاد قوى، وبورسعيد أصبحت خالية من العشوائيات، وتضم أكبر المشروعات القومية".