تم التنقيب عنها في مدينة أور، التي تقع في العراق اليوم "موقع سومري من أوائل المدن التي استوطنها البشر" في أوائل القرن الـ 20 على يد عالم الآثار البريطاني السير ليونارد وولي.
واكتشف العلماء في منزل واحد في أور ، عدد من الألواح المسمارية المنقوشة، وخطابات شكاوى بسبب سوء الخدمة موجهة جميعها ضد إيانصير، الذي كان عضواً في نقابة التجار التي تتخذ من دلمون مقراً لها، وهي موقع أثري آخر في البحرين.
موقع دلمون ، الجغرافي، جعلها مقصداً ممتازاً لرجال الأعمال، مثل إيانصير ممن يفضلون الانخراط في أنشطة الاستيراد والتصدير.
واستناداً إلى أكثر من 10 ألواح منتشرة في المكان، اكتشف علماء الآثار أن إيانصير، كان تاجراً كبيراً يبيع سبائك النحاس، وفي بعض الأحيان المنسوجات والمواد الغذائية.
ونشر موقع فوربس، أنه في بداية حياته المهنية، كان إيانصير يشتري سبائك النحاس من دلمون، ويبيعها للقصر في أور في بلاد الرافدين، ولكن لاحقاً بدأ يقضي المزيد من الوقت في دلمون، الأمر الذي تسبب بأن يكتب له دائنوه رسائل عصبية يسألون فيها عن بضائعهم وأموالهم .
أرسل رجل يدعى أربيتورام رسالة إلى إيانصير يقول: "لقد سلمتَ النحاس لـ نانا، لماذا لم تبعني أنا النحاس؟ إذا لم تعطِني، فسوف أذكرك بتعهداتك".
لكن أكثر زبائن إيانصير، حنقاً، كان رجلاً يدعى "ناني" الذي تعد رسالته أول شكوى موثقة في التاريخ على لوح قديم من العصر البابلي بسبب سوء الخدمة، يشتكي فيها ناني من "صنف النحاس الخاطئ الذي وصل إليه والتضليل والتأخير في تسليم شحنة أخرى".
حروف رسالة الشكوى ، مكتوبة باللغة الأكدية في الكتابة المسمارية، بارتفاع يبلغ 11.6 سنتيمتر وسماكة 2.6 سنتيمتر.
ترجمها ليو أوبنهايم في كتابه "رسائل من بلاد ما بين النهرين"، حيث عبر ناني عن حنقه وغضبه الكبير من سوء المعاملة، التي لقيها رسوله ورغبته في استعادة أمواله.
يقول ناني: "عندما قدمت عندي قلت الكلام التالي: سأعطي جميل سين (رسول ناني) سبائك نحاس ذات جودة عالية. لكنك ذهبت بعدها من دون أن تفي بما وعدتني به، السبائك لم تكن جيدة وقلت لرسولي جميل سين إذا أردتهم خذهم وإذا كنت لا تريد أخذهم فاذهب بعيداً".
وتابع "لماذا عاملت شخصاً مثلي بهذا الاحتقار؟"، مضيفاً أنه يرغب في استعادة أمواله وسيرفض مزيداً من النحاس من شخص وقح "من الآن فصاعداً سأختار بنفسي السبائك وسأمارس ضدك حقي في الرفض بسبب معاملتك لي باحتقار".
كان النحاس دون المستوى المطلوب وتم رفضه. بالتالي، نقش ناني الرسالة بالكتابة المسمارية لإرسالها إلى إيانصير واحتج على سوء المعاملة التي تعرض لها خادمه الذي أُرسل لإتمام الصفقة، وأعلن أنه لم يقبل الشحنة، حتى وقت كتابة تلك الرسالة، رغم دفعه لثمنها.
استحوذ المتحف البريطاني على اللوح بعد عمليات النهب التي تعرض لها المتحف الوطني في بغداد عام 2003.
وكانت إسرائيل قامت السنوات الماضية بتهريب نسخة نادرة جدا من التوراة القديمة من العراق والنسخة تم كتابتها فى القرن الـ18، قبل الميلاد أي أنها تقريبا من عمر الشكاوى التى تم العثور عليها .
النسخة النادرة موجودة حاليا فى معرض مركز أحفاد يهود بابل وتم تهريبها من العراق بمساعدات شخصيات عراقية، بجانب تهريب قطع أثرية نادرة من العراق إلى عدة دول منها إسرائيل تعود للعهد البابلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة