تواصل زخم الاحتجاجات الشعبية في العراق، يومها الـ 19 على التوالي فى عددا من المحافظات، وفى وسط العاصمة بغداد أطلقت القوات الامنية اليوم الثلاثاء، القنابل المسيلة للدموع في ساحة الخلاني، وسط كر وفر من قبل المتظاهرين، الذين ينادون بتوفير فرص العمل ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، فضلا عن مساعيهم لتغيير الحكومة وتعديل الدستور.
وقال مصدر امني، لقناة السومرية نيوز العراقية، إن قوات مكافحة الشغب اطلقت، صباح اليوم، القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وابعادهم عن ساحة الخلاني وسط بغداد، مشيراً الى أن القنابل الدخانية تطلق بشكل متقطع.
وأضاف المصدر، أن متظاهرين يتحصنون وراء الكتل الخرسانية التي وضعتها القوات الامنية للفصل بين ساحتي الخلاني والتحرير، مشيرا الى أن إطلاق القنابل الدخانية يهدف الى تفرقة المتظاهرين وارجاعهم الى ساحة التحرير.
وأفاد مصدر امني في وقت سابق لـ السومرية نيوز، ان "الموقف ضمن ساحة الخلاني وسط بغداد هو تجمع عدد من المتظاهرين خلف الكتل الخرسانية مع رمي متقطع للقنابل المسيلة للدموع، اسفرت عن اختناق 15 حالة تمت المعالجة الفورية، مبينا انه لا توجد اي حالات خطرة.
وقامت قوات الأمن بوضع كتل خرسانية اضافية في ساحة الخلاني وسط بغداد، وقال المصدر، لـ السومرية نيوز، إن القوات الامنية وضعت كتلا اضافية اعلى من الكتل الموجودة ضمن ساحة الخلاني، وسط بغداد".
وفى محافظة ميسان، اقتحم عدد من المتظاهرين، جامعة ميسان وسط المحافظة، وبحسب ما اكده مصدر محلي في المحافظة لـ السومرية نيوز، ان "عددا من المتظاهرين اقتحموا اليوم جامعة ميسان وتظاهروا في داخلها من اجل اغلاقها". واضاف المصدر ان "المتظاهرين رفعوا لافتة كتب عليها العصيان وتنظيم اعتصام طلابي".
وقامت السلطات العراقية، بتشديد الاجراءات الامنية حول سجن الحوت في الناصرية وتعزيز القوات المكلفة بحمايته في محافظة ذي قار، وفقا للسومرية نيوز، وقالت أن هذا الاجراء جاء بالتزامن مع انتشار قوات الرد السريع في مدينة الناصرية اليوم، مشيرا الى ان اللواء الثاني بالرد السريع باشر بمهامه في مدينة الناصرية لتأمين حماية المتظاهرين لأجل أعادتهم لساحة الحبوبي، والسيطرة على التقاطعات والشوارع الرئيسية.
وكان شدد المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، خلال استقباله جينين هينيس بلاسخارت، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، على ضرورة إجراء إصلاحات حقيقية في مدة معقولة في البلاد، وجدد ضرورة الكف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين ووقف الاعتقال والاختطاف في صفوفهم ومحاسبة من قاموا بذلك خلافا للشرع والقانون.
وأكد، على رفض التدخل الأجنبي في الشأن العراقي واتخاذ البلد ساحة لتصفية الحساب بين بعض القوى الدولية والاقليمية.
وأمس، لجأت قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين للذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، بحسب تقرير لسكاي نيوز العربية، لكن الجيش العراقي نفى، أي تأثير قاتل للغاز المسيل للدموع الذي يُستخدم لتفريق المتظاهرين، وقال متحدث باسم الجيش، إن هذه النوعية من الغاز تستخدم في العديد من دول العالم.
ولم ينتج قرار رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدى، فى احتواء غضب الشارع فى العراق يوم السبت الماضى، بالإعلان عن تعديلات وزارية هامة فى الحكومة العراقية ووعود إصلاح النظام الانتخابى.
كما رفضت الرئاسات الثلاثة بالعراق، الرئيس العراقى برهم صالح، ورئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدى، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسى، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان الحلول الأمنية لفض التظاهرات السلمية، مشددين على المحاسبة الشديدة لأية مجابهة تعتمد العنف المفرط.
وطالبت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق قوات الأمن بضبط النفس وعدم استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وشددت البعثة الأممية ، على الحق فى التظاهر السلمى وفقا لنصوص الدستور، مطالبة فى الوقت ذاته بمساءلة كاملة للجناة وإنصاف الضحايا.
وأشارت البعثة إلى ضرورة عدم تدخل الأطراف الإقليمية والدولية فى شؤون العراق الداخلية، مؤكدة ضرورة حظر أى سلاح خارج إطار الدولة.
ويشهد العراق مظاهرات غاضبة منذ 25 من أكتوبر، ضد الأوضاع المعيشية، حيث يدعو المتظاهرون إلى محاسبة الفاسدين، واتسع نطاق التظاهرات للجنوب للمطالبة بتغيير شامل للنظام السياسي الطائفي الذي يتهمونه بالفساد، وبتوفير فرص العمل، وتقديم خدمات عامة فاعلة.
وتوعد الحكومة العراقية للمخربين بين لمتظاهرين بعقوبات صارمة ودعواتها للتظاهر السلمى للمطالبة بالحقوق المشروعة، وأسفرت الإحتجاجات عن مقتل أكثر من 300 شخص إضافة إلى 15 ألف مصاب، منذ بدايتها، بحسب تقرير المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان فى العراق.