القصة الكاملة لحادث مصرع راكب بقطار "الإسكندرية – القاهرة".. الضحية قفز من العربة هربًا من دفع 50 جنيهًا غرامة تدخين.. والنيابة تحقق فى الواقعة وتصرح بدفنه.. وأهالى قريته يشيعون جثمانه لمثواه الأخير بالغربية

شهدت محافظة الغربية حادثا مأساويا راح ضحيته شاب فى منتصف العقد الثالث من العمر ويدعى أحمد مبروك عبد الرحمن من قرية كفر الشيخ على مركز كفر الزيات الذى لقى مصرعه بعد قفزه من القطار رقم 14القادم من الإسكندرية للقاهرة أثناء تهدئة القطار قبل مسافة 200متر من رصيف محطة سكك حديد طنطا، هربا من دفع مبلغ مالى قدره 50 جنيها غرامة تدخين السجائر فى القطار، بعد أن ضبطه الكمسرى ومندوب شرطة أثناء وقوفه على باب القطار وهو يدخن سيجارة، فما كان من الكمسرى إلا أداء مهام عمله واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الضحية، والتي تتمثل إما فى تحرير محضر غرامة تدخين أو تسليمه لأقرب نقطة شرطة نقل ومواصلات، ورفض الشاب ذلك وفوجئ ركاب القطار بقفزه من القطار أثناء التهدئة وسقوطه على رأسه وإصابته بنزيف حاد بالمخ وكسر بقاع الجمجمة ونقله فى حالة حرجة لمستشفى المنشاوى بطنطا، إلا أنه توفى فور وصوله للمستشفى.

 

بداية الواقعة عندما استقل الشاب أحمد مبروك 26 سنة خريج معهد تمريض للقطار من محطة كفر الزيات صباح أمس الإثنين برفقه مجموعة من زملائه متجهين لمدينة طنطا بحثا عن وظيفة بأحد المستشفيات، فقام بالوقوف على باب القطار، وإشعال سيجارة وتدخينها لحين وصول القطار لمحطة طنطا، وما أن تصاعد دخان سيجارته المشتعلة، وانتشر الدخان فى القطار، فما كان من مندوب الشرطة الموجود فى الوردية الصباحية بالقطار إلا إبلاغ الكمسرى لتحرير غرامة تدخين السجائر بقيمة 50 جنيها، وما أن وصل الكمسرى للشاب طالبه بإبراز بطاقة تحقيق شخصيته للحصول على بياناته لتحرير محضر الغرامة، فحدثت مشادة كلامية بينهما فما كان من الكمسري إلا تهديده بتسليمه لنقطة شرطة النقل والمواصلات بطنطا، لاتخاذ الإجراء القانوني حياله.

وما أن قام سائق القطار بالتهدئة قبل دخول محطة قطارات طنطا وعلى بعد 200 متر تقريبا من الرصيف، قام الشاب بالقفز من القطار هربا من الكمسري حتى لا يتخذ أي إجراء قانوني حياله، فسقط على رأسه وحدث إصابته.

وفور وصول القطار للمحطة أسرع زملائه وعدد من ركاب القطار لمكان وقوعه على شريط السكة الحديد، وقاموا بنقله بمعرفتهم إلى مستشفى المنشاوى العام بطنطا، واستقبلت المستشفى الشاب فى حالة حرجة.

وجاء فى التقرير أنه بالكشف الظاهري على المذكور تبين وجود جرحين سطحين بفروة الرأس طول كل منهما 1سم وكدمة وتورم بالجانب الأيمن وجرح سطحى طوله حوالي نصف سم وبعرضه على أطباء قسم المخ والأعصاب والعناية العامة تبين أنه يعانى من غيبوبة عميقة مع اتساع بؤبؤ العين ووظائفه الحيوية غير مستقرة مع اشتباه كسر بالجمجمة ونزيف بالمخ وجروح قطعية وسحجات وكدمات متفرقة بالرأس والجسم وتم عمل الإسعافات الأولية اللازمة بقسم الإستقبال والطوارئ، وتم عمل دخول عناية مركزة باطنة طوارئ ووضعه على جهاز تنفس صناعى تحت العلاج والملاحظة ويستكمل التقرير عرض جراحة العظام، وبالكشف على المذكور تبين وجود تورم وزرقان بالكاهل الأيسر واليد اليسرى والجانب الأيمن للحوض ويحتاج لعمل أشعة عادية على هذه المناطق وإعادة العرض، وحاول أطباء المستشفى إنقاذه إلا أنه فارق الحياة بعد ساعات قليلة من دخوله للمستشفى.

من جانبه أكد الدكتور متولي أبو ريا مدير مستشفى المنشاوى بطنطا أن المستشفى استقبلت الشاب فى حالة حرجة وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين إصابته بنزيف حاد وكسر بقاع الجمجمة نتيجة اصطدامه بجسم صلب، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعى بالعناية المركزة، إلا أنه توفي متأثرا بإصاباته.

وتجمع العشرات من أقارب الشاب وأصدقائه وجيرانه أمام المستشفى وانخرطت والدته وشقيقتيه فى البكاء حزنا على فراقه.

وفتحت نيابة اول طنطا بمحافظة الغربية، برئاسة المستشار عبد العاطى صالح رئيس النيابة  تحقيقات موسعه فى الواقعة، واستمعت النيابة لأقوال الكمسرى ومندوب الشرطة وشهود العيان حول ظروف الواقعة وملابساتها وعما اذا كان المتوفى قد قفز من تلقاء نفسه أو قام أحد بدفعه من القطار.

وأعدت النيابة العامة مذكرة بشأن واقعة قفز الشاب المتوفى من القطار، وجاء فى مذكرة نيابة أول طنطا  وفقا لمحضر الاستدلالات المحرر بمعرفة المقدم احمد ماهر الضابط بقسم شرطة محطة سكك حديد طنطا، بورود افاده من ناظر محطة طنطا رقم 70 تفقيد بورود بلاغ لبرج طنطا بسقوط شخص يدعى أحمد مبروك عبد الرحمن باشا من القطار رقم 14 القادم من الإسكندرية إلى القاهرة وبانتقاله الى بلوك 4 قبل رصيف محطة طنطا بحوالى مائتى متر وتبين له نقل المصاب بمعرفة الأهالى إلى مستشفى المنشاوى العام بطنطا، وباشرت النيابة التحقيقات، وبالانتقال إلى المستشفى لسؤال المصاب  حول سبب وكيفيه حدوث إصابته تبين وفاته الى رحمه مولاه وبمناطرة الجثمان تبين وجود ضمادة عليها اثار دماء على رأس المتوفي الى رحمه مولاه وزرقة بالعين اليمنى وزرقه بالجانب الايمن من الجانب الايمن وتبين وجود آثار دماء من الفم.

وقررت النيابة العامة ندب الطبيب الشرعى للانتقال للمستشفى لمناظرة الجثمان واجراء الصفه التشريحية للجثمان لبيان سبب الوفاة وما بها من اصابات ووقت وتاريخ وكيفيه حدوثها والأداة المستخدمة وعما اذا كانت الوفاة جائزة الحدوث من مثل  التصوير الوارد بالأوراق( سقوط من قطار)، وعما اذا كانت هناك شبهه جنائية من عدمه، مع موافاة النيابة بتقرير  الطب الشرعى مفصل والتصريح بدفن الجثمان بمعرفة اهليته عقب انتهاء الطب الشرعى من تشريح الجثمان بمعرفة أهليته.

وشيعت قرية كفر الشيخ على التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، جثمان الشاب احمد مبروك عبد الرحمن بعد استلام جثته من مشرحة مستشفى المنشاوى بطنطا، حيث استلم أقارب وأصدقاء الشاب المتوفى للجثمان عقب انتهاء الطب الشرعي من تشريح الجثمان بناء على قرار النيابة العامة.

وقام المشيعون بأداء صلاة الجنازة عليه بمسجد القرية، وتم تشييعه لمثواه الأخير بمقابر عائلته.