اجراءات عزل ترامب دخلت فى مرحلة المناقشات الجدية ، وذلك بعد انطلاق الجلسة الساخنة التى يشهدها مجلس النواب للتحقيق فيما إذا كان الرئيس دونالد ترامب مارس ضغوطا لدفع أوكرانيا على التدخل فى الانتخابات الامريكية 2020.
كيف بدأ الإعداد لجلسة عزل ترامب ؟
بعد أشهر من الضغط على جزء كبير من معسكرها لإلقاء الضوء على إجراءات الإقالة، تقدمت نانسي بيلوسي قبل أسبوعين بطلب لفتح تحقيق لمساءلة ترامب بعد الكشف عن مطالبة الرئيس الأمريكي من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضغط على نجل خصمه الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية المقبلة، جو بايدن. ويزعم الديمقراطيون أن ترامب أرجأ المساعدات العسكرية وضغط على أوكرانيا للحصول على معلومات حول بايدن، وهو الأمر الذي ينفيه ترامب.
ما هى اجراءات عزل ترامب ؟
قالت بيلوسي حينها إن لجان الكونجرس الست التي تحقق حاليا في مخالفات محتملة من جانب ترامب ستواصل القيام بذلك، وبناء على النتائج التي سيتم التوصل إليها، يمكن للجنة القضائية صياغة واعتماد مواد المساءلة ضد الرئيس، والتي ستقدم أمام مجلس النواب للتصويت. في حال اعتمادها، سيُجري مجلس الشيوخ محاكمة في هذا الشأن، والأمر يتطلب أغلبية الثلثين لإدانة الرئيس وعزله. وعملية عزل ترامب من منصبه ستتطلب انشقاق حوالي 20 نائبا من من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.
وماذا بعد؟
يبدو أن الكثير من المعلومات الإضافية حول قضية أوكرانيا بدأت تتسرب، فقد أعلنت لجنة المخابرات بمجلس النواب أن هناك من يرغب في الإدلاء بشهادته، وقد يقوم بذلك في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وهذا يعني أن الجميع سيكون على دراية بتفاصيل الادعاءات ضد ترامب واكتشاف الأدلة التي تدينه.
في تصويت نادر بالإجماع، وافق مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء على قرار يدعو البيت الأبيض إلى تسليم تقرير المبلغين عن المخالفات. وغرّد ترامب على صفحته بأنه سيصدر نصا الأربعاء من مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الرغم من الوعود السابقة لمحامي ترامب بأنه لن يتم الكشف عن هذا النص.
لماذا تبقى إمكانية عزل ترامب واردة؟
هذا السؤال في غاية الأهمية، فالرئيس دونالد ترامب يواجه إمكانية عزله بسبب مجموعة واسعة من الأخطاء المفترضة على غرار الربح الشخصي من الرئاسة أو انتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية أو تحويل الأموال بشكل أو بآخر لبناء جدار حدودي أو العفو عن التهم للحث على انتهاك القانون.
لكن الخبراء يؤكدون على ضرورة تركيز الكونجرس على مجموعة ضيقة من المخالفات المزعومة وذلك تجنبا لتوسيع نطاق التحقيقات الخاصة بالمساءلة في المستقبل، وبالتالي التركيز على مخالفات ترامب منذ توليه الرئاسة.
وفي هذا الشأن يمكن التطرق إلى عرقلة العدالة وإساءة استخدام مؤسسات إنفاذ القانون ومتابعة المعارضين السياسيين وإساءة استخدام سلطات السياسة الخارجية وعرقلة تحقيقات الكونجرس وتضليل الشعب الأمريكي.
ما هي الآثار السياسية لمحاولات عزل ترامب ؟
إجراءات عزل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في العام 1998 صاحبتها نتائج عكسية على الجمهوريين، الذين رأوا شعبية كلينتون ترتفع بينما تكبدوا خسائر فادحة في الانتخابات التالية. لكن السببية غير واضحة وليس لدينا نتائج عكسية.
يبدو أن تحفظات بيلوسي الطويلة الأمد بشأن الإقالة، والتي أوضحتها عدة مرات بعد إصدار تقرير مولر في شكل منقوص، كانت متجذرة في المخاوف من أن إجراءات الإقالة سيعمل على تشتيت صفوف الديمقراطيين، وهو ما قد يساهم في إعادة انتخاب ترامب لعهدة رئاسية ثانية، وقد أشارت استطلاعات إلى أن 38.5 في المائة من الأمريكيين يفضلون مساءلة ترامب بينما يرفضها 55.7 في المائة. ولكن المخاوف تراجعت في صفوف المعسكر الديمقراطي بالمقارنة مع مخالفات ترامب.
من تمّت مساءلته؟
الرئيسان، بيل كلينتون في العام 1998 وأندرو جونسون في العام 1868، يجوز للكونغرس أيضا عزل القضاة. تمّ إقرار مواد المساءلة ضد ريتشارد نيكسون من قبل لجنة تابعة للكونجرس، لكن نيكسون استقال قبل أن يتمكن مجلس النواب من التصويت على ذلك، وهذا يعني أنه من الناحية التقنية لم يتم عزله.
لقد تمّت إقالة أندرو جونسون وبيل كلينتون على مستوى مجلس النواب، ولكن تمت تبرئتهما في مجلس الشيوخ، وهو ما سمح لهما بالبقاء في منصبهما
ما هي أسباب عزل رئيس من منصبه ؟
حسب الدستور، الخيانة، الرشوة وغيرهما من الجرائم الكبرى والجنح. فقد اتُهم جونسون بخرق القانون من خلال إقالة وزير الحرب الأمريكي، الذي لم يكن قراره كرئيس، في أعقاب الحرب الأهلية. وتمّ اتهام كلينتون بعرقلة العدالة والحنث باليمين بزعم الكذب تحت القسم أمام هيئة محلفين فدرالية كبرى حول علاقته مع مونيكا لوينسكي.
لو لم يستقل نيكسون، لتمّت إدانته في مجلس الشيوخ بإحدى التهم التالية: عرقلة العدالة أو إساءة استخدام السلطة أو تحدي مذكرات الاستدعاء. على أي حال، فإن الرئيس جيرالد فورد، الذي كان نائبا للرئيس نيكسون والذي خلفه، أصدر عفوا بحقه بعد شهر من استقالته.