أكرم القصاص - علا الشافعي

هند أبو سليم

صلصة الحرنكش

الخميس، 14 نوفمبر 2019 03:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك مزارع خضروات فى الولايات المتحدة - سان فرانسيسكو - تقوم على الزراعة الطبيعية مئة بالمئة،  تتبع طرقا للتعامل مع الطبيعة الأم مختلفة عن المعهود.

فحين تكثف الحشرات هجومها.. يقومون بزراعة الحرنكش والفجل.. فالحشرات تفضل هذان النباتان على الفراولة والعليق والطماطم والتفاح ( اه والله... فجل و حرنكش).. اتضح أن قدماء المصريين عرفوا قيمة هذان النباتان قبل العالم الحديث.

ويقومون بزراعتها إذ لا يستطيعون رش المزروعات لأنها ببساطة organic.. وحين تكثف حيوانات القندس هجومها.. لا يضعون سماً.. بل يكثفون الزراعة.. فمهما كانت الخسارة.. تكون قابلة للتعويض.. وحين عششت الدبابير لم يهدموا الأعشاش.. بل تعاملوا معها على أنها مكملاً لدائرة الزراعة والحياة.

القائمون فى هذه المزرعة لم يتعاملوا مع عناصر الحياة الأخرى بخلع جذورها أو إعدامها.. بل أقلموا أدواتهم عليها وعلى أن يستفيدوا من وجودها (بيعملوا صلصة من الحرنكش ولاد المجانين)

ليس ما شدنى تقنية الزراعة أو ما المزروع أو صلصة الحرنكش حتى...

بل استيقظت فجاءة على أننا كائنات خلقنا بقدرات خارقة على التأقلم والتقولب إن لم يكن جسديا كغالب المخلوقات فبفكر يستطيع أن يشكل أى بيئة نحن فيها..

فلماذا بدل من أن نتأقلم ونتعايش نبدأ بالحلول الجذرية الدموية...

زميل فى العمل.. لا أحبه.. فنبدأ فى إرسال موجات الرفض والتجنب.. وإن كنا أولاد أصول لن نؤذى وإن لم نكن فسنعمل جهدنا الجهيد على إيذائه.

لا نحاول أن نتأقلم مع من يختلف عنا.. نرفضه من بيئتنا الداخلية وندير ظهرنا ونمشى.

ولكن لو أخدنا دقائق من وقتنا لنفكر فى أرض مشتركة نقف عليها سوياً.. سنجد الكثير.

شريك الحياة.. إما أن يصبح مثلنا أو يكون هناك رفض وخلل (تحدثت سابقاً عن القبول).. وهنا أيضاً.. لو وضعنا جانباً فكرة (أريده كما اتخيله) ونبحث عن مناطق تلتقى أيدينا فيها.. سنصعق من كم أماكن الالتقاء.. فنحن قد نسينا أننا معاً لأسباب مشتركة.

الأبناء.. والله العظيم والله العظيم أولادكم ليسوا ملكاً لكم.. اولادكم ملك الحياة..

نحن هنا لنمد يد العون. لا أن نحقق حلم الاستنساخ.. هم هنا بأمر الهى.. لكى تظل بذور آدم على الأرض كما وعد الحق.. ليسوا هنا باختيارنا (فكل ما نعيشه ونفعله وننجبه هو بفضلٍ منه) هؤلاء أهم من نبحث عن المشترك معهم.. عن جمال ما بداخلهم ونسقيه وننبته.. والسىء بداخلهم نقومه ونلغيه.. فقط.. دور تربوى بسيط وواضح وصريح.. عدى ذلك.. فلندعهم يكتشفوا ذاتهم.. يتركوا بصمتهم الخاصة.. نحن نحن.. وهم وهم .. والمشترك بيننا يجب أن يكون أساسه الحب والحب والحب.

 

الأصدقاء.. هؤلاء أكثر الناس تكون الأشياء المشتركة بيننا وبينهم ممهدة.. فنحن لا نختار أبناءنا ولا أهلنا ولا زملاء العمل.. واختيارنا للشريك يكون مغلفاً دوماً بالمشاعر وحسابات عقلية أخرى.. لكن الصديق... نختاره لأنه يكمل ضحكتنا... يشاركنا احلامنا.. يشاركنا احزاننا من داخلهم... لا مصالح شخصية ( أعنى الصديق الحق).. هؤلاء أناس يكملون معنا دروبنا باختيارنا.. ولو نظرنا عميقا.. سنجد المشترك بيننا الكثير لذا لم نحتج لبذل مجهود كالعلاقات الأخرى.. ولكن المبدأ واحد.. commen ground.

التأقلم والتشكل والقولبة عوامل خلقنا بها. أدوات تميز الميكانيزم الإنسانى بالتغير النفسى والعقلى أكثر من الجسدى كباقى الحيوانات.. فلندع الرفض والتشبث بالآراء والعند. فلنخلع عنى ما يبعدنا ونرتدى ما يسلط الضوء على تشابهاتنا.

عزيزى: فلتنظر للائحة الرفض التى تعلقها على صدرك.. ولتسأل نفسك لماذا؟ وهل ممكن؟

فلتنظر على كم لائحة رفض أنت موجود.. ولتسأل نفسك لماذا؟ وهل ممكن؟

شكراً

وقل للذين يحاولون تدميرنا، أن جمال أرواحنا لن يهزم. - ليو تولستوي










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة