توصلت دراسة حديثة إلى أن ازدهار وانهيار الإمبراطورية الأشورية التى ظهرت فى سنة 912 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين، كان بسبب التقلبات المناخية.
وامتدت الحضارة الأشورية من البحر الأبيض المتوسط فى الغرب إلى الخليج وغرب إيران في الشرق، حيث سيطرت على الشرق الأدنى لمدة 300 عام.
وبحسب ما نشرته جريدة "الجارديان" البريطانية، يقول العلماء إن التقلبات في ثروات الإمبراطورية، تزامن مع تحول دراماتيكى في مناخها من الرطب إلى الجاف، وهو تغيير مهم في الإمبراطورية التي تعتمد على المحاصيل.
وكتب العلماء في دراسة: "إن نحو قرنين من هطول الأمطار وارتفاع المحاصيل الزراعية، شجعت التحضر عالي الكثافة والتوسع الإمبراطورى الذى لم يكن مستداما عندما تحول المناخ إلى ظروف الجفاف الشديد خلال القرن السابع قبل الميلاد".
وبعبارة أخرى، بينما لعبت الحرب الأهلية والتوسع المفرط والهزيمة العسكرية دورا في انهيار الإمبراطورية، فمن الممكن أن يكون الدافع الأساسي لحدوث ذلك، هو انحسار المحاصيل التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي وتفاقم الاضطرابات السياسية والصراعات.
وبدأت الإمبراطورية في الانهيار بعد وقت قصير من وفاة الملك آشوربانيبال، الذي لُقب بملك العالم، حوالي عام 630 قبل الميلاد، ثم الاستيلاء على مدينة نينوى الكبرى في عام 612 قبل الميلاد على يد البابليين وحلفائهم، وبحلول نهاية القرن السابع قبل الميلاد، كان سقوط الإمبراطورية قد اكتمل.
وتلقى هذه النسبة الضوء على مستويات هطول الأمطار، وجمع الفريق النتائج مع مادة الثوريوم، لتكشف أنه بين عامى 925 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد، كانت هناك مرحلتان مميزتان من المناخ.
استمرت الأولى حتى 725 قبل الميلاد، وتميزت بظروف أكثر رطوبة من المتوسط، ويشير الفريق إلى أن الفترة ما بين 850 قبل الميلاد و740 قبل الميلاد، كانت واحدة من أكثر الفترات الممطرة، وهى مرحلة تتلاءم مع توسيع الإمبراطورية الآشورية الحديثة.
وتميزت المرحلة المناخية الثانية بظروف جفاف على نحو متزايد بين عام 675 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد، حيث كانت الإمبراطورية الآشورية الحديثة تشهد انهيارا، وكانت المنطقة تعيش مرحلة قحط هائلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة