صدر عن أكاديمية الشعر فى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبى ديوان "قناديل الأمل" للشاعر الأردنى صالح الهقيش الصخرى، يقع الديوان فى 106 صفحات من القطع المتوسط، ويضم سبعين نصا منها 68 على موازين الشعر النبطى وتقاليده الفنية المعروفة.
جاءت فى صدارة الديوان قصيدة مدح فى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يعدّد فيها الشاعر مناقب الشيخ وشمائله ويشيد بالعلاقات الأخوية بين شعبى الإمارات والأردن:
"هذا محمد من غدا للمفخرة ذروة سنام وارسى دعايم دولةٍ/ صارت من الوزن الثقيل
ربّاه/ زايد فى ذرى مجده/ ونال اعلى وسام اللى بعينه هيّنه/ بعيون غيره تستحيل
محزم/ خليفه فارق الصفّين فى وقت الزحام/ حرٍّ رقى فى مرقبه ما له/ على العليا مثيل
أقولها/ وانا اردنى والإنتما وسط العظام/ للأردن اللى فدوها عمرى على الله، وكيل
ان العهد ما بين شعبينا على حب وئام/ من عهد زايد والحسين ومن رعيل ليا رعيل"
ينتمى المتن العام للديوان للشعر النبطى المتجدّد فى لغته القريبة من فهم القارئ، وبنائه الأسلوبى السلس، وطبيعة الصور البيانية المستمدة من الثقافة الشعرية الحديثة. ومن علامات الجِدّة فيه اكتفاء الشاعر فى التعبير عن هواجسه أحيانا بمقاطع لا تتجاوز الأربعة أبيات على عكس الشاعر النبطى التقليدى المعروف بالمطوّلات، ومن علامات الجِدّة شيوع ثقافة الشاعر الحديثة فى نصوصه، فعلى الرغم من كونه شاعرا نبطيًّا إلا أنه مطلع على المتن الشعرى العربى الفصيح، فهو يوظف مطلع معلقة امرئ القيس (قنا نبك) فى قصيدته "جيت احبك"، ويوظّف مطلع قصيدة ابن زيدون (أضحى التنائي) فى قصيدته "ولّادة"، ويوظف مثلث الصراع العاطفى الشائع فى تاريخ الأندلس: ولّادة الأميرة المدلّلة، وابن زيدون العاشق، وابن عبدوس الوزير الباطش. وتشيع فى الديوان علامات أخرى تشى بثقافة الشاعر مثل توظيفه لـ (عوليس) بطل أوديسة هوميروس و(سيزيف) أحد شخصيات الميثيولوجيا الإغريقية، إلى جانب إشارته إلى قصيدة "يا جارة الوادي" لأمير الشعراء أحمد شوقى فى قصيدته "جارة الوادي":
يا جارة الوادى العطشان للعابرين مرى قبل لا يخون الضيق عيم السعه
ما بين شهقة غياب وبين زفرة حنين الصحو يزرع على شفاه النعاس اصبعه
خايف من الشك ياخذنى لباب اليقين احتاج فيك البياض اللى حلمت اجمعه
ويعدّ الشاعر صالح الهقيش الصخرى أحد نجوم الموسم الثامن من مسابقة "شاعر المليون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة