حالة من السخط والغضب سيطرت على الخبراء العسكريين فى الغرب إزاء ما يقوم به الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان من إشعال للفوضى فى المنطقة بعد عدوانه على شمال سوريا الشهر الماضى، مما دعا إلى زيادة المكالب بنقل الأسلحة النووية الأمريكية الموجودة فى تركيا إلى دولة أوروبية أخرى.
وأجرت وكالة بلومبرج الأمريكية مقابلة مع الجنرال تشاك والد، الضابط الأمريكى رفيع المستوى وجنرال ذى أربع نجوم عمل بالقوات الجوية وشغل منصب نائب قائد القيادة الأمريكية الأوروبية فى مطلع الألفية، ويعمل حاليا فى المعهد اليهودى للأمن القومى لأمريكا، وأشارت الوكالة إلى أن والد كان من الأصوات التى تحذر من التعامل مع الأتراك، وكان لديه مخاوفه من اعتماد حلف الناتو على قاعدة إنجرليك الجوية فى جنوب تركيا.
فهذه القاعدة، بالإضافة إلى أنها تستضيف طائرات عسكرية، يوجد بها أيضا حوالى 50 من القاذفات النووية الأمريكية B61. ووصف والد تركيا تحت قيادة أردوغان بأنها كانت أشبه بالشوكة فى جانب الأمريكيين على مدار العقد لماضى. فعلى مدار عام 2014، رفضت أنقرة أن تمنح الولايات المتحدة تصريحا باستخدام القاعدة فى عملياتها العسكرية ضد داعش، الذى كان يكتسح سوريا والعراق بوتيرة مثيرة للقلق.
وفى النهاية وبعد سنة من الحث، استسلم الأتراك، ومع ذلك لا يزال يتعين على واشنطن مواجهة مطالبهم المتفرقة بوقف العمليات. وعندما وقعت محاولة الانقلاب عام 2016، أمر أردوغان بوقف جميع الأصول الامريكية لأيام بينما أتهم الولايات المتحدة بتدبير محاولة إبعاده عن السلطة.
وفى حين أن هذه القضايا حدثت قبل عدة سنوات، يقول والد، إلا أننا رأينا مؤخرا كيف أن أردوغان هدد بشكل مستمر لمهاجمة الحلفاء الأكراد فى سوريا، فى الوقت الذى لا تزال فيه القوات الأمركية موجودة فى هذه المناطق.
وأشار والد إلى أن الأمر الأكثر إثارة للمخاوف الآن بالنسبة للولايات المتحدة هو أن لديها قدرات نووية فى القاعدة التركية لم تعد تخدم نفس الغرض الاستراتيجى مثلما كانت تفعل فى الماضى. ونظرا لتنامى العداء لأمريكا فى تركيا ورغبة أردوغان فى الاقتراب أكثر من روسيا، فإنه يدعو إلى إعادة نشر هذه الأسلحة، وطالب بوضعهم فى أرض أوروبية، مقترحا قاعدة أفيانو الجوية فى إيطاليا.
وردا على سؤال حول كيفية استمرار تركيا فى الناتو فى الوقت الذى لا يمكن الثقة بها فى مسألة القاعدة الجوية، قال إن الحقيقة هى أن الناتو ليس لديه آلية تعليق أو طرد لأى من أعضائه. وبعيدا عن مسألة قاعدة إنجرليك، فكانت تركيا تعمل بنشاط ضد مصالح الناتو منذ وقت طويل وتشترى أسلحة روسية على الرغم من التحذيرات متكررة، وسمحت للمقاتلين الأجابنب بمرور حر فى طريقهم للانضمام على داعش فى سوريا.
ولفت إلى أن قضية تركيا يجب أن تدفع الناتو لوضع آلية للتعامل مع هذه الأمثلة النادرة عندما لم يعد عضو يتصرف بشكل واضع بالتوافق مع قيم الحلف، أو الأسوأ من ذلك أنه أصبح يمثل تهديدا للمصالح الأمنية للمنظمة.
وشدد الجنرال الأمريكى المتقاعد على أن حقيقة أن تركيا تعمل ضد مصالح أمريكا والناتو فيما يتعلق بسوريا والأكراد هو سبب آخر لمحاسبة أنقرة على تصرفاتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة