تستمر الاشتباكات والمواجهات بين أنصار الرئيس البوليفى المستقيل، إيفو موراليس، ومعارضيه، مما ينذر بحرب أهلية فى البلاد، وأدى مقتل 9 أشخاص من أنصار موراليس فى معارك ضارية بين الفلاحين والشرطة والجيش إلى زيادة التوتر فى بوليفيا، بعد أكثر من أسبوع من استقالة الرئيس، حسبما ذكرت صحيفة "لا بانجورديا" الإسبانية.
وكانت الشرطة نفت استخدام الأسلحة النارية ضد الفلاحين فى منطقة تشاباى البوليفية التى يرتكز فيها مؤيدو الرئيس المستقيل، وذلك رغم استمرار أعمال العنف على أيدى الشرطة بعد لقاءات بين القيادات العليا للجيش والحكومة الجديدة للرئيس المؤقت جانيين أنييز، والتى عقدت من أجل تهدئة البلاد، و يخشى مراقبون دبلوماسيون من وقوع صدامات عنيفة مع قوات الجيش والشرطة قد تخرج الوضع عن السيطرة، وتدفع البلاد نحو حرب أهلية مفتوحة.
كما أعرب موراليس، عن قلقه من انفجار حرب أهلية، داعيا إلى إنهاء الاشتباكات على الفور، قائلا "أنا خائف جدا مما يحدث فى البلاد، وأنا لدى معلومات مؤكدة عن وجود قوات شبه عسكرية منظمة، وأعضاؤه عصابات ومدمنون للمخدرات لنشر العنف فى شوارع البلاد".
وقال موراليس "أناشد شعبى من الريف ومن المدينة ، فقراء وأثرياء، عدم الاستمرار فى القتال"، معربا عن أسفه فى استخدام الجيش الأسلحة ضد الشعب.
ومن ناحية أخرى، تظاهر عدد من البوليفيين فى شوارع العاصمة لاباز، احتجاجا على نقص المواد الغذائية، وقامت الرئيسة المؤقتة، جانين أنييز، بجسر جوى لنقل الإمدادات إلى لاباز لتفادى الحواجز الموجودة على الطرق بسبب استمرار المظاهرات.
وأصبح المشهد السياسى للأزمة السياسية فى بوليفيا، مفتوحا على كل الاحتمالات والسيناريوهات، خاصة بعد فشل الإجراءات السياسية الجديدة فى تهدئة الأوضاع السياسية فى بوليفيا التى شهدت تدهورا متزايدا فى المناطق التى يشكل السكان الأصليون الغالبية العظمة فيها.
ووقعت المواجهات الأخيرة خلال الاحتجاجات الحاشدة فى مناطق زراعة "الكوكا" التى تعد المعقل الشعبى للرئيس السابق.
وكان موراليس قد أعلن من المكسيك، أنه على استعداد للعودة إلى بوليفيا، ويتعهد بعدم الترشح مجدداً للرئاسة، وتوصلت على ما يبدو حكومة بوليفيا المؤقتة وبرلمانيون من حزب موراليس إلى اتفاق لإجراء انتخابات رئاسية جديدة.
سيناريوهات مستقبل الأزمة السياسية فى بوليفيا
ويرى عدد من الخبراء، أن هناك عدة سيناريوهات لمستقبل الأزمة السياسية فى بوليفيا، أهمها استمرار الاحتجاجات ودخول البلاد فى حرب أهلية بعد استقالة موراليس.
أما السيناريو الآخر، فهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى يناير المقبل، وعن السيناريو الثالث، فهو التدخل الدولى فى الشئون السياسية للبلاد .
وقالت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية، إن الرئيسة الجديدة آنييز قامت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا، وطلبت من الدبلوماسيين الذين يمثلون نظام نيكولاس مادورو مغادرة لاباز، وأعلنت كوبا قرارها سحب 725 من الفنيين، ومعظمهم من الأطباء من بوليفيا، بعد تعرض 4 منهم للاعتقال، واتهامهم بتمويل الاحتجاجات الشعبية وتنظيمها، إذ تعد هذه الخطوة بمثابة الانفصال التام عن سياسات موراليس، الذى كان أحد الداعمين لنظام مادورو.
كما انسحبت آنييز من كتلتين إقليميتين هما: المعاهدة البوليفارية لشعوب أمريكا (ألبا)، واتحاد أمم أمريكا الجنوبية (أونيسور)، المؤلفين من بلدان يسارية حليفة.
ووفقا لعدد من الخبراء، فإن آنييز تسير فى الطريق الخاطئ فى بداية الحكم، خاصة أنها تركز على أولويات غير صحيحة فى الوقت الذى لابد من التركيز على إصلاح الوضع السياسى والاجتماعى فى بوليفيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة