سلطت الصحف البريطانية الضوء على وجود أدلة تثبت ارتكاب جنود بريطانيين جرائم حرب وانتهاكات للمدنيين في العراق وأفغانستان، وقالت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية إن المحكمة الجنائية الدولية أعلنت إنها قد تحقق مع الجيش البريطاني للمرة الأولى بعد هذه المزاعم.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة "صنداى تايمز" و"بى بى سى" عن وجود أدلة جديدة من داخل فريق الادعاءات التاريخية للعراق (IHAT) ، الذي حقق في جرائم حرب مزعومة ارتكبها جنود بريطانيون في العراق ، وعملية نورث مور ، التي حققت في جرائم حرب مزعومة في أفغانستان.
ويقول محققون من فريق الادعاءات التاريخية في العراق، إنهم وجدوا أدلة على انتهاكات واسعة النطاق حدثت في قاعدة بريطانية في البصرة قبل ثلاثة أشهر من قتل بهاء موسى.
ويزعم التحقيق المشترك أن عمليات قتل المدنيين في أفغانستان والعراق قد تم تغطيتها من قبل الدولة. وردت وزارة الدفاع بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، بحسب موقع "بى بى سى عربى".
يزعم أن الوثائق المتسربة تحتوي على أدلة تورط القوات البريطانية في قتل الأطفال وتعذيب المدنيين.
وقالت المحكمة إنها تنظر بجدية إلى ما توصل إليه البرنامج. ولكن وزارة الدفاع البريطانية قالت إن تلك الادعاءات لا أساس لها.
وأضافت الوزارة أنها تعاونت بالكامل مع المحكمة، ولا ترى أن هناك مبررا لتدخل المحكمة من جديد في الأمر.
سيكون التحقيق الرسمي للمحكمة، التي يوجد مقرها في لاهاي بهولندا، هو أول إجراء تتخذه ضد مواطنين بريطانيين بسبب جرائم حرب.
وقالت المحكمة إنها ستقيّم بحيادية ما توصلت إليه بي بي سي، وقد تفتح قضية تاريخية إذا اعتقدت أن الحكومة تحمي الجنود من الملاحقة القضائية.
وكانت المحكمة قد توصلت في السابق إلى وجود أدلة ذات مصداقية على أن قوات بريطانية ارتكبت جرائم حرب في العراق.
وتتضمن معظم تلك الحالات ادعاءات بإساءة معاملة معتقلين.
وأشهر تلك القضايا المعروفة قضية بهاء موسى، الذي كان عامل فندق في البصرة، وتوفي بعد تعذيبه وضربه على أيدي قوات بريطانية في عام 2003. وأدت قضيته إلى بدء تحقيق علني، وإلى الإدانة الوحيدة لجندي بريطاني بجرائم حرب في العراق.
ولكن برنامج بانوراما، بالتعاون مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية، كشف معلومات جديدة عن حالات قتل قيل إنها حدثت في مركز اعتقال بريطاني.
ومن ناحية أخرى، نشرت صحيفة "ديلى تليجراف" مقالا للورد دانت رئيس أركان الجيش البريطاني السابق وعضو مجلس اللوردات بعنوان "يجب أن نحاسب جنودنا لكن أغلبهم ليسوا بلطجية ولا قتلة".
حاول دانت الرد على الاتهامات التي تناولتها صحف بريطانية حول "تغطية الجيش والحكومة" على "أدلة تثبت ارتكاب جنود بريطانيين جرائم قتل وتعذيب واعتداء على مدنيين في العراق وأفغانستان".
يقول العسكري السابق "لقد انفطر قلبي وأنا أقرأ القصة التي نشرت عن جرائم الحرب المزعومة من قبل جنودنا في العراق وأفغانستان، وقلت هانحن نعود إليها مرة أخرى".
ويضيف دانت الذي كان رئيس أركان الجيش البريطاني خلال الفترة ما بين عامي 2006 و 2009 أنه "من السهل دوما أن تلقي بالاتهامات على أي شخص لكن من الصعب أن تفند هذه الاتهامات، ففي أي قصة يصدق الناس دوما أول رواية يسمعونها".