دعا الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الشباب إلى الاعتناء بتحصيل العلم كونه السبيل إلى تقدم الأمم وازدهارها، ولفت النظر إلى أن صلب الرسالة المحمدية تمثل فى أول كلمة جاء بها الوحى "اقرأ" إيذانًا بأن رسالة الإسلام هى رسالة العلم فى المبدأ والأساس.
جاء ذلك فى كلمة خلال اللقاء المفتوح الذى عقدته جامعة الفيوم، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، بحضور أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، ضمن الفعاليات والأنشطة التى تقوم بها جامعة الفيوم للطلاب لتنويرهم ومشاركتهم البناءة والفعالة.
وقد أكد فى هذا اللقاء على دور الأخلاق إلى جانب العلم فى تأسيس المجتمع السليم والأمة الفاضلة، وهو الدور الذى نيط بالأنبياء أن يؤدوه وتواصوا به على مدار التاريخ البشرى، وجاء خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ليؤكد هذا الدور فقال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وتابع : لقد كانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم مصداقًا لما بعث به، فكان كما وصفته عائشة رضي الله عنها، خلقه القرآن، حيث لم يعنف أيًّا من زوجاته ولم يسئ عشرتهن، وسنَّ معيار الخيرية في المجتمع للمعاملة الأسرية الطيبة في كلمات جامعة، فقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي». ونحن في حاجة إلى التأسي بهذا المنهج النبوي في تعاملاتنا مع الآخرين، حتى تستقيم حياتنا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان يدعو إلى التعمير والبناء لا الهدم والخراب، حتى في أحلك الظروف كما يتبين من سيرته ووصايا خلفائه الراشدين لأمراء السرايا في الجهاد، من ذلك «ألا يغلوا ولا يقتلوا امرأة ولا صبيًّا ولا شيخًا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا، ولا يقطعوا مثمرا...» إلى آخر هذه الوصايا التي تفيض بالحث على العمران وتجنب الخراب في أكبر مواطن الخراب مظنة، وهي الحرب.
وأضاف قائلًا: هذه هي أخلاق النبي وسلفنا الصالح التي ندعو إلى التأسي بها لإعادة بناء المجتمع بناءً نفسيًّا وروحيًّا وماديًّا، فإذا اجتمع إلى هذه الأخلاق علوم الدين والدنيا، مع اعتقاد أنها جميعًا فرض على المجتمع يجب تحصيله، كفل لنا ذلك النهوض والتقدم واللحاق بركاب الحضارة.
وأخيرًا، حث المفتى على تحصيل ذكرى المولد النبوي في استلهام سيرته العطرة وعدم الالتفات لمن يقول ببدعية الاحتفال بها، فقد كان صلى الله عليه وسلم أول من احتفل بمولده الكريم، حيث كان يصوم يوم الاثنين ويقول: ذاك يوم ولدت فيه.
وحذر من التعاطى مع كل ما يلقى على مواقع التواصل الاجتماعى والشبكات العالمية، لأنها فى الأخير تجمع الغث إلى السمين، وتسمم عقول الشباب بمعلومات خاطئة قد تؤثر على الأمن الفكرى والمجتمعى، مشيرًا إلى خطر الشائعات على استقرار المجتمعات كونها تمثل إحدى أدوات حروب الأجيال الحديثة التي تسعى لزعزعة الاستقرار والأمن فى المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة