تامر إسماعيل

المقاول الهارب ونظرية النباطشى

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019 09:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
32 دقيقة قضاها المقاول الهارب المنصة الصغيرة أمام مجموعة من الصحفيين في العاصمة البريطانية لندن، لإعلان ما أطلقت عليه وسائل الإعلام الإخوانية "مشروع وطنى جديد لتوحيد المعارضة".
 
لو كانت جماعة الإخوان ووسائل الإعلام الإخوانية تريد كشف المزيد من "فراغات" المقاول الهارب لما احتاجت أكثر من تلك الدقائق، وما احتاجت أفشل من ذلك المشهد الذى أطل به المقاول الهارب على مجموعة الصحفيين "التابعين" لوسائل الإعلام الإخوانية، ليرى الجميع "على الهواء" قناعة محمد على بنظرية "نباطشى" الأفراح التي اعتمدها منذ أول ظهور له، لكن الفارق الوحيد أن ذلك المؤتمر ظهر فيه "المعازيم" لأول مرة.
 
والحديث في هذه السطور سيكون عن "الشكل" فقط، ظهر محمد على هذه المرة من عاصمة أوروبية كبيرة، وهى لندن، يقف على منصة صغيرة، وبجواره ترابيزة صغيرة تجلس عليها سيدة، لا نعرف من هي، ولم يقل لنا أحدا من هي، وخلفه لافتة مكتوب عليها "Egypt watch" واتضح من حديثه أنها المنظمة التى تبنت استقبال المؤتمر الخاص به.
 
ولأن محمد على اعتاد أن يظهر كـ"نباطشى" دون معازيم في فيديوهاته السابقة، بدا عليها الارتباك والقلق في بداية المؤتمر هذه المرة، وكان "يبلع ريقه" كل ثانيتين، لا يعرف هل يتحدث مباشرة دون ورق "كما ظل يفعل"، أو يقرأ من الورق المكتوب له "ويظهر بصورة التابع الناقل"، لكن خوفه وقلقه من الكاميرات أمامه جعله استسلم لأن يقرأ من الورق المكتوب أمامه.
 
مرت أزمة قراءته من الورق، ووجد محمد على نفسه في مطب جديد، هل يرتدى سماعة الترجمة، أم يستمع بدونها، وكأزمته الأولى، رضخ لارتداء السماعة، فظهر أزمته، فهو لا يعرف كيف يستخدم سماعة الترجمة، وظل شكله كلما استخدمها مثيرا للضحك بسبب استخدامه لها بطريقة خاطئة.
 
ظاهرة النباطشى التي استخدمها محمد على، ظهرت جلية في أنه "قال وكأنه لم يقل"، تحدث وكأنه لم يتحدث، شرح وأوضح وأجاب، ولكنه لم يرد على أي سؤال مما طرح عليه، رغم أنها جميعا أسئلة "مرتبة ومعدة مسبقا".
 
محمد على ظل يعيد ثلاثة أو أربعة جمل لمدة نصف ساعة، أمام 18 فردا فقط، كلهم ينتمون لوسائل إعلامية تابعة لجماعة الإخوان، وأذرعها الإعلامية، الجزيرة والعربى وغيرهم، ورغم ان الفرح والمعازيم والنباطشى كانوا مستعدين للشو من قبل، لكنهم خرجوا جميعا مرتبكين غير منظمين.
سؤال بلا معنى، وسؤال غير مفهوم، وسؤال غير مترجم، وإجابات بلا إجابات، وفى النهاية، خرج الجميع بلا نتيجة بعد أداء المهمة التي رسمها "أصحاب الفرح" لـ"النباطشى" و"المعازيم".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة