أكرم القصاص

فيديو «التنمر» وتحرك الداخلية.. «السوشيال ميديا» خير وشر ونميمة!

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من متابعة الأحداث والتفاصيل والقضايا التى تسيطر على عقول التواصل الاجتماعى، تظل هناك تساؤلات عن السبب الذى يجعل موضوعا ما «تريند» بينما يلقى بآخر إلى خارج الاهتمام مهما كانت أهميته. يبدى البعض دهشة من أن تفرض قضية خلع فنانة للحجاب أو الباروكة بكل هذا الاهتمام، وتفرض نفسها وتستهلك وقتا وجهدا ومساحات متسعة من الجدل.  بينما هناك موضوعات أكثر أهمية لا تجد لها مكانا. 
 
طبعا القضايا الأكثر إثارة ونميمة تربح فى سباق الاهتمام. ومع هذا مواقع التواصل تظل عالما معقدا يبدو أحيانا عصيا على الفهم، وهو أمر لا يخصنا وحدنا لكنه موضوع عالمى. ومع هذا فإن فكرة التريند نفسها تتعلق بعوامل كثيرة، لكنها لا تمثل اهتماما عاما لدى كل المستخدمين. لكنها تفرض نفسها حتى على من لا يتابعونها يجدون أنفسهم مضطرين للتفاعل مع موضوع ليس لهم به دراية.
 
ومع هذا فإن هناك جوانب متعددة لمواقع التواصل، وخلال يومين فقط كانت هناك قضيتان فى مواقع التواصل الاجتماعى، إحداهما ضمن «الضجة الفارغة» ومنها قضية خلع الفنانة للباروكة، أو ملابس فنان فى حفل، أو اسم لمطرب مجهول، بينما هناك حالات على الرغم من أنها لا تكون تريند إلا أنها تجذب الانتباه والتفاعل بما يؤدى لنتيجة. وهنا حالتان للنموذج الإيجابى.
 
الأول هو قضية فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى عن شابين أو ثلاثة يسخران «ويبلطجان» على تلميذ أفريقى فى حدائق القبة، الشباب المتنمر يحاول انتزاع حقيبة التلميذ ويسخران من لونه ومنه بشكل إجرامى أصاب التلميذ برعب وضيق، وتدخل رجل كبير وعنف البلطجية وأوصل التلميذ لمدرسته. 
 
الفيديو انتشر على فيس بوك ومواقع التواصل، ووجد بعض التفاعل من المتابعين، وتم النشر فى مواقع إخبارية.  وبالفعل تحركت وزارة الداخلية بسرعة وتعرفت على الشباب وألقت القبض عليهم وأحالتهم للنيابة. الفيديو أثار تعليقات مختلفة، وكالعادة علق البعض باتهام عام للمجتمع أنه عنصرى، بينما نفس المجتمع الافتراضى هم من تضامنوا مع التلميذ وطالبوا بمحاسبة البلطجية المتنمرين. وبالفعل فإن من تصدى للبلطجية مواطن مصرى، ومن تحركوا وأعادوا نشر الفيديو وطالبوا بمحاسبة البلطجية مواطنون على مواقع التواصل، بل إن مئات دخلوا إلى صفحة المتهم وانهالوا عليه بالهجوم.
 
قضية التنمر بالأفارقة اللاجئين فى مصر بالفعل تحتاج إلى وقفة. صحيح أن الأغلبية فى المجتمع طبيعيون ويتعاملون باحترام مع بعضهم وغيرهم لكن لا يمنع أن هناك حالات للتنمر باللاجئين الأفارقة فى وسائل المواصلات والشوارع، وبعضها لا يمكن إثباته لعدم وجود كاميرات. 
 
وهنا نعود إلى الموضوع المهم المتعلق بضرورة التوسع فى نشر كاميرات المراقبة فى الشوارع والمناطق المختلفة، تساهم فى مراقبة وخدمة الأمن عموما، ونحن أمام تطور فى هذا الإطار لكنه يظل مجرد اجتهادات فردية تتطلب أن تكون أمرا عاما.
 
مع الأخذ فى الاعتبار أن أجهزة الأمن أصبحت تتحرك بسرعة فى بعض الحالات التى يتم نشرها على مواقع التواصل، وهو أمر مهم فضلا عن امتلاك قدرات تقنية تسهل التعرف على المتهمين ومتابعتهم فيما يتعلق بالجرائم العادية أو الإلكترونية.
 
وفى نفس السياق هناك قصة المطرب وزوجته اللذين تركا طفليهما على سلم المنزل فى طنطا، وبعد النشر فى المواقع والصحف ومواقع التواصل، وبلاغ الجارة لقسم طنطا، تم التحرك وإنقاذ الطفلين وإيداعهما دار رعاية واستدعاء الأب والأم المتهمين بالإهمال. 
 
كانت هذه وغيرها حالات تقوم فيها أدوات التواصل الاجتماعى، مع حملات خيرية أو جمع تبرعات أو علاج، خاصة الحملات التى تتم بشكل علنى وأسماء الناس فيها معلنة، وطبعا لا يخلو الأمر من حالات يتم فيها اللعب على عواطف المواطنين لحملات كاذبة، وهو أمر طبيعى.
 
لكن النتيجة من حادث التنمر أو الأب والأم المجرمين، فقد لعبت مواقع التواصل دورا مهما فى نشر الحدث ومتابعته، كما أن أجهزة الأمن أصبحت تتابع وتتحرك فيما يتعلق بأدوات التواصل، وهى أمور إيجابية تجعل من المواقع أدوات يمكن أن تكون مجالا للخير أو الشر أو النميمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة