ربما لو عاد بنا الزمان قبل ست سنوات منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئاسة الجمهورية، لتذكرنا وقتها الواقع المشوه فى العلاقة بين الدولة المصرية والشباب، فكان كل طرف منهما فى جهة، وكل طرف يحمل عداء واضح، فجماعة الإخوان لم يكن حكمها الممتد فى السلطة عام فقط، بل كان الاستئثار بالساحة السياسية ممتد منذ عشرات السنوات، حتى أنهم ذرعوا شبابهم فى كافة الحركات السياسية للسيطرة عليها، وهو الأمر الذى تكشف بعد ثورة 30 يونيو، حتى ألهمت الأقدار ذوى شأن فى الدولة الجديدة، فتوصلوا لفكرة مؤتمرات الشباب، وهو الأمر الذى كان فكرة وتجربة تتماشى مع الإدارة المصرية الجديدة، فى البحث عن آليات جديدة وأدوات للتواصل بين الدولة والمسئولين وبين قطاعات الدولة المختلفة، ولا سيما الشباب باعتبارهم القوة الأضخم فى المجتمع، وحملت التجربة رؤية مصر الخاصة، التى ظهرت فى مؤتمرات الشباب، ومن ثم ظهر منتدى شباب العالم باعتباره نافذة جديدة لطرح ثقافة مصر وماتحمله من تداخلات واشكاليات، على المجتمع الدولى، وأيضا تلقى أفكار شباب العالم وخاصة العربى والافريقى، لتخرج فى النهاية من القاهرة ومدن مصر المختلفة، توصيات تحمل الرؤية الجديدة للدولة.
لا يخفى على أحد أن ارتياح الرئيس السيسى شخصيا لطرح الأفكار والتصريحات الهامة، والحديث عن كافة القضايا القومية، كان بدايته مؤتمرات الشباب، ومنتدى شباب العالم، وانسحب الأمر تدريجيا على الحكومة والمسئولين، وبعدها زادت الأعداد ومعها زادت الأفكار، ومن ثم زادت الأطروحات، وخرجت التوصيات، وكلها توصيات لم تكن فقط فى صالح شباب مصر، بل كانت هناك توصيات متعلقة بشباب العالم أجمع.
أفلم يكن منتدى شباب العالم، وسيلة لطرح معاناة نادية مراد الإزيدية وماعانته من ويلات للحروب، وألم يكن منتدى شباب العالم وسيلة لطرح أفكار ورسائل القرى والمدن من ياسين الزغبى، وهو يقود دراجته بقدم واحدة، وألم يكن منتدى شباب العالم يستضيف النماذج الشبابية الملهمة على مستوى العالم، وكثير من التفاصيل تذهب بنا لطريق واحد، أن من أعظم مكتسبات ثورة 30 يونيو، هو ايجاد آلية ومعالجة خاصة للتعامل مع الشباب وأفكاره، أطلق عليها " مؤتمرات الشباب"، كما أوجدت 30 يونيو مكتسبا عظيما آخر، هو التجمع السنوى لشباب العالم على أرض مصر، وهو ما نطلق عليه " منتدى شباب العالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة