كشف عماد أبو هاشم القيادى المنشق مؤخرا من تحالف دعم الإخوان، والعائد من تركيا، تفاصيل الأكاذيب التى تروجها جماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة بشأن مساعيها للإصلاحات.
وقال القيادى المنشق مؤخرا فى تحالف دعم الإخوان، فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن تنظيمات الإخوان و أخواتها و أسلافها و أشباهها حول العالم تلك التى يطلق عليها كهنتها و روادها - دون سند - أنها جماعات إصلاحية وطنية فينزلون على ذواتهم و أفكارهم و دعواتهم صفات التنزيه و العصمة و القداسة على نحو ديماجوجى فج لا يقبل التفنيد و المراجعة - جميعها حين تتبنى أيدلوجية إصلاحية ما فإنها لا تعمد أبدا إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بوضعها فى حيز التنفيذ حتى و إن واتتها الفرصة المناسبة إلى ذلك أو سيقت لها الإصلاحات التى تنشدها على طبق من ذهب ، بل إنها على العكس من ذلك - تماما - تسارع بكل ما أوتيت من قوة إلى الدفع بنفسها فى الاتجاه المعاكس نحو إجهاض أية محاولة ترمى إلى جعل أطروحتها تلك واقعا ملموسا .
وأضاف عماد أبو هاشم، أن هذه الحقيقة المؤلمة ليست وليدة اجتهاد نظرى محض ؛ فالتجارب الحية المتواترة التى خاضتها الأمم و الشعوب عبر مراحلها التاريخية المختلفة تؤيدها و تؤكد صحتها بالكلية ، و يكاد يخلو المشهد السياسى القديم و المعاصر من حالة واحدة أسهمت فيها مثل تلك التنظيمات فى تحقيق و لو جزء بسيط من الإصلاحات التى تنادى بها سواء وصلت إلى سلطة الحكم أم لم تصل ، ليس هذا فحسب بل إنه فى حال وصولها إلى السلطة و الذى عادة ما يكون دمويا عنيفا فإنها تتحول إلى فاشية مستبدة تسحق جميع الحقوق و الحريات التى كانت تنادى بها و تطفئ كل بارقة أمل للإصلاح و التقدم ، ومثالا على ذلك تجربة الإخوان فى مصر .
وتابع عماد أبو هاشم :"كل ما هنالك أن تنظيمات لغو الحديث تلك تعمد إلى تسخير كل ما تطلقه من دعوات إصلاحية مزعومة فقط من أجل المزايدة على أنظمة الحكم القائمة التى تستهدفها أبواقها الدعائية المغرضة سواء أكان ذلك بحق أم بغير الحق ؛ و ذلك بهدف تشويه تلك الأنظمة و الحط منها فى نفوس الجماهير و الزج بها فى هوة الاتهام بالخيانة أو التقصير لتكون على الدوام فى موضع المساءلة و التبرير ، و من ثم تكون هدفا للمحاسبة و الانتقام حتى يتم إسقاطها فى نهاية الأمر".
واستطرد القيادى المنشق مؤخرا عن تحالف الإخوان :" إذا ما سارعت حكومات الأنظمة التى تستهدفها جماعات الضغط المؤدلجة تلك إلى الاستجابة إلى كامل مطالبها و شرعت فى تنفيذها سواء أكان ذلك طواعية من تلقاء نفسها أم أكان تحت وطأة حالة من الاحتقان الجماهيرى المتصاعد - فإن تلك الجماعات تكرس جهدها للعمل الدؤوب على تشويه و تقزيم و تسفيه ما يتم إنجازه تحقيقا لما طلبته من إصلاحات أو تلجا إلى جحده بالكلية و الطمس عليه فى أعين الناس ، و قد تقدم - إزاء ذلك - على رفع سقف مطالبها إلى طلبات ابتزازية جديدة أو تضع شروطا تحكمية تعجيزية تحافظ بها على الفجوة التى أحدثتها بين الحكومات و مواطنيها بحسبان أن وجود مثل هذه الفجوة يمثل المبرر الفعلى الذى تتذرع به فى وجودها و استمرارها حتى تصل إلى السلطة التى هى غايتها القصوى و أسمى أمانيها، وفى جميع الأحوال فإنها دائما ما تسعى إلى تشويه النخب الحاكمة و شيطنتها بما تثيره حول الحكام و الوزراء و المسئولين من أكاذيب و شائعات مروعة تصل إلى الدرجة التى توحى إلى الناس بتصديق أن هؤلاء - جميعا - أشبه بغيلان متوحشة تأكل لحومهم أحياء" .
وقال عماد أبو هاشم :"يشهد على ذلك ما أورده "وليام جاى كار" فى كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج" حيث ذكر متحدثا عن الثورة البلشيفية فى روسيا أنه : " و كان هم الزعماء الثوريين هو الاستيلاء على السلطة و لم تكن تهمهم الإصلاحات فى شىء ... و لكن الإصلاحات كانت قد أقنعت الأكثرية الساحقة من الشعب الروسى و بدا فى ذلك الوقت أن قضية الثورة أصبحت مسألة ميتة ، فركز الثوريون مجهوداتهم فى بلدان أخرى و على وجه الخصوص فى إسبانيا و البرتغال ، و أخذت أجهزة الدعاية الشيوعية تبث ضبابا أحمر و نظمت حملة مدروسة من التشهير فى روسيا على غرار ما جرى فى فرنسا وانجلترا قبيل ثورتيهما ، و هكذا أصبح الإنسان العادى لا يتصور القياصرة و النبلاء الروس إلا وحوشا ملتحين يستعبدون الفلاحين و يغتصبون نساءهم الشابات و يخترقون أجساد الأطفال برماحهم فى أثناء نزهاتهم على ظهور الجياد عبر القرى ."
و أضاف القيادى المنشق من تحالف الإخوان، أن كل تلك التنظيمات التى زعم كهنة و رواد محافلها - على مر التاريخ - أنها حركات إصلاحية بحتة باستثناء تلك التى قادها الأنبياء و المرسلون لم تكن - فى حقيقة الأمر - سوى سوق نخاسة وضيع للاتجار الرخيص بالأيدولوجيات و المشاعر و الركائر المجتمعية الراسخة سواء الدينية أم الاجتماعية أم السياسية أم الاقتصادية ؛ و ذلك بهدف الوصول غير المشروع - مبكرا - إلى مراكز السلطة و الحكم و الثروة و النفوذ المطلق ، موضحا أن جميع تلك المحافل الشيطانية تنتهج استراتيجية واحدة تتمثل إطلاق الوعود الكاذبة بالعثور على "الفردوس المفقود" ، تلك الفكرة التى تحتل مكان الصدارة فى مخيلة اللاوعى الجمعى للجنس البشرى بأكمله حيث يشترك أفراده - جميعا - بالوراثة فى حالة عامة يمكن أن نطلق عليها متلازمة عدم الرضا الأزلى بواقع الحال و السعى الدائم إلى تغييره بحثا عن "الفردوس المفقود" الذى ضيعه آدم حين طرده ربه من نعيم الجنة و خيراتها إلى جحيم الدنيا و شرورها .
ولفت عماد أبو هاشم، إلى أن مجرد التلميح بهذه الصورة الحالمة الوردية من الجنة و نعيمها أو الوسوسة بها و لاسيما فى آذهان البسطاء و الكادحين من الناس كاف بذاته - و دون أدنى عناء - كى يوقظ فى نفوسهم مشاعر الحسرة الأزلية الدفينة على الفردوس الذى حرموه من قبل و أن يجدد الأمل لديهم فى إمكانية بلوغه ثانية على أيدى أولئك الذين نصبوا أنفسهم مسحاء مخلصين للبشر ، و من ثم الخلاص مما هم فيه من كبد الدنيا و مشاقها ، لافتا إلى أن رضوخ الأنظمة الحاكمة - كما رأينا آنفا - إلى ابتزازها من مثل تلك التنظيمات و أشباهها بالاستجابة العشوائية إلى مطالبها المتسترة بلباس التقوى و الإصلاح ما لم يكن ذلك ضمن إطار خطة الدولة العامة المعتمدة لدى مؤسساتها المعنية فإنه فى الأغلب الأعم لن يكون ذى جدوى بحيث يقنع الباحثين عن "الفردوس المفقود" أو يرضى عصابة المحرضين الطامحين إلى السلطة فحسب ، كما أن الاستجابة إلى مثل تلك المطالبات ربما يكون مدفوعا إليها لإثقال كاهل الخزانة العامة بنفقات غالبا ما تكون من النوع الاستهلاكى المحض كى تقف حجر عثرة يحول دون استكمال مشروعات الدولة التنموية ذات الجدوى و النفع العام التى يخشى المخربون أن يفقدهم إنجازها مبررات و ذرائع وجودهم و استمرارهم .
وأشار عماد ابو هاشم، إلى أن إنجاز الإصلاحات البناءة وحده - أبدا - لا يكفى لاستقرار الدول و نمائها ما لم تتكامل منظومة الحكم فى معادلة الاستقرار بكامل أجزائها ؛ و ذلك لا يكون إلا بالمسارعة إلى اقتلاع تنظيمات الشر من جذورها و تفكيكها و تفريغ أحشائها المنتفخة بالعملاء و المخربين و اللصوص و تفتيت كتلها الصلبة ثم تجريدها - جميعا - من لباس التقوى الزائفة التى تتستر وراءه لتجعل من نفسها أرقاما صعبة فى المعادلة السياسية للدولة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة