فى مثل هذا اليوم 22 من نوفمبر 1914 م، ولد الشيخ عطية صقر فى قرية بهنباى بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، ونال شهره واسعة فى أنحاء العالم والوطن العربى ببرنامجه "فتاوى وأحكام" و لم يحسب على أى تيار إسلامي.
كان رجلا وسطيا واختاره الأزهر الشريف سفيرا فى جميع دول العام، عندما كان الشيخ جاد الحق، شيخ للأزهر، وفى ذكرى ميلاده ال 105، التقى "اليوم السابع" بأسرته بقرية بهنباي، لسرد تفاصيل جديدة فى حياة الشيخ.
الشيخ عطية صقر
"رحمه الله عليه كان عالم وفقيه" قالها الحاج "على صقر" شقيق الشيخ عطية الأصغر والبالغ من العمر 92 سنة، مضيفا أن شقيقه كان عالما وفقيها وكان يفتح بابه لكل أهالى القرية فضلا عن تقديمه العون لكل محتاج، وعلى بعد أمتار من مسكن الحاج "علي" تقيم شقيقته الكبرى التى تقابلنا معها.
"أخى الشيخ عطية قلبه كان رءوفا على الكل وهننا الهنا كله" قالتها "نفيسة صقر" 94 سنة، شقيقة الشيخ "عطية" مضيفة أنه كان يرسل لها كسوتها من الملابس والمال، موكدة أن والدها توفى وتركهم صغارا لكن الشيخ "عطية" أكبرهم هو من قام بتربيتهم جميعا ولم يتركهم حتى وفاته.
" الشيخ لا ينسى حتى يذكر" قالها مصطفى محمد كمال، إمام بوزارة الأوقاف بالشرقية، ومتزوج من حفيدة الشيخ "عطية صقر"، مضيفا: منذ نعومة الأظافر كنا نرى الشيخ ونتعلم منه وعندما ألتحقنا بالأزهر الشريف، كنا نرجع له فى كل أمور العلم والفتاوى والشيخ كان بشوش الوجه وكان يقدم لنا الضحك قبل الفتوي، وكان يلتزم بمنهج الوسطية ومنها أمور التيسير على الناس، وعلى الجانب الأسرى الشيخ لا ينسى حتى يذكر فالجميع يتذكره فهو فى الذاكرة بشكل مستمر.
الحاج علي صقر الشقيق الاصغر للشيخ عطية صقر
وقالت " هانم محمد عطية صقر": الشيخ كان عمى الأكبر، أترحم عليه كل يوم وقف بجانبى وبجانب أبنائى حين مررت بظروف صعبة ولم أجد غيره لم يقصر مع أحد من العائلة وأبناؤه يؤدون نفس رسالته، موضحة أن عمها مر فى حياته بمحن منها وفاة 3 من أبنائه فى حياته منهم ضابط بالقوات المسلحة، واستقبل خبر الاستشهاد بصبر والدعاء لنجله، وكان إنسانا بسيطا فى منزله، يقوم بكل شئ والأعمال المنزلية بعد وفاته زوجته، وكان يستقل الأتوبيس العام أثناء ذهابه لتسجيل حلقات برنامج فى التلفزيون المصري.
" إبراهيم حسين" من قرية بهنباى ومن تلاميذ الشيخ، سرد لنا مواقف عديدة فى حياة الشيخ، تحدث عن نشاته قائلا: الشيخ بدأ فى حفظ القرآن الكريم وعمره 5 سنوات وأتمه فى تسع سنوات، والتحق بالمدرسة الأولية بالقرية على يد الشيخ أحمد حسن عبيد، وكان يرد الإلتحاق بمدرسة المعلمين، لكنه التحق بمعهد الزقازيق الدينى سنة 1928 م، وبعد 3 سنوات من إنشاء المعهد، وكان ترتيبه الأول فى الثانوية العامة، وتخرج فى كلية أصول الدين عام 1941 وكان ترتيبه الأول، ثم إختار تخصص الوعظ الديني، فيما التحق أغلب زملاءه، بالتدريس، وحصل على المركز الأول فى قسم 1943 فى القطر المصري، وكرمه الملك فاروق فى قصر عابدين، وبعدها عمل إمام بالأوقاف ثم انتقل إلى مسجد بالجيزة.
الحاجة نفيسة صقر شقيقة الشيخ عطية
وأضاف: ثم عُين واعظًا بالأزهر بعد ذلك بعامين سنة 1945، فى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج وكان يجيد اللغة الفرنسية، وكان يوجد مؤتمر دعى إليه الملحق الثقافى الفرنسى وحزب الوفد، وألقى الشيخ خطبة باللغة الفرنسية حازت على إعجاب الجميع 1945، وبعدها انتقل إلى رأس غارب بالبحر الأحمر، ثم إلى مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، وكان قريب الصلة بالعلماء فى ذلك الوقت، وكان على صلة بالشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر، وكان له موقف مع الشيخ شلتوت، عندما طلب الفنان "حسين صدقي" الذى كان له مسجد فى حى المعادى وذهب إلى الشيخ شلتوت شيخ الأزهر، وأخبره بعدد من الأشخاص يصلون داخل المسجد فى مكان منعزل فأرسل الشيخ شلتوت، الشيخ "عطية" للمسجد وألقى خطبة عن الإسلام ووحدة الصف الإسلامى والوسطية ونالت على إعجاب الأشخاص وأقتنعوا وذهب زعيمهم وشكر الشيخ، وظل يخطب فى المسجد 6 سنوات.
وأضاف: الشيخ له مؤلفات علمية مكتوبة تزيد على 31 مؤلفا علميا، منها الدعوة الإسلامية دعوة علمية، وهو الكتاب الفائز بجائزة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، و الأسرة تحت رعاية الإسلام، يقع فى ستة مجلدات، ودراسات إسلامية لأهم القضايا المعاصرة، والإسلام ومشاكل الحياة، والحجاب وعمل المرأة، وأضاف أنه حصل على العديد من الجوائز منها جائزة المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1983م، نوط الامتياز من الطبقة الأولى سنة 1989 م.
ابراهيم حسين من تلاميذ الشيخ
وتابع: الشيخ كان زاهدا فى المناصب عرض عليه مشيخة الأزهر، و مفتى لدولة الأمارات لكنه رفض وأمين عام لمجمع البحوث الإسلامية ورفض، لا يسعى إلى سلطان كان يلتزم بكتاب الله ومنهج رسول الله، و تدرج فى المناصب الوظيفية حتى وصل إلى رئيس لجنة الفتوى، عُين سفيرًا للأزهر فى اللجنة العليا للعلاقات الخارجية بوزارة الخارجية، واللجنة الوزارية للتثقيف الصحي، ومترجمًا بمراقبة البحوث والثقافة، ووكيلاً لإدارة البعوث، ومدرسًا بالقسم العالى للأزهر، توفى الشيخ صقر فى يوم 9 ديسمبر عام 2006، عن عمر يناهز الـ92 عامًا فى مركز الطب العالمى بالهايكستب بالقاهرة، ودفن فى مسقط رأسه بقريته بهنباى بمحافظة الشرقية.
الحاجة نفيسة
الحاجة نفيسة وحفيدتها
الشيخ مع اقاربه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة