المفكر على شريعتى يواصل البحث عن "مسئولية المثقف" .. فى ذكرى رحيله

السبت، 23 نوفمبر 2019 08:00 م
المفكر على شريعتى يواصل البحث عن "مسئولية المثقف" .. فى ذكرى رحيله على شريعتى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم ذكرى ميلاد المفكر الإيرانى على شريعتى (1933- 1977) الذى يعد أحد أبرز الوجوه الفكرية فى إيران قبل الثورة التى قادها الخمينى.
 
ومن الكتب التى أصدرها على شريعتى كتاب "مسئولية المثقف" وتنبع فكرة الكتاب من التفريق الأوّلى الذى اختطه "شريعتى" بين ما سماه المثقف الأصلى والمثقف المقلد، المثقف الأصلى هو المثقف الأوروبى الذى نشأ فى كنف الطبقة البرجوازية الأوروبية، التى عانت فى بداياتها من استبداد الدين والسلطة، فخدمها هذا المثقف بأفكاره وأطروحاته وتفاعله مع مشاكلها.
 
مسئولية المثقف
 
أما المثقف المقلد فهو الذى تم استنساخه على نموذج المثقف الأوروبى فى حضارات وسياقات مختلفة فى الشرق والغرب، يبقى هذا المثقف المقلد شاذا فى موضعه من المجتمع الذى لم ينتجه ويبقى غير قادر على التفاعل مع قضاياه، ما لم ينتج أدواته الخاصة ويتحرر من أصل التبعية الثقافية التى اصطنعته.
ويرى على شريعتى أن التقدم والإنتاج الاقتصادى والحضارى لا بد وأن يسبقه إنتاج متقدم على مستوى الأفكار والثقافة، وهو هنا يجادل تحديدا ضد النزعة الحركية التى تقول إنه قد انتهى وقت الكلام وحان وقت العمل.
 
وعن الكتاب كتب Araz Goran على موقع good reads، كلمة هامة حول المثقف ودور المثقف فى المجتمع بحث فى معنى الثقافة وكيفية تغلغلها فى المجتمع الإسلامى.
ومن خلال رحلتى فى هذا الكتاب وجدت هوية الثقافة الإسلامية فى العصر الحديث لا يكاد يتجزأ عن مفهوم الثقافة فى الغرب وكأنها نسخة طبق الأصل، بل وربما تكون نسخة رديئة إذا ما قورنت بتلك الموجودة هناك وخاصة فيما يتعلق بالسياق التاريخى فى تشكل بدن الثقافة.
وأى ثقافة سواء كانت قديمة أو حديثة لابد وأن تكون ناشئة من ظروف معينة تؤدى الى تفتح نظرة جديدة اجتماعياً وسياسياً وعلمياً، تلك الظروف تغير المسار التاريخى لأى أمة أو حضارة بانكماش الثقافة السابقة وظهور أخرى كثيراً ما تقوم على الأولى ولكن بوسائل جديدة ومعطيات أكثر عمقاً، يحدث ذلك من خلال قيام أشخاص يحملون على عاتقهم تثقيف -أى تقشير- المفاهيم السابقة لاستبدالها بأخرى أكثر وعياً وأكثر نضجاً فيما يتعلق بحالة تلك الأمة أو الحضارة، المثقف هناك يكون الحجر الأساس الذى تقوم عليه أعمدة التغيير، مهمة المثقف تكمن بالدرجة الأساس كما يقول شريعتى فى مشاركة المثقف نفسه فى الحياة العامة لا كقائد فحسب بل كمشارك فعال فى كل مسار اجتماعى جديد.
 
 
نعود إلى واقعنا الثقافى فى العالم الإسلامى فلاشك لا أحد يغامر بالقول بأن لدينا هذه الايام ثقافة متفردة ولا حتى وليدة، بل لا نكاد نرى أى قوة ثقافية حقيقية نابعة من صلب مجتمعنا وحضارتنا، إن هى إلا ثقافة مستوردة من إجهاضات ثقافات أخرى ومن إرهاصات ومشاكل تاريخية من العالم الغربي، ثم تحمل تلك الثقافة الغريبة التى نضجت خلال قرون وكانت بسبب ظروف دينية واجتماعية لا علاقة لنا بها لتكون ثقافة بديلة وشاملة لكل مناحى حياتنا، وهنا يحدث حالة الارتباك فى ثقافتنا وتصير كأداة هدم بدل أن تكون أداة بناء وتقذف بالمزيد من الظلام حول واقعنا المعاصر.
 
كتاب جميل جداً، وثرى بالأفكار واللغة فيه سهلة وواضحة ولا مجال للتعقيد فيها رغم صعوبة وأهمية الموضوع المطروح هنا .. بالتأكيد سيكون لى لقاءات أخرى مع أفكار وكتب هذا الرجل .
 

بينما كتب  Khalid Almoghrabi

ما هى مسؤولية المثقف فى بناء المجتمع ودوره فى نهضتها؟ وكيف ظهرت هذه الشريحة فى أوروبا وساعدة على تطورها وتقدمها؟
يقدم شريعتى رؤاه كعالم اجتماعى فى البحث عن سمات المثقف الذى يزرع غرسا فيحصد نباتا وهذه السمات وهى نقاط مستخلصة من كلامه:
1- المثقف يعمل على تثبيت الهوية لدى مجتمعه.
2- المثقف يراعى الفروقات البيئية والثقافية للأحداث والأفكار فليس ما ينجح فى أوروبا ضرورى النجاح فى الوطن العربى كون النمط الثقافى قد يكون مختلفاً.
3- المثقف يفرق بين الحضارة الأصلية والحضارة المقلدة فهو يعرف أن الحضارة ليست الراديو والتلفزيون إنما نتاج لأختيار الأرض الصالحة والبذرة الطيبة والتعهد برعايتها بعد ذلك. فتكون الحضارة حقيقة لا حضارة شكلية كاذبة.
ويؤكد بأن نمط ثقافتنا هو نمط دينى إسلامى خلافا لنمط اليونان أو الرومان أو الصين أو الهند والنمط الثقافى هو الروح الغالبة على مجموعة معارف مجتمع ما وخصائصه وإحساساته وتقاليده ونظراته ومثله. فالمثقف يجب أن يكون متواجدا فى عمق ضمير السواد الأعظم من مجتمعه وفهما لنمط ثقافة مجتمعه.
 
يبدأ الكتاب بلمحات من حياة الدكتور على شريعتى ثم ينتقل بعض الفروقات الجوهرية بين المفكر والعالم والمثقف متنقلا فى حديثه للفروقات بين الحضارات والمثقفين ويخلص فى النهاية إلى ست نقاط تلخص مسؤولية المثقف وهي:
1- استخرج الكنوز الثقافية العظيمة للمجتمع وتنقيتها
2- نقل التناقضات الاجتماعية والطبقية من باطن المجتمع إلى ضميره ووعيه.
3- جعل الدين الذى نزل فى الأصل للحياة والحركة فى خدمة المجتمع.
4- نزع سلاح الدين من أيدى السلطة القاهرة.
5- القيام ببعث ونهضة دينية بشل القوى الرجعية
6- تأسيس حركة احتجاجية توقد الجماهير وتبعث فى المجتمع الحركة.
أخيراً فى نهاية الكتاب هناك رسالة مضافة عن رسالة المثقف فى بناء المجتمع وهى لقاء أجرى مع الدكتور.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة