أكرم القصاص

صناعة النجومية الافتراضية.. كيف تفوقت «سما» على المقاول فى صراع الشيفون والكلسون!

السبت، 23 نوفمبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل يوم هناك جديد فيما يتعلق بأدوات التواصل وعصر المعلومات الكثيفة. ومحاولات فهم كيفية انتشار شخص أو خبر أو نميمة. وقد تغيرت مواصفات البطولة والنجومية، ولم تعد ترتبط بما يقدمه الفنان أو المطرب أو المطربة، بقدر ما أصبحت القدرة على الظهور فى هيئة غريبة وملابس عجيبة، لا يهم إن كانت لائقة أم لا. 
 
لقد أصبح العالم الافتراضى مثيرًا للتساؤل والدهشة، من نوعية الموضوعات والقضايا التى تفرض نفسها، وهى ظاهرة يحاول البعض تفهمها، فهذه الأدوات لها الكثير من الفوائد والوظائف والتى جعلت أفراد العالم أكثر قربًا وتفاعلًا وفى نفس الوقت فرضت الكثير من الأشخاص والنجوم من دون أن تكون لهم منجزات أو بصمات واضحة.
 
وعلى سبيل المثال خلال الأيام الأخيرة فرضت بعض الصور والأحداث نفسها على عالم التواصل. وهناك أشخاص فرضوا وجودهم وصورهم على عالم التواصل، من دون أن يكون لأى منهم نشاط، وهناك أشخاص يحصلون على النجومية من خلال توظيف أدوات التواصل. والجمهور فى غالب الوقت هو الذى يمنح هذه النجومية حتى ولو كان يريد أن يهاجم النعرات والابتكارات العجيبة، وقد أدرك خبراء اللعب مع التواصل هذه الأدوات وأصبحوا قادرين على تقديم كل ما يشد إليهم الانتباه سلبًا أو إيجابًا. 
 
ومن هذه الزاوية يمكن فهم عدد من الظواهر التى انتشرت وفرضت نفسها على جمهور أدوات التواصل. وفى الوقت الذى كان المقاول محمد على يقدم عرضه فى لندن بترتيبات من الممولين والمخرجين وتم إنفاق ملايين على قنوات ولجان إلكترونية، كانت «سما المصرى» تخطف الأضواء من كل نجوم ونجمات افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى. وقد تعلمت سما أو من يديرون وجودها الافتراضى ما يطلبه «السوشياليون»، فهى ليست لها أفلام أو أغان أو حتى رقصات شهيرة، ومع هذا فهى نجمة وموجودة من خلال تصريح رقصة ظهور فى استاد بمباراة مهمة، أو لقطات تحرص على نشرها بمستوى عال غالبا تحتوى صورا وحركات لها لا علاقة لها بالفن، ومع هذا فإن «سما» مشهورة جدا ومعروفة، هناك من يهاجمها ومن ينتقدها وكل هؤلاء يفعلون ذلك وهم يعيدون نشر صورها مع انتقادات أو شتائم.
 
وتبدو سما أشطر من المقاول محمد على وهو يلعب دور الزعيم الفكاهى فهى بلقطة واحدة أو صورة تستطيع تصدر مواقع التواصل، بينما يعجز محمد على وكل من يدعمونه ويلمعونه عن تحقيق أى تواجد، لدرجة «سما» فى افتتاح مهرجان السينما ومن حيث ظهرت نجمات يرتدين فساتين حرصت كل منهن على أن يكون مميزا، فقد حضرت سما بملابس «محجبة» وسحبت الأضواء حتى من نجمة الشيفون، التى تحرص هى الأخرى على الظهور بهيئة غريبة أو لافتة. وأصبحت مدمنة لما يسمى «الفتوسيشن» أو جلسات التصوير. ومع هذا فقد سرقت «سما» الأضواء من الشيفون ومن المقاول. وهو مثال لكيفية استغلال أدوات التواصل وتوظيفها، من دون جهد أو عمل واضح، وهو ما جرى مع مطربى المهرجانات، الذين اجتاحوا الشارع بالرغم من أنهم لا يظهرون فى الإعلام، ومع هذا أصبحوا نجوما من خلال توظيف «أدوات التواصل». 
 
وقد أصبحت شهرة الفنان النجم تتحقق من قدرته على ارتداء ملابس غريبة «كلسون أو قميص شيفون أو سلاسل حديد وذهب ومسدسات أو سيارات» مع قفزات وتنطيط، وينصرف الجمهور إلى ملابس النجم وقفزاته وعروضه وينسى الاستماع للغناء. 
 
النجومية تتكون من القدرة على جذب أنظار رواد المواقع الافتراضية وليس بالمضمون. وغالبًا ما ينتهى مفعول الاهتمام بفعل الملل حيث ينصرف الجمهور إلى شىء آخر، أو موضوع مختلف، وهو ما لم يدركه المقاول الذى شغل السوشيال ميديا لفترة ثم أصيب الجمهور بالملل، لكن المقاول وممولوه ما زالوا يقدمون نفس العرض، ولهذا فإن «سما» تفوقت على المقاول، لأنها تعرف جمهور السوشيال ميديا أكثر من المقاول ومموليه. 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة