رد الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل، على مقال الإعلامى مفيد فوزى "شيء من الخوف" الذى ينتقد من خلاله فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائلًا إن مفيد فوزى "كاتب تسالى" لا أكثر ولا أقل، ولا يعنى شيئًا فى تاريخ الصحافة والإعلام المصرى، وكان واحدًا من المنافقين العظام فى زمن المخلوع مبارك والمعادين لثورة الشعب المصرى، وزمن الإخوان ابتلع صمته.
وقال "قنديل" خلال حواره عبر فضائية "إكسترا نيوز": "مقال فوزى إذا كان القصد منه أن ننتهى إلى نتيجة مفادها أن أوضاع حرية الصحافة والإعلام المصرى ليست بخير فأنا أوفق، ومطلوب إطلاق الحريات العامة وفتح المجال العام، وعلينا أن لا نفكر بطريقة الزمن الذى مضى فى ظل وسائل التواصل الجديدة، التى حولت كل مواطن إلى صحفى مطلع إلى مصادر متعددة فى الأخبار، والحقيقة وحدها هى من تكشف الأكاذيب وأن لا نظل فى موقف واحد.. والتحول من المبدأ الدفاعى للهجومى هو مبدأ الإخلاص فى الحق".
وواصل: "يوجد صحف وقنوات كثيرة، وإنفاق كبير جدًا، ولا بد أن يتوقف الناس عند المحصلة وهذا يحتاج لمراجعة وإعادة نظر، فى ظل الإعلام المعادى كـ"الجزيرة" والموالى فى مصر، والملاحظ أن الإعلام المعادى كالجزيرة عبارة عن مهنة منحرفة، حيث يلتقطون أى حريق كيوم فرح عظيم".. متابعًا: "كلما انخفض خطر الإرهاب كلما زادت الحريات، فهى من يحصن، والحقيقة أفضل طريقة للتحصين".
واشار إلى أن طريقة تناول مفيد فوزى فى مقاله لفكرة الأمن والحريات بدت طريقة عجيبة وشخصية تمامًا حيث يعتبر نفسه تاريخ الصحافة المصرية، مستطردًا :"بإمارة إيه؟.. مش عارف، فأن الاحظ عمله أنه ينتمى إلى سلك "كتاب الخواطر والتسالى" لا أكثر ولا أقل، وجل اهتمامه ضربات صحفية كبرى كأخبار الفنانين والمطلقات وأشياء من هذا القبيل أو استعارة كلمات من نزار قبانى وشيء من هذا القبيل".
وذكر أن مفيد فوزى فى مقاله "شيء من الخوف"، اعتبر أن ناله أيام جمال عبد الناصر أذى عظيم جدًا، مضيفًا أن مفيد فوزى استشهد فى مقاله بسامى شرف الذى كان سكرتير جمال عبد الناصر، مضيفًا: "رجعت لسامى شرف، فقال أنا لم ألتق مفيد فوزى من قبل فى أى شارع أو نادى، وما حدث أن مفيد فوزى حاول لقائه عبر أحد الاشخاص بعد إيقافه عن العمل، وهذا يحدث مع صحفيين كثر، وحينما وصل الخبر إلى جمال عبد الناصر أمر بإعادته فورًا حيث لم يكن سياسيًا أو معارضًا لأى عصر، فقد كان صحفيًا يكتب تحت اسم "نادية عابد" وكان يعتبر نفسه خبيرًا بالنساء والعواطف.. وباقى كلامه عن عصر عبد الناصر بدائى، حيث اسهب فى الكتابة عن التاريخ ونقل عن نزار قبانى، ولكن ما هى الخبرات التى أخذها مفيد من هذا العصر؟.. مفيد يقول أن المخابرات المصرية أوحت انهالا علاقة لها بالإعلام، وكبّر الخوف من حكم مخابرات صلاح نصر".
وأوضح أن مفيد فوزى تحدث عن المخابرات المصرية واشياء لم يرد لها ذكر أو سلطان لها فى التاريخ، مضيفًا أنه حينما ذكر التاريخ يجب على مفيد أن يعرف أن لم يكن يعرف، أن مصر وسوريا كانتا ولاية سياسية واحدة من حكم أحمد بن طولان إلى الغزو العثمانى، يعنى خلال 650 عامًا لذا اتجاه عبد الناصر للوحدة مع سوريا لم يكن ابتداعًا، كما أن كل الدول العربية وقعت فى غرام جمال عبد الناصر، وعلي "مفيد" ان يبحث فى اليوتيوب ليعرف من هو جمال عبد الناصر، لكن حديث ومقاله بدائى ومتخلف، وعليه أن يعرف التاريخ أولاً.
وذكر أن صلاح نصر بحكم كونه ضابطًا فى الضباط الأحرار كان قريبًا من جماعة عبد الحكيم عامر الذى أطيح به، وحوكم فى قضية تسمى قضية "انحراف المخابرات" بأربعين عامًا خلال حكم عبد الناصر، ثم أفرج عنه من قبل السادات بعد عبور أكتوبر لكن لا يمكن اختصار صورة صلاح نصر فى الصورة التى يقول عنها "مفيد فوزى"، فصلاح نصر يظل واحدًا من البنائيين العظام فى تاريخ الدولة المصرية، وهو الأعظم فى جهاز المخابرات العامة، الذى نشأ فى خضم المعركة مع إسرائيل، مضيفًا: "صلاح نصر أسس جهاز المخابرات وهو البناء العظيم، وصدقى سليمان هو البناء العظيم الذى ارتبط بالسد العالى".
وأشار إلى إن مفيد فوزى تحدث عن الشمولية فى عصر جمال عبد الناصر، وإذا كان يقصد الاعتقالات، فهناك 24 ألف اسم جرى احتجازهم بتكرار الأسامى، كما أن عبد الناصر بعد الهزيمة أدرك الأخطاء وأجرى تصحيح ذاتى هائل حتى أنه حينما توفى كان عدد المساجين السياسيين فى مصر 273 شخصًا لا غير، وهذا رقم متدنى جدًا، ولذا لا بد أن يأخذ مفيد فوزى "نفس عميق" ويقرأ، وخاصة أنه كان صحفى مغمور حينما تم إيقافه.
وأشار إلى أن عبد الناصر فى رؤيته للديمقراطية وفى حوار شهير فى أوائل الستينيات مع خالد محمد خالد الذى بدأ مع الإخوان ثم تحول إلى ليبرالى، قال فى رده على إنشاء أحزاب: "أريد أن أجرى تغيير سياسى واقتصادى وثقافي ليخرج مجتمع جديد يمكنه إطلاق الأحزاب التى يريدها"، مضيفًا أن عبد الناصر كان يريد التحول لنظام التعدد الحزبى، لكن السادات كان أول المعارضين له، كما أن عبد الناصر كان يسعى لحملة تصنيع كبرى واثبت حيوية الدولة.
وأكد أن صفوت الشريف هو ولى النعمة الأول لمفيد فوزى، بحديث المدينة وغيره، متابعًا: "عنوان مفيد فوزى مستعار من فيلم شيء من الخوف وما هى علاقة المقال بهذا الفيلم؟.. هذا الفليم منع، لكن عبد الناصر قال لو أنا عتريس يبقى الثورة دى لا قيمة لها، وقرر عرض الفيلم، ولم يمنع كتاب واحد فى عهد عبد الناصر، حتى كتب سيد قطب التى أمر جمال عبد الناصر بتوزيعها .. حتى نزار قبانى الذى استشهد به مفيد فوزى كتب قصيدة هوامش على دفتر النكسة بعد هزيمة 1967، وكتب أيضًا قصيده فى حب جمال عبد الناصر، وكتب قصيدة "قتلناك يا آخر الأنبياء" فى إشارة لجمال عبد الناصر.. فلماذا يتحدث مفيد فوزى".
وشن هجومه على "فوزى"، قائلًا: "كلامه انتقاء، فهو لم يكن مصطفى أمين أو أنيس منصور ولم يكن شيئًا فى حكم جمال عبد الناصر، وليس هو من يدافع عن حرية الصحافة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة