كشف المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، أن أعمال الترميم داخل وخارج قصر البارون بحى مصر الجديدة انتهت بالكامل.
وقال رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن ما يتم فى القصر الذى شيده المليونير البلجيكى البارون ادوارد إمبان والذى جاء إلى مصر من الهند فى نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس ليبدأ فى بناء القصر عام 1911، هو تنفيذ سيناريو العرض المتحفى لمقتنيات البارون، وتاريخ حى مصر الجديدة.
قصر البارون التاريخى يقع فى قلب منطقة مصر الجديدة، وبالتحديد فى شارع العروبة بصلاح سالم، يتمتع القصر البارون بطراز مستوحى من العمارة الهندية، وهذا ما يلفت انتباه كل من يشاهد القصر، الذى شيده المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان، "20 سبتمبر 1852 - 22 يوليو 1929".
اختيار البارون الطراز الهندى لتصميم القصر كونه كان يعيش هناك، وجاء إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس، وكان إدوارد إمبان يحمل لقب بارون وقد منحه له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته فى إنشاء مترو باريس.
بمجرد وصول إمبان إلى مصر عشقها لدرجة الجنون واتخذ قرارًا مصيريا بالبقاء فيها حتى وفاته، لدرجة أنه أوصى بأن يدفن بها حتى ولو مات خارجها، ومن حبه وعشقه لمصر قرر أن يبنى مقر إقامته بها فاختار البارون مكان فى الصحراء، بالقرب من القاهرة، ليبنى قصر البارون.
وبالفعل عرض البارون على الحكومة المصرية إنشاء حى كامل فى شرق القاهرة، واحتار اسما لها وهى هليوبوليس أى مدينة الشمس واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط، حيث إن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات.
وأراد البارون أن يجذب الناس للعيش فى الحى الجديد، فقام بإنشاء مترو وأخذ اسم المدينة مترو مصر الجديدة، إذ كلف المهندس البلجيكى أندريه برشلو الذى كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة.
أما عن القصر فقرر أن يكون أسطوريا لا تغيب عنه الشمس، حيث تدخله من جميع حجراته، وأصبح افخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، واستلهم فكرته من معبد أنكور وات فى كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، صممه المعمارى الفرنسى ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود، فشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل الفيلة الهندية، والنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية.
القصر الذى اكتمل البناء فى 1911م، من الداخل حجمه صغير، فهو لايزيد علي طابقين ويحتوي علي 7 حجرات فقط. الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوي فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها. وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.