كرم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الذى افتتح فعاليات دورته الـ 41 يوم الأربعاء الماضى، المخرج المصرى الكبير شريف عرفة، والنجمة منة شلبى، حيث منحهما المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية عن مجمل أعمالهما، ويأتى ذلك تقديرًا لمسيرة شريف عرفة المهنية الممتدة، حيث قدم العشرات من الأفلام السينمائية المهمة، الذى تعاون فيها مع النجوم الكبار عادل إمام وأحمد زكى والراحل علاء ولى الدين ومحمد هنيدى وأحمد عز وغيرهم من النجوم الذين ينتمون لأجيال مختلفة.
أما النجمة منة شلبى التى حصلت على نفس الجائزة، فقد تم تكريمها تقديرا لمسيرتها الفنية الحافلة بأعمال سينمائية بارزة بناء على رؤية المهرجان وقياداته.
فى البداية، عبر المخرج الكبير شريف عرفة عن سعادته البالغة بعد ترميم عدد من نسخ أفلامه القديمة وعرضها بالسينمات ضمن برنامج عروض مهرجان القاهرة، وقال عرفة: إن بداية علاقتى بالسينما كانت «ورث» من خلال عملى مع والدى سعد عرفة، وأشعر أنا وجيلى بأننا نحمل مسؤولية القوة الناعمة المصرية، وهى مؤثرة فى الخارج جدا.
وروى شريف عرفة قصة المواطن المغربى الذى أوقف عبد الناصر وقال له سلم لى على إسماعيل ياسين، مدللا على شدة تأثير السينما المصرية فى الخارج.
ورد المخرج شريف عرفة على الأزمة التى أثيرت حول النيل من شخصية الصحفى فى أحداث فيلم «الممر»، وإبرازه بشكل سيئ وهى شخصية إحسان التى جسدها الفنان أحمد رزق، متسائلا: «إيه المانع إن واحد يكتب عن الراقصات ويغير مسار حياته ويكتب عن الحروب»، مشيرا إلى أنه مر بنفس الأزمة بعد عرض فيلم «طيور الظلام»، وغضب بعدها المحامون، واعتبروا أن الفيلم ينال من شخصية المحامى.
وشدد عرفة على احترامه للصحفيين قائلا: أنا لا يمكن أكون ضد صحفى، وعلاقتى جيدة بكل الصحفيين، والصحفى خلال الفيلم أنقذ واحد من الموت، وقص عرفة مقولة لأستاذه المخرج صلاح أبوسيف تناقشا فيها حول مفهوم الواقعية، وقال: كنت فى مهرجان مع المخرج صلاح أبو سيف، قال لى مفيش حاجة اسمها واقعية، مدللا على أنه لا يعنى ظهور شخصية تمتهن مهنة معينة بتناول سلبى أن كل أصحاب المهنة كذلك.
وعن الذين أثروا فى حياته، قال المخرج شريف عرفة: إن الفنانة ليلى علوى واحدة منهم، موجها لها التحية لأنها وثقت فيه يوما من الأيام، وأنتجت له أحد أفلامه وهو «يا مهلبية»، معتبرا ذلك جزءا من مسؤولية الفنان تجاه الصناعة.
وأجاب المخرج شريف عرفة عن سؤال حول حياته الشخصية، وهل هى قصة ولا مناظر، إسقاطا على الإفيه الأشهر فى فيلمه «المنسى»، فى مشهد جمع النجم محمد هنيدى بالزعيم عادل إمام، وعلق قائلا: «المهم نعمل أفلاما جيدة تحتوى قصة ومناظر»، وأضاف أنه سخر حياته للقصة والمناظر فى أفلامه، أما عن حياته الشخصية قال ضاحكا: لا أعتبرها قصة أو مناظر.
وقال عرفة: إن وحيد حامد شخص مؤثر جدا فى حياته، أتذكر أنه كتب مقالا لتشجيعى فى بداياتى ولا يمكن أن أنسى فضله. وأضاف المخرج شريف عرفة:«إحنا بنتأثر بالمجتمع ولما بنعمل الفيلم لازم يلمس مع المجتمع، ولما عملنا «الجزيرة 2» كان لازم وقتها لأنه هيتلامس مع حال المجتمع من بعد الثورة، لكن حاليا مش هقدر أعمل «الجزيرة 3» وممكن نتكلم عن حاجة متوقع تحصل فى المستقبل، لكن مش دايما مؤكدة».
وتابع شريف عرفة قائلا: تكريمى بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة فخر ليه، وأنه من مهرجان القاهرة شرف ليه، معلقا: «مرة تلقيت اتصالا من فاتن حمامة وده كان شىء جميل جدا بالنسبالى، وكانت تهنئنى على فيلم «يا مهلبية» وقت عرضه فى مهرجان القاهرة، وكانت فاتن حمامة ضمن أعضاء لجنة التحكيم، وعرفتنى إن الفيلم مش هياخد جائزة، لأن لجنة التحكيم مش قادرة تفهم القفشات الكوميدية فيه، ولكن الفيلم عجبها وشكرتنى عليه وطلبت منى إننا نشتغل سوا، وده كان شىء عظيم بالنسبة ليه».
وتحدث المخرج شريف عرفة عن ذكرياته مع الراحل أحمد زكى، وقال: إن الامبراطور من الممثلين اللى عندهم موهبة مائة فى المائة، ولا يلجأ للتكنيك أمام الكاميرا، بل يمثل بإحساسه، واستعاد عرفة ذكرياته مع زكى فى آخر أفلامه «حليم» وقال: لما بدأنا نصور حليم كان كويس، وتجاوز المرحلة الخطرة، اشتغلت على معالجة ودخلنا نصور، وبعد انتهائه من 90% من الفيلم، ساءت حالته من جديد، وكانت صحته بتتحسن لما يدخل الاستوديو، والأطباء كانوا بيقولوا لنا خلوه يمثل، الله يرحمه لا يعوض، وأتمنى كلنا نموت أثناء التصوير، وناشد عرفة الصحفيين بألا يحولوا صناعة السينما لصراعات إيرادات، فهى ليست المحك الرئيسى.
وتحدث عرفة عن علاقته بالنجمة يسرا، حيث قال: «ناس كتير متعرفش إن اللى عمل لـ«يسرا» أول اختبار سينمائى كان والدى سعد عرفة، مضيفا: يسرا صديقة وأخت عزيزة عليه، وعملنا مع بعض أفلام كتير وهى من فنانات جيلها المميزين جدا، وأنا دايما أغيظها وأقولها إنى زمان شوفتك أول مرة وأنا بالشورت.
ومن جانبها، قالت النجمة منة شلبى: إنها محظوظة بالعمل مع مخرجين كبار مثل يوسف شاهين ومحمد خان ويسرى نصر الله، مؤكدة أن للمخرج دورا كبيرا فى وصول الممثل للشخصية من خلال توجيهه وتشجيعه.
وكشفت منة شلبى أن الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين والدكتور بمعهد الفنون المسرحية عند بداية دخولها الوسط الفنى، دربها على مشاهد التقديم للمعهد العالى للفنون المسرحية ولا أنسى فضله ومساعدته لى.
وقالت منة شلبى: إنه بمجرد قبولها بالمعهد وبعد عامها الأول صورت فيلم «الساحر» ثم توالت الأدوار.
وأضافت النجمة منة شلبى: إنها تصاب بحالة من الاكتئاب والتوحد مع تجسيد كل شخصية جديدة، وتعرض نفسها على طبيب نفسى، وتابعت شلبى حديثها قائلة: «ممكن أبقى دبلوماسية وأقولك إن كل المخرجين شاطرين، وممكن أكون حقيقية وأقول قليل منهم اللى شاطر، لأن صوت المخرج لازم يعلو على صوت السيناريو، وهو الوحيد اللى عارف الحلم ده أوله وآخره إيه.
وأضافت منة شلبى: «إن الممثلين لا يملكون حذف أو إضافة مشهد معين بالفيلم، لأن هذه الصلاحيات للمخرج فقط، لأن لديه وعيا بشكل الفيلم، وأنا استحالة أزعل لو بتفرج على فيلم ليه ولاقيت مشهد محذوف لأن الفيلم أهم منى».