من المقرر أن يدلى سكان هونج كونج، اليوم الأحد، بأصواتهم فى واحدة من أكثر الانتخابات المحلية توترًا منذ سنوات، حيث تواجه المدينة أسوأ أزمة سياسية منذ عودتها إلى السيادة الصينية فى عام 1997 على مدار الـ6 أشهر الماضية.. ويرصد اليوم السابع أبرز الأسئلة حول الاقتراع وأسباب التوتر السياسى فى هذا البلد.
كم عدد المرشحين فى انتخابات هونج كونج المحلية؟
سيتنافس 1104 مرشحين على شغل 452 مقعدًا فى مجالس المقاطعات بالمدينة، واستخدمت الأحزاب السياسية والناشطين الاحتجاجات، التى جذبت مئات الآلاف من الناس إلى الشوارع، لتسجيل الناخبين الجدد بينما أطلق آخرون حملات ضد العنف المتزايد فى الاحتجاجات.
كم عدد الناخبين؟
وسجل عدد قياسى من الناخبين أيضا قوامه 4.1 مليون نسمة، من بين سكان المدينة البالغ عددهم 7.4 مليون، أنفسهم للتصويت، فيما يرجع جزئيا إلى حملات التسجيل خلال شهور الاحتجاجات.
متى بدأت؟
بدأ التحرك في 9 يونيو في تظاهرة كبيرة.. واليوم يقترب انتهاء حصار جامعة بوليتكنيك، مع استماتة بعض المحتجين فى السعى للخروج، بينما تعهد آخرون بعدم الاستسلام، بعد أيام من بعض أسوأ أعمال العنف منذ أن تصاعدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة فى يونيو.
كيف تسببت شابة تايوانية فى إشعال الشرارة الأولى للاحتجاجات؟
تسببت الشابة بون هيو وينج (19 عاما) فى هذه الاحتجاجات، فقد قتلها صديقها التايوانى، وتعود أحداث القصة إلى عام 2017، عندما التقيا في يوليو العام نفسه لأول فى المتجر الذى كانا يعملان فيه، واعترفت الشابة لصديقها الجديد فى أواخر عام 2017 بأنها حامل فى شهرها الثانى من صديقها السابق، وصادف ذلك انتهاء الشاب من حجز الفندق وبطاقتى سفرهما من هونج كونج إلى تايوان قبل حلول عيد الحب فى 2018. وسافرا معا ثم عاد بمفرده بينما ظل مصير الفتاة مجهولاً إلى أن ألقى القبض عليه واعترف بقتل صديقته هناك.
وفى تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية، يقول الجانى إن الضحية كشفت له أن والد جنينها هو صديقها السابق، وإنها أرته مقطع فيديو تظهر فيه وهى تمارس الجنس مع شخص آخر، فثارت ثائرته وضرب رأسها بجدار الغرفة وخنقها بيديه ممسكا برقبتها من الخلف لمدة 10 دقائق حتى فارقت الحياة. ثم وضع الجثة داخل الحقيبة مع أمتعتها ونام ثم تخلص من أمتعتها فى عدد من نقاط تجميع الأمتعة المستعملة قرب الفندق. وتخلص من الجثة فى بقعة أشبه بغابة صغيرة فى حديقة.
ومن أجل محاكمته لارتكابه تلك الجريمة، كان لا بد من إصدار تشريع قانونى لترحيله إلى تايوان ومحاكمته هناك، لذا اقتراحت حاكمة هونج كونج، قانون تسليم المطلوبين.
ما مشروع قانون تسليم المطلوبين؟
سيسمح القانون بتسليم المتهمين الجنائيين للدولة الأم الصين.
ما أسباب الاحتجاج؟
تسبب هذا القانون فى مظاهرات عارمة عمت الشوارع فى هونج كونج، منذ يونيو الماضى، وتعد الحركة الاحتجاجية أخطر أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ العام 1997، حيث نزل آلاف المحتجين إلى الشوارع وفرقتهم شرطة مكافحة الشغب، رافضين مشروع القانون المثير للجدل والذى يسمح بترحيل مطلوبين إلى الصين، لكن الحراك وسع بشكل ملحوظ مطالباته التى طالت كذلك الحكم المركزى فى الصين.
ما مطالب المتظاهرين؟
فى البداية طالب المتظاهرون بالتراجع عن القانون، ثم ارتفع سقف المطالب إلى المطالبة باستقالة رئيسة السلطة التنفيذية كارى لام، وانتخاب خلف لها بالاقتراع العام المباشر وليس تعيينه من بكين، كما هى القاعدة حاليا، ويريدون أيضًا فتح تحقيق حول أعمال العنف التى يتهمون الشرطة بالقيام بها، ويخشى معارضو مشروع القانون المدعوم من بكين أن يقع سكان هونج كونج فى دوامة المنظومة القضائية الصينية.
بماذا ردت هونج كونج؟
وقفت رئيسة هونج كونج التنفيذية كاري لام فى البداية فى وجه للتظاهرات، قائلة إن الحكومة لم يكن لديها نية سحب مشروع القانون، لكن فى مواجهة هذه المعارضة المتزايدة، أعلنت لام عن إمكانية تعليق مشروع القانون واعتذرت للجماهير، لكنها أسفرت فقط عن تهدئة البعض.
ما رد فعل الصين؟
تحولت بعض التظاهرات فى هونج كونج إلى أعمال عنف، واندلعت صدامات عنيفة مع الشرطة ورشق متظاهرون عناصر الشرطة بزجاجات واستخدموا حواجز معدنية، واستخدمت قوات الأمن العصى وغاز الفلفل لتفريق متظاهرون اقتحموا البرلمان، كما دخل آلاف المتظاهرين إلى مطار هونج كونج من أجل "استقبال" الزوار وتوعيتهم بشأن الاحتجاجات، وعطلوا الملاحة، وقالت بكين أن المحتجين ارتكبوا أعمال "شبه إرهابية" وتشكل "تحديا خطيرا للقانون والنظام فى المنطقة.
كما اتهمت وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة الأمريكية بالتآمر مع عناصر إجرامية وعلى صلة بأنشطة جنائية معادية للصين فى هونج كونج، وأضافت فى بيان ردا على تعليقات مجلس النواب الأمريكى والسياسيين الأمريكيين الآخرين بشأن الأحداث فى هونج كونج، أنه "تشويه للواقع".
ماذا قال الرئيس الأمريكى عن الحراك؟
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى أغسطس الماضى، قائلاً إن الجيش الصينى انتشر على الحدود مع هونج كونج، ويدعو الجميع إلى التزام الهدوء، وفى تغريدة أخرى قال إن بإمكان الرئيس الصينى شى جينبينغ حل الأزمة الناتجة عن المواجهة بين الحكومة والمتظاهرين فى هونج كونج بطريقة "إنسانية"، مقترحا عقد لقاء مع الزعيم الصينى.
وكتب ترامب على تويتر "لا شكوك لدى على الإطلاق بأن الرئيس شى إذا أراد حل المشكلة فى هونج كونج بطريقة سريعة وإنسانية، فإنه باستطاعته أن يفعل ذلك"، مضيفا عبارة "لقاء شخصى؟" فى نهاية تغريدته، فيما بدا وكأنه يطرح فكرة لتقديم مساعدته بهذا الشأن إلى الرئيس الصينى بشكل مباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة