يزداد التوتر الاجتماعى فى كولومبيا وتستمر الاحتجاجات ضد الرئيس إيفان دوكى لليوم الخامس على التوالى، والتى أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص حتى الآن.
وهناك ثلاثة مفاتيح لفهم الاحتجاجات ضد دوكى، وفقا لإذاعة "ار بى بى " البيروفية.
1- احتجاجات غير معتادة
ترى الإذاعة البيروفية على موقعها الإلكترونى أن تلك الاحتجاجات غير معتادة فى كولومبيا، فعلى الرغم من نزاع مسلح دام نصف قرن فى كولومبيا، الذى شاركت فيه عصابات مسلحة ومجموعات شبه عسكرية وعملاء للدولة وتجار مخدرات، والذى أدى إلى قتل وتشريد وفقدان ملايين الأشخاص، إلا أنه لم تكن هناك أى احتجاجات أو مسيرات مثل التى تحدث الآن منذ الخميس الماضى 21 نوفمبر، وهو ما يعكس حالة العدوى التى جرت للبلاد بعد اندلاع احتجاجات فى دول أمريكا اللاتينية الآخرى مثل تشيلى وبوليفيا والاكوادور.
كما أن تطبيق حظر التجول فى بوجوتا يعتبر أيضا "غير عادى" خاصة وأنه صدر مرة واحدة فقط فى كولومبيا فى عام 1977 عندما انطلق اضراب وطنى كبيرضد الحكومة الليبرالية ألفونسو لوبيز ميشيلسن ، والذى أدى إلى أعمال شغب عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات وجرح الآلاف.
2- أسباب متنوعة للاحتجاجات
يتنوع المشاركون وأسباب الاحتجاجات فى كولومبيا، فمن المشاركين العمال المركزيون المطالبون بمبادرات رسمية لجعل سوق العمل ونظام التقاعد أكثر مرونة ، وهو ما تنفيه الحكومة.
وأيضا شارك الطلاب فى تلك الاحتجاجات للمطالبة بالمزيد من الموارد للتعليم العام، والذين يعانون من نقص التمويل ، كما يطالبون بالوفاء بالاتفاقيات المتفق عليها مع إيفان دوكى العام الماضى.
أيضًا السكان الأصليون ، الذين يطلبون الحماية بعد مقتل 126 من السكان الأصليين منذ تولى إيفان دوكى السلطة فى أغسطس 2018 ، وفقًا لأرقام من المنظمة الوطنية للسكان الأصليين فى كولومبيا، وقتل معظمهم فى مناطق الاتجار بالمخدرات.
ولقد انضم السكان الأصليون إلى أحزاب المعارضة ، بما فى ذلك منظمة "فارك "، التى تدين قتل 170 من المقاتلين الذين وقعوا السلام ، وكذلك دعاة حماية البيئة والفنانين.
والجميع يتساءل عن السياسة الأمنية للرئيس التى تركز على مكافحة تهريب المخدرات ، وقتل العشرات من القادة الاجتماعيين (482 من يناير 2016 إلى 30 مايو ، وفقا لأمين المظالم) ومحاولة تعديل معاهدة السلام لعام 2016 لنزع سلاح فارك.
3- المحادثات
تحت وطأة الاحتجاجات، أعلن إيفان دوكى الجمعة الماضية عن اجراء "محادثات وطنية" لمناقشة "الإصلاحات" لسياسته الاجتماعية.
وبدون وجود أغلبية فى الكونجرس بنسبة 69٪ ، أكد الرئيس أنه سيتحدث مع "جميع القطاعات السياسية والاجتماعية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة