سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 25 نوفمبر 1968.. فض اعتصام «هندسة الإسكندرية» والمحافظ يطلب تدخل الجيش.. وطائرات هليكوبتر فوق الكلية

الإثنين، 25 نوفمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 25 نوفمبر 1968.. فض اعتصام «هندسة الإسكندرية» والمحافظ يطلب تدخل الجيش.. وطائرات هليكوبتر فوق الكلية سامى شرف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصل طلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية اعتصامهم منذ يوم 23 نوفمبر 1968، بعد مظاهراتهم تضامنا مع مظاهرات طلاب المدارس الثانوية الخاصة فى المنصورة التى اندلعت يوم 20 نوفمبر، احتجاجا على القانون الجديد للتعليم (راجع ذات يوم 23 نوفمبر 2019).
كان من المقرر أن يبحث مجلس الوزراء فى اجتماعه يوم 24 نوفمبر 1968 مشكلة الإسكان، لكنه بحث بدلا منها موضوع الطلبة وقرر إغلاق الجامعات، وفقا للدكتور أحمد عبد الله فى كتابه «الطلبة والسياسة فى مصر»، ترجمة إكرام يوسف، مضيفا: «كان الكثيرون من الطلاب قد انضموا إلى الاعتصام، وبدأ الطلاب من المدارس المحيطة بالجامعة التظاهر أيضا، ولكن قوات الشرطة المحيطة بكلية الهندسة قامت بتفريقهم».
تطورت الأمور يوم الاثنين 25 نوفمبر، مثل هذا اليوم، عام 1968.. يذكر «عبد الله»: «حدث إضراب فى الإسكندرية، كما شهدت المدينة مظاهرات على نطاق لم تشهده من قبل، انتهت بصدام دام مع الشرطة، وكما توضح أرقام الخسائر فإن الطلاب لم يكونوا وحدهم فى هذه الأحداث: إذ لقى ستة عشر شخصا مصرعهم (3 طلاب، 12 من الأهالى، وتلميذ عمره 12 عاما سقط تحت أقدام المتظاهرين، بينما أبلغ عن وصول 167 مصابا من الأهالى إلى المستشفيات، كما أصيب 247 من رجال الشرطة (19 ضابطا و228 جنديا) وألقى القبض على 462 شخصا، وأفرج عن 78 منهم لأن سنهم أقل من 16 سنة، وأفرج عن 19 لعدم كفاية الأدلة، وحبس الباقون وعددهم 365 على ذمة التحقيق، ووفقا لما ذكره وزير الداخلية شعراوى جمعة، فإنه تلقى تقريرا بالصور الفوتوغرافية حول الممتلكات التى دمرت أثناء المظاهرات وتتضمن: تحطيم 50 سيارة أتوبيس نقل عام، 270 لوح زجاج ترام، 116 إشارة مرور، 29 كشك مرور، زجاج 11 محلا تجاريا منها جمعية استهلاكية نهبت جميع محتوياتها، زجاج عدد من سيارات القطاع العام والخاص، وعدد من مصابيح الإضاءة فى الشوارع، وحرق أثاث نادى موظفى المحافظة»، وكان من ضمن المقبوض عليهم جندى سابق اسمه محمد الحداد، وتبين أن إسرائيل جندته جاسوسا.
كان اعتصام الطلاب لا يزال قائما داخل كلية الهندسة، وقوبل طلبهم بحضور مسؤول كبير لزيارتهم بالرفض، وحسب جريدة الأهرام فى عددها الصادر يوم 28 نوفمبر: «أنهوا اعتصامهم فى مساء 25 نوفمبر بسبب إحساسهم بالندم والأسف لما حدث من تخريب فى المدينة، مؤخرا، كما وصفه لهم خمسة من زملائهم قاموا بجولة للاستطلاع بناء على طلب المحافظ وهيئة التدريس، وشعروا بانفضاض الشارع عنهم، ودهشته من موقفهم الذى كان يبدو بدون مسوغ واضح».. يرفض «أحمد عبد الله» مسوغات فض الاعتصام التى طرحتها «الأهرام»، ويرى أن فضه يعود إلى أسباب أخرى.. يقول: «انتهى الاعتصام فى الحقيقة لأسباب عملية، تشمل قلة طعام الإفطار فى أيام رمضان، وانقطاع التيار الكهربائى بسبب الأمطار الغزيرة، والضغط الذى مارسه أولياء أمور الطلاب، وكذلك انسحاب رئيس الاتحاد من الاعتصام ورفضه إمداد المعتصمين بالطعام، والإنذار الذى وجهه المحافظ «أحمد كامل» للطلاب بأن كلية الهندسة سيتم إخلاؤها بالقوة، وما قام به من ترتيبات فعلية فى هذا الصدد».
يعطى المحافظ أحمد كامل أسبابا أخرى لفض الاعتصام فى شهادته لمجلة المصور «2 إبريل 1990» قائلا: «خرجت من الجامعة بانطباع أن تجربة الحوار لن تحقق النتائج المنتظرة، اتصلت بسامى شرف «مدير مكتب عبد الناصر» وقلت له: أبلغ الرئيس أننى أطلب تدخل قوات الجيش لإنهاء الاعتصام.. بعد دقائق جاء رد سامى: الرئيس أمرنى بأن أتصل بالفريق أول محمد فوزى القائد العام للقوات المسلحة وأن أبلغه أن يتصل بك، بعد دقائق أخرى كلمنى الفريق أول محمد فوزى، وقال: لقد وضعت قائد المنطقة العسكرية الشمالية تحت قيادتك، وأخبره بطلباتك وسيقوم بتنفيذها على الفور، قلت بعدها لقائد المنطقة العسكرية الشمالية أن يعطى أوامره لقيادة الطيران فى المنطقة ليتم إرسال طائرات هليكوبتر فوق مواقع اعتصام الطلبة، كما طلبت منه وضع بعض قوات الجيش لتدخل إلى المحافظة وتمر بدباباتها وأسلحتها فى استعراض للقوة من أمام كلية الهندسة».
يضيف «كامل»: «عندما وصلت طائرات الهليكوبتر فوق كلية الهندسة شاركت الطبيعة فى إخراج مسرحى للموقف، فقد تزامن معها رعد وبرق ومطر، ومع أصوات الرياح، تصور الطلاب أن الطيران قد بدأ القصف والهجوم فى الوقت الذى مرت فيه بعض قوات الجيش أمام الجامعة وتمركزت بعض الوحدات فى الاستاد الرياضى المجاور، ورن جرس التليفون فى مكتبى، كان المتحدث أحد قادة الاعتصام، قال: لقد قررنا إنهاء الاعتصام».
أغلقت الجامعات، وحسب شعراوى جمعة في «شهادة للتاريخ»، إعداد محمد حماد: «كان لا بد ألا تغاضى عما حدث، حيث رأينا أنه من الضرورى مواجهة حالات النصب الشعبى بالحوار وشرح الأمور باستفاضة، وطلب الرئيس عبدالناصر عقد المؤتمر القومى للاتحاد الاشتراكى، وبالفعل تم عقده فى ديسمبر».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة